بمشاركة 28 دولة مطلة على المحيط الهندي
الفطيسي : المركز يعتبر الأول من نوعه في المنطقة في مجال التحذير من سونامي والزلازل والأعاصير وغيرها
كتب ـ وليد محمود :
افتتح أمس معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء المعرض والمؤتمر العلمي الدولي حول التخفيف من مخاطر سونامي في غرب المحيط الهندي وخلال الحفل قام معاليه بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي وأصحاب السعادة الوكلاء بقص شريط افتتاح المركز والاستماع إلى شرح من المسئولين عن المركز حول آلية ومراحل العمل داخل المركز.
جدير بالذكر أن تدشين النظام الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة تم بعد أن أطلقت السلطنة مشروع الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة والذي جاء إنشاؤه بأوامر سامية وذلك عقب الانواء المناخية سونامي التي لحقت بدول جنوب غرب آسيا في ديسمبر 2004م، وتأكدت مدى حاجة السلطنة إلى مثل هذا المشروع بعد الأنواء المناخية “جونو” والذي أثر على سواحل السلطنة في يونيو 2007م و”بت” والذي وقع في يونيو 2010م .
وقد صرح معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات بأن المركز الوطني للإنذار المبكر إنجاز جديد يضاف لعهد النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نفتخر به الآن بين دول العالم والذي يعتبر مركزا متخصصا والأول من نوعه في المنطقة وقد جاءت ولادة هذا المركز من فكر جلالته الذي وجه بأن يكون هناك نظام ومركز للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة حيث لا نستطيع إيقاف الكوارث الطبيعية لذلك وظيفة هذا المركز معرفة هذه الكوارث وإيصال المعلومة للجهات المعنية لاتخاذ اللازم وسيركز على الأعاصير وسونامي والفيضانات وقد يتطور إلى جميع المخاطر مثل الحرائق والتسربات النفطية وقد بدأ العمل في عام 2011 ومنذ تلك الفترة ونحن نجهز له من خلال إرسال كوادر للتدريب وتم شراء أجهزة متطورة جدا وهي أحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال وسوف يقدم الخدمة المنتظرة منه وهذا المركز يدار بأيدي عمانية لمثل هذه المهمة وقد تلقوا تدريبا ودراسات عديدة للقيام بهذه المهمة حيث تعتبر السلطنة رائدة الآن في المنطقة في هذا المجال .
وأشار الى ان المركز يعتبر بالنسبة للمنطقة والشرق الأوسط الأول من نوعه وهناك مناطق أخرى تتعرض لهذه الأنواء فقد ابتعثنا إليها العمانيون للحصول على البرامج والأجهزة والتدريب حيث تم وضع أجهزة وحساسات في كل محافظات السلطنة للشعور بالزلازل والأمواج على طول شريط الساحل العماني ومحافظات السلطنة وتركيب خمسة رادارات للطقس وحساسات لتغيرات الأرض والتربة خلال الأربع سنوات الماضية وتم تجهيز المركز لإرسال رسائل للجهات المعنية ، وهناك أيضا برامج تنبؤات عددية بالتعاون مع العديد من الجهات ومنها وكالة ناسا والمركز الآن لا يقتصر نظره على السلطنة فقط ولكن العالم أجمع وقد يغذي هذا المركز العالم بمعلومات حول الأعاصير والكوارث التي يتعرض لها العالم .
جدير بالذكر أن المركز تم بتعاون بين السلطنة ومنظمة اليونسكو حيث وقعت الهيئة العامة للطيران المدني في 22 أكتوبر 2009 على مذكرة تعاون مع المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في مقرها الرئيسي بباريس من أجل التخطيط ووضع البنية الأساسية لهذا المشروع الإستراتيجي وتمثل دور منظمة (اليونسكو) ومن خلال اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات بمساعدة السلطنة في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، ومن ضمن بنود الاتفاقية أن تقوم (اليونسكو) في المرحلة الأولى بالمساعدة في تدريب كوادر وطنية متخصصة وبناء المواد التثقيفية للتوعية العامة عن طريق تنظيم حلقات عمل تدريبية وحلقات عمل لتدريب قيادات المجتمع المحلي على كيفية التأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية باستخدام أفضل الممارسات العلمية المعمول بها في هذا المجال وقد تكلل هذا التعاون بالنجاح حيث قامت المنظمة بتدريب الكوادر العمانية التي تدير المركز وإنجاز المركز حيث تم افتتاحه أمس .
