تيمور بن أسعد : هذه الاستوديوهات مفخرة لنا جميعا ، والشعارات التي دشنت تواكب المرحلة القادمة للتطور الإعلامي دلالة الشعارات تحمل ابعادا وطنية وتتغلغل في العمق الثقافي والحضاري للسلطنة بتقنية حديثة • أربعة طوابق على أحدث طراز يجمع بين الحداثة والموروث المعماري العُماني • أربعة أستوديوهات رقمية كبيرة لإنتاج الأعمال الدرامية والبرامج المختلفة • مركزاً للأخبار يتكون من قاعة رئيسية للتحرير صممت على أحدث المعايير العالمية • ثلاثة أستوديوهات إذاعية للأخبار وثلاثة أستوديوهات للبث ومسرح للعرض
كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي : تصوير ـ سعيد البحري :
بتكليف سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ دشّن صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد أمس مجمع الأستوديوهات الرقمية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، بالإضافة إلى تدشين الهوية الجديدة إضافة إلى القناة الثقافية الوليدة بحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة وعدد كبير من الإعلاميين.
وفي تصريح له هنأ صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد جميع المشاهدين على هذه النقلة وقال سموه : هذه الاستوديوهات التي مفخرة لنا جميعا ، والشعارات التي دشنت اليوم تواكب المرحلة القادمة للتطور الإعلامي الحاصل بشكل عام ، واتمنى للاستوديوهات الجديدة ان تفعل بالصورة المثلى.
ويضم المجمع الجديد أحدث تقنيات البث الرقمي عالي الجودة وقد تم تصميم المبنى من أربعة طوابق على أحدث طراز يجمع بين الحداثة والموروث المعماري العُماني، كما صممت الأنظمة والشبكات والأجهزة بالمجمع باستخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال الإنتاج والبث التلفزيوني. ويضم المبنى الجديد أربعة أستوديوهات رقمية كبيرة لإنتاج الأعمال الدرامية والبرامج المختلفة، وتتراوح مساحات الأستوديوهات بين 200 إلى 700 متر مربع، كما يضم المجمع مركزاً للأخبار يتكون من قاعة رئيسية للتحرير صممت على أحدث المعايير العالمية مع أستوديو لبث نشرات الأخبار من داخل القاعة بالإضافة إلى ثلاثة أستوديوهات رقمية أخرى للبرامج الإخبارية، ويشتمل المجمع أيضاً على ثلاثة أستوديوهات إذاعية للأخبار وثلاثة أستوديوهات للبث ومسرح للعرض.
تدشين الأستوديوهات والهوية
بعدها قام صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد برفع الستار وتدشين مجمع الأستوديوهات الرقمية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، عقب ذلك استمع إلى فيلم يوثق مسيرة الإعلام العماني المرئي والمسموع ، ثم استمع إلى شرح موجز حول “عهد الهوية” ، بعدها قام صاحب السمو راعي المناسبة بتدشين الهوية الجديدة وتدشين الشعارات للقنوات العامة والرياضية وعمان مباشر وقناة عمان الثقافية ، ثم تجول سموه في اروقة الاستوديوهات واستمع إلى شرح مفصل حول طبيعة عمل كل استوديو .
دشين الهوية الجديدة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تقوم في أساسها على ما أُطلق عليه “عهد الهوية” ويأتي نصه كالتالي: ” نتعهد أن نكون مصدرا ملهما للشعب العماني والعالم ككل، فنسرد قصص مجتمعنا المتجددة ونتشارك وجهات النظر المختلفة من خلال فتح باب الحوار وتوسعة نطاق المشاركة المجتمعية وسنسعى لأن نعكس أحلام كل فرد يعيش في سلطنة عمان ومطامحه”.
ويتمثل عهد الهوية في عدة عناصر “العنصر الأول” يتمثل في عرض محتوى يهتم بإلهام المشاهد بأفكار خلاقة ومختلفة . ويهتم بمتابعة الجديد من الأحداث بشكل يوازي صناعة القصة والحدث .كما ركز معاليه في حديثه عن عهد الهوية على حضور المحتويات التفاعلية، والتي لا تعتمد على مرسل الرسالة الإعلامية فقط، بل يرتكز على التفاعل بين المرسل والمتلقي بالإضافة إلى المحتوى الذي يركز على طاقات الأفراد المتجسدة في طموحاتهم وأحلامهم .
اما العنصر الثاني من عهد الهوية فتمثل في القيم والمعتقدات والتي تراعي سعة الأفق والشمولية بحيث يتم عرض وجهات النظر في عمان من خلال الاحترام والشمولية لجميع أفراد المجتمع العماني ، وتعزيز الفهم المتبادل للوصول إلى مجتمع أقوى. كما يتم مراعاة الأصالة من خلال الاعتزاز بتاريخنا ونظرتنا للأمور ، وتوثيق هويتنا العمانية من خلال جميع ما نقوم به مع مراعاة التوازن في الطرح.اما منطلقات “عهد الهوية ” في شق القيم والمعتقدات سيتم ترجمتها عبر محتوى يخاطب بالدرجة الأولى المشاهد العماني ويلامس كافة أفراد المجتمع مراعيا التوزع الجغرافي والديمغرافي وقائما بدور مهم في تماسك هذا المجتمع ، ومحتوى يظهر أصالة التاريخ العماني بصورة مواكبة ومعاصرة للتجديد معززا هذا الجانب في المشاهد العماني ومرسخا فيه تفرد عمان في نظرتها الخاصة للأمور وتعاطيها مع القضايا عموما وموثقا للهوية العمانية في كل تفاصيله. بالإضافة إلى أن يكون المحتوى رصيناً ومتوازناً بعيد عن الغلو وإغراء الجذب اللحظي لأي قضية كانت، بل يتم إنتاج هذا المحتوى بعد التحقق والتثبت لكسب ثقة الجميع.
