اليوم ليس ثمة يوم شبيه له سوى ذلك اليوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م الذي صنعت فيه أيدي العمانيين ما كان محجوبًا، ثم صار ظاهرة، فأعجوبة يتحدث عنها الزائر قبل ابن عُمان، يراها العماني أنشودة حلمه الذي عاش من أجله، ولم يبخل من إغنائه بعبقريته المستمدة من ذلك اليوم الأغر.
لهذا سجدت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، من مشرقها إلى مغربها، من شمالها إلى جنوبها، حمدًا وشكرًا وثناءً، وإجلالًا وإكبارًا، على فيوض كرمه ونعمائه بعودة باني نهضتها الحديثة وتاج عزها ورافع شأنها، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بعد رحلة علاج خارج الوطن دامت أكثر من ثمانية أشهر. رحلة كان خلالها كل مرئي في السلطنة يلهج بالدعاء لجلالة السلطان المعظم ـ أبقاه الله ـ بالصحة والعمر المديد، وأن يعيده المولى جلت قدرته سالما معافى. انحنت الهامات لله شكرًا وثناء على ما قيضه من مكارم أسبغها في قامة قائد فذ حكيم رافقته ـ كظله ـ عُمان ونهضتها وعصريتها وتطورها ورقيها، وفي شعب لم يتخلَّ عنه، قاسمه الهدف فكانت الصورة أصدق برهان برؤية دولة عمانية عصرية راسخة الأركان تشق طريقها ومسيرتها نحو مستقبل مشرق واعد بالتطور والعطاء والنماء.