وكان المؤتمر العلمي الدولي حول (التخفيف من مخاطر التسونامي في غرب المحيط الهندي) والمعرض المصاحب له قد تم عقده أمس برعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء حيث ألقى في بداية المؤتمر سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني كلمة أشار فيها إلى أن المؤتمر يتم عقده بمشاركة العديد من الدول والجهات ذات الصلة ، بحضور 280 مشاركا من السلطنة ودول أخرى وقد تم توجيه الدعوة إلى 46 جهة حكومية ومؤسسة عامة وخاصة ، بالإضافة إلى الدول المطلة على المحيط الهندي والدول الجزرية المطلة على البحر الكاريبي مثل جزيرة الدومينيكان وسانت كيتس ونيفيس وبليز وفيجي وساموا ويشارك في المعرض المصاحب للمؤتمر 10 شركات متخصصة في أنظمة وأجهزة الرصد والتحليل والإنذار المبكر ويحتوي المؤتمر على 4 جلسات وهي الجلسة الأولى “التسونامي التاريخية وما قبل التاريخية في صدع مكران” والجلسة الثانية “مخاطر التسونامي” والجلسة الثالثة “هشاشة السواحل” والجلسة الرابعة “الرصد وبث التحذير”، وتقدم 27 ورقة عمل خلال جلسات المؤتمر و10 ملصقات بحثية علمية في المعرض.
وأضاف بأن المؤتمر يعتبر الأول من نوعه في غرب المحيط الهندي والذي يستعرض 38 بحثاً علمياً لمتخصصين من شتى أنحاء العالم ، ويأتي بذلك جامعاً بين مصممي النماذج العددية والجيولوجيين وعلماء الزلازل والمهنيين الذين يدرسون مصادر التسونامي في غرب المحيط الهندي، وكذلك المتخصصين في تخطيط البنية الأساسية بما في ذلك خبراء الاتصالات والعلوم الاجتماعية تحت سقفٍ واحد لتسهيل التعاون العلمي والتقني في نظم الرصد المختلفة والبحوث متعددة التخصصات.
وأشار إلى أن من أهم الأهداف المرجوة من هذا المؤتمر أن يضع تفسيرا أفضل لظاهرة التسونامي في غرب المحيط الهندي وخاصة التسونامي الذي نتج من صدع مكران وإيجاد أنظمة إنذار مبكر ذات فاعلية أكثر ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع وستتولى اللجنة المنظمة طباعة ونشر أوراق العمل المختارة في إحدى المجلات العلمية المرموقة.
من ناحية أخرى ألقى فلاديمير ريابنين نائب المدير العام لليونسكو والسكرتير التنفيذي للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات كلمة أشاد فيها بالتعاون بين السلطنة واليونسكو في مجال إنشاء مركز التنبؤ بالكوارث وسونامي وأهميته على مستوى الشرق الأوسط كأول مركز تنبؤ من نوعه في المنطقة .
جدير بالذكر أن السلطنة تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 مارس من كل عام ، حيث اتخذت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ” المعارف المناخية من أجل الأنشطة المناخية” شعاراً لهذا العام، ولا نختلف على مدى أهمية المعارف المناخية وأهمية تقديمها لمن يحتاجونها حيث أصبحت معلومات الطقس والمناخ مورد ثمين ومطلب هام لاتخاذ القرارات السليمة في جميع القطاعات من البنية الأساسية إلى الصحة والزراعة والسياحة والاقتصاد وحتى الأنشطة الاجتماعية، كما إنها تؤثر على الموارد الاستراتيجية مثل الماء والغذاء والطاقة وبسبب الطفرة السريعة في العلوم والزيادة الهائلة في القدرة الحاسوبية أصبح التنبؤ بالطقس والمناخ أكثر دقة وفي متناول الجميع.
ويتزامن عقد المؤتمر وتدشين النظام الوطني والاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية مع عقد الاجتماع الدولي العاشر لفريق التنسيق الدولي الحكومي المعني بنظام الإنذار بأمواج التسونامي والتخفيف من آثارها في المحيط الهندي (-X ICG/IOTWS) خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس الجاري حيث من المتوقع أن تشارك في الاجتماع 28 دولة مطلة على المحيط الهندي .