أما العنصر الثالث لعهد الهوية فيتمثل في شخصيتنا وما نظهر به حيث يرتكز على الثقة والسمت العماني والفخر والاعتزاز بأنفسنا وبما حققناه بلا مبالغة في التباهي أو بعلو الصوت، والإطلاع على ما حولنا في مختلف الأوساط وإدراكه، وشد الانتباه بطريقة مألوفة ومتجددة وتكريس طاقتنا ونشاطنا في ذلك.
ويكز هذا العنصر على محتوىً يعزز من ثقافة الأفراد ويرسخ ما لديهم من مكتسبات متحققة وأرضية صلبة ينطلقون منها إلى العالم الخارجي بالإضافة إلى كونه محتوى يظهر مدى الاطلاع العميق والحضور المدروس لكافة ما يطرح وعلى مختلف الأصعدة . فضلاً عن كونه محتوى يظهر مدى التفاعل والمشاركة والحيوية في جذب الجميع على اختلاف فئاتهم العمرية مستخدما كافة الأساليب الإعلامية الجاذبة للجمهور.
القناة الثقافية
بعدها دشّن صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد القناة الثقافية الوليدة والتي تنطلق من رؤية واضحة ومحددة المسار للتعريف بالهوية الثقافية العمانية والمحافظة عليها وعلى الإرث الحضاري العماني الثقافي والعلمي والفني والموسيقي من خلال منتج تلفازي عالي الجودة. وتهدف القناة إلى عرض وتقديم الكنوز الثقافية العمانية المتمثلة في التراث الأدبي والعلمي والفني للعلماء العمانيين ، وترسيخ بناء الهوية التاريخية لعمان وإرثها الحضاري، بالإضافة إلى ربط الهوية التاريخية العمانية بالجغرافيا التي امتدت عليها طوال تاريخها، كما ستهتم بإعادة إنتاج التاريخ العماني وأحداثه إعلاميا ، فضلاً عن تسليط الضوء على كافة أوجه الثقافة وتطورها في عمـــــان وعلى المستويين العربي والعالمي.وسيتم ترجمة كل هذا عبر باقة من البرامج المنتقاة والتي يشارك في إعدادها وتقديمها العديد من العاملين والفاعلين في الساحة الثقافية المحلية، بالإضافة الى كوادر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
البرامج الثقافية
وضمن البرامج التي تقدمها القناة الثقافية برنامج “رماميس” وهو برنامج يتناول الشعر الشعبي المحكي من خلال ابرز شعرائه وشهادات الشخصيات التي تمثل ذاكرة هذا المجال ، وتم تصوير البرنامج في مختلف ولايات السلطنة وهو من إعداد وتقديم سالم السعدي وإخراج سالم الحسني. وبرنامج “غيم القصيد” وهو برنامج يلتقي بعدد من شعراء القصيدة الشعبية ويسجل معهم شهاداتهم عن القصيدة والحراك الثقافي في مجال الشعر الشعبي المعاصر ، وهو من إعداد وتقديم مازن الهدابي وإخراج سلطان البحري. وبرنامج “المترنم” إضافة إلى الصورة البصرية لبعض القصائد العمانية المسجلة على طريقة القاء القصائد الشعرية بأسلوب المترنم العماني من خلال الخط والجرافكس وهو من تنفيذ سالم الحجري واشراف سالم بن علي بن منصور النبهاني. وبرنامج “نغم” وهو عبارة عن تصوير عدد من المقطوعات الموسيقية بالعزف المنفرد أو المشترك لأكثر من عازف من جمعية هواة العود وهو من اخراج عائشة البلوشية. وبرنامج “من المكتبة العمانية” وهو برنامج يسلط الضوء في كل حلقة على احد أمهات الكتب العمانية من خلال لقاء مع شخصية أدبية او اكاديمية وعلمية او باحث ويتم التصوير في إحدى المكتبات العمانية وهو من إعداد وتقديم سالم بن عبدالله الرحبي وإخراج سعيد المعشني. وبرنامج “اسئلة” وهي جلسة حوارية في المشهد الثقافي المحلي والعربي ، وهو من اعداد وتقديم محمد بن سيف الرحبي وإخراج سلطان الحاتمي . وبرنامج “الموسوعة العمانية” هو برنامج يوثق بالصورة البصرية مواضيع الموسوعة العمانية ويسجل البرنامج اماكن ومعالم ومكونات للبيئة العمانية في مختلف مناطق السلطنة ، وهو من اعداد منى جعبوب وإخراج عبدالله المعولي. وبرنامج “بوح” فهو تحويل للنص المكتوب إلى صورة بصرية من خلال الأدباء العمانيين المعاصرين ، وهو من اعداد واخراج مزنة المسافر واشراف الدكتور أحمد الرحبي. كما تبث القناة الثقافية ايضا “أخبار الثقافة” وهو رصد يومي لأبرز الأحداث الثقافية في السلطنة والعالم . كما تبث في اخر الاسبوع برنامج “الثقافة في اسبوع” وهو رصد اسبوعي لأبرز الأحداث الثقافية في السلطنة وفي العالم وتقارير لمعالم ومواضيع ثقافية.