مع الجهود الحالية التي تبذلها السلطنة للتجسير بين المعامل الأكاديمية والتطبيق العملي عبر تسخير البحث العلمي لخدمة أهداف التنمية تبرز العديد من البشائر لاستدامة هذه الجهود عبر تسليم الراية لأجيال متعاقبة.
فالسلطنة تمضي في استراتيجيتها الوطنية التي تربط مسار البحث العلمي مع مسار خطط التنمية الشاملة التي تنفذها الحكومة من خلال تأسيس منظومة تقود إلى الابتكار والتميز العلمي مع الاهتمام بالبحوث التي من شأنها توفير أرضية علمية تدعم متخذي القرار في التخطيط التنموي، وتساعد القطاعات الاقتصادية المختلفة على المضي قدما في الارتقاء بمسيرة العمل التنموي.
وفي خضم هذه الجهود يأتي إنجاز جديد للسلطنة يؤشر على امتداد منهجية البحث العلمي إلى الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي حيث حققت السلطنة ممثلة في وزارة التربية والتعليم المركز الأول عالمياً في برنامج (جلوب) البيئي وذلك عن البحث المعنون بـ(دراسة فاعلية استخدام نبات الروغ (القصب) في تسميد النبات وتأثيره على الماء والتربة التي ينمو عليها) حيث أجرى البحث طالبات في مرحلة التعليم الأساسي.
وقد تحقق هذا الإنجاز وسط منافسة محتدمة إذ بلغ عدد البحوث المشاركة 150 بحثاً من جميع دول العالم، حصل منها 24 بحثاً على المعدل المطلوب وهو (4 نجوم)، ونالت السلطنة الأفضلية بتأهل (6) بحوث من بحوث مدارس السلطنة لدخول المنافسة.
وما يربط هذا البحث بأهداف التنمية المستدامة كونه يعتمد على نبات الروغ الذي ينمو بكثرة في ولاية سمائل حيث يعد مشكلة فهو ينمو بكثرة في الأماكن التي يظل فيها الماء لفترة طويلة وعلى مقربة من الشارع , حتى أن قطعه أو حرقه لا يحل المشكلة لتتوصل الطالبات إلى طريقة مفيدة للتعامل معه تتمثل في استخدامه كسماد.
أما الفائدة الأكبر من هذا الإنجاز فإنها تتمثل في انتهاج الطلبة بالسلطنة النهج العلمي المتمثل في القياسات الحقلية وعمل الإحصاءات والتواصل العلمي مع طلبة آخرين من مختلف دول العالم الأمر الذي يبشر بجيل واعد يرفد مسيرة البحث العلمي في السلطنة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن