النمسا تتحدث عن اتفاق أوروبي على رهن الاتفاق بوقف التدفق
أيدوميني (مقدونيا) ـ عواصم ـ وكالات: احتشد 13 ألف مهاجر عند الحدود اليونانية – المقدونية في ظروف صحية بائسة، وفق ما أعلن مسؤول يوناني عشية قمة حاسمة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا يؤمل أن تتوصل الى حل لأزمة الهجرة، فيما قال وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس امس إن دول الاتحاد الأوروبي المتبرمة لن تبدأ في استقبال لاجئين إلا إذا جرى خفض التدفق خفضا كبيرا.
وقال حاكم محافظة مقدونيا الوسطى اليونانية ابوستولوس تزيتزيكوستاس “هناك نحو 20 ألف مهاجر في المنطقة و13 ألفا على الحدود” اليونانية مع دولة مقدونيا. وأضاف ان العالقين على الحدود يشكلون “حوالى 60 في المئة من مجموع عدد المهاجرين في هذا البلد”. وهناك ثلاثون ألف مهاجر عالقون في اليونان.
وأضاف لتلفزيون “سكاي” خلال تفقده عمليات توزيع الغذاء في ايدوميني “لم نعد نستطيع تحمل هذا العبء وحدنا”، املا في ان تعلن الحكومة اليونانية حال طوارئ في المنطقة.
وبدأت منظمة “اطباء بلا حدود” نصب خيم لأكثر من الف شخص إضافي، في وقت ينام عدد كبير من المهاجرين في العراء، في حقول رطبة تحت المطر او في خنادق، وفق ما نقل صحافي من وكالة فرانس برس. وتظاهر لاجئون سوريون وعراقيون امام حواجز الاسلاك الشائكة خلال الايام الفائتة والتي تمنعهم من العبور الى دولة مقدونيا، وتحرسها شرطة مكافحة الشغب.
وقال حسام، السوري البالغ 25 عاما، ان المهاجرين ينتظرون القمة الاوروبية التركية في بروكسل.
في غضون ذلك حضت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليونان على عدم التاخر في استقبال اللاجئين، مكررة دعوة الاتحاد الاوروبي الى التضامن مع اثينا.
واعتبرت ميركل في حديث الى صحيفة “بيلد” الالمانية ينشر الاحد، “ان على اليونان انشاء 50 الف مكان ايواء لاستقبال اللاجئين قبل نهاية العام الجاري، وان التاخير يجب معالجته في اسرع وقت، لان الحكومة اليونانية يجب ان تؤمن مكان سكن لائقا” لطالبي اللجوء.
وستنشر بلغاريا من جهتها اكثر من 400 شرطي عند الحدود مع اليونان، تحسبا لاحتمال تصاعد حدة ازمة المهاجرين، وفق ما اعلن رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف امس.
وقال اثر تمرين مشترك بين القوات الامنية المجهزة بعربات مصفحة ومروحيات امام الحدود اليونانية قرب مقدونيا، “ان اكثر من 400 من عناصر الجيش والدرك والشرطة سينتشرون هنا على نحو دائم”.
واضاف “يمكن استقدام 500 عنصر اضافي الى الحدود خلال بضع ساعات اذا اقتضت الضرورة”.
وسمح البرلمان البلغاري في فبراير الماضي للجيش بتسيير دوريات مشتركة مع الشرطة على الحدود، اثر اشتداد ازمة المهاجرين.
وتنشر الحكومة البلغارية ايضا الفي شرطي عند حدودها مع تركيا. وسجلت بلغاريا في العام 2015 دخول 30 الف مهاجر، فيما عبر ملايين اخرون الحدود خلسة.
من جانبه قال وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس لوكالة الأنباء الألمانية امس إن دول الاتحاد الأوروبي المتبرمة لن تبدأ في استقبال لاجئين إلا إذا جرى خفض التدفق خفضا كبيرا.
جاء ذلك قبل قمة الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تعقد غد الاثنين.
وفي سياق الدفاع عن السياسات الصارمة بشان الحدود التي تنتهجها النمسا ودول البلقان وهو ما تسببت في تقطع السبل بالمهاجرين في اليونان، قال الوزير المحافظ ” يجب أن يكون واضحا أن عدد اللاجئين الذين يصلون أوروبا سوف يتراجع تراجعا سريعا حال أوقفناهم في اليونان “.
واضاف كورتس انه شعر بالدعم جراء مناشدة دونالد توسك للمهاجرين المحتملين الراغبين في تحسين اوضاعهم الاقتصادية البقاء في اوطانهم ، وبتصريح المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الذي أدلت به مؤخرا ضد ارسال المهاجرين عبر طريق الهجرة الممتد من اليونان إلى غرب أوروبا.
وقال كورتس ” هذه هي السياسات التي تشير اخيرا إلى الاتجاه الصحيح “.
واستطرد ” يمكن أن تصبح الدول التي تعارض حاليا اعادة التوزيع مستعدة لاستقبال اللاجئين على المدى المتوسط “.
وأضاف ” ولكن مثل هذا التوزيع ليس واقعيا طالما أن هناك مثل هذا التدفق المرتفع (للمهاجرين) وطالما أن الدول مدركة أن مثل هذه السياسة (السماح للمهاجرين بالدخول) تسفر عن المزيد والمزيد من الوافدين “.
ورفض كورتس قبول المخاوف التي تفيد بأن القيود التي تفرضها النمسا على الحدود والإجراءات التي اتخذتها دول البلقان في تصديها لتدفق المهاجرين تسببت في أزمة في اليونان من خلال اجبار المهاجرين واللاجئين على البقاء .
وقال ” الحقيقة أنه لا يوجد سوى 25 ألف لاجئ في اليونان الآن. وهذا يبلغ تقريبا ربع العدد الموجود في النمسا “.
استقبلت النمسا 90 ألف لاجئ العام الماضي ولكنها تراجعت عن استقبال المزيد في الشهور الأخيرة، قائلة إن تطبيق إجراءات على الحدود الوطنية ضروري في ظل غياب سياسة توزيع ملموسة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وبالتطلع إلى قمة يوم الاثنين، قال كورتس إنه لا يأمل أن يتم وقف التدفق من اليونان فحسب ، ولكن يأمل أيضا أن يكون التعاون مع تركيا ومساعدة اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط عناصر إضافية في حزمة الاجراءات السياسية الرامية للتصدي لأزمة الهجرة.