من الأشياء التي تبهج نفسي، رمضان وهو بأحلى حلة ،حلته التسبيح والتهليل والتكبير والأذكار بأنواعها هي التي تزين ألسنتنا، وكم يتهادى إلى أذاننا صوت الذكر وخاصة من ذي الشيبة له وقع تنفسح به أرجاء النفس، سبحان الله الشوق لتسابيح الليل لن يعرفه إلا من وصل وقام تلك اللحظات واستنشق عبيرها،
بالتسابيح يمضي المؤمن في سواد الليل وقبيل أذان الفجر إلى المسجد أو نحو ذلك…
من الصور الرائعة للتسبيح أن صاحبها يعيش رضا نفسيا عجيبا ومدهشا فنقرأ في روحه طيب الخاطر وانشراح الصدر والرضا الذاتي، ونجد ذلك في قول الله_تبارك وتعالى_:”وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن ءانائ الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى”
لاحظ في هذه الآية كيف استوعب التسبيح سائر اليوم،قبل الشروق، وآناء الليل ،وقبل الغروب، وأول النهار وآخره، والرضا في الدنيا والآخرة.
وهناك علاقة ببين التسبيح والرضا النفسي أشار الله ذلك فيقوله تعالى :”ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ،فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين” فالآية العظيمة يشفى من ضيق الصدر، فكم في الدنيا من صدور أضنتها الأحزان ! وكم في الدنيا من وجوه ذوت من أوجاع نفسية ! وتأمل كيف جعلت الآية العظيمة من التسبيح ترياقا تستطب به النفوس وتداوى به الغموم، وتثلج به غصص الأحشاء؟!
فسبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح…
وكم نحن في ندم على أيام مضت وليال انصرمت دون أن نعمرآناء الليل وأطراف النهار بالتسبيحات…يا خسارة تلك السنوات ..يا ضيعة تلك اللحظات التى لم نملأها بتسبيح وذكر فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته، ورضاءنفسه…
فنحن نعيش في عالم يعج بالتسبيح من حولنا، تسبح الكائنات في هذا العالم مشهد مهيب صوره القرآن( يسبح الرعد بحمده ) ، (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير)..كما استفتحت بعض السور بالتسبيح..بل أخبرنا الله أن لهج ألسنة أصحاب الجنة السعداء هو التسبيح” إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها سبحانك اللهم”.
عائشة السرحنية