أبشري قابوس جاء .. فلتباركه السماء .. أسعدي وألتقيه بالدعاء ..كم رددنا تلك الكلمات في صباح كل يوم منذ أن فتحنا أعينا على هذا الكون الوسيع ، وكم تهللت أساريرنا فرحا وطرباً مع كل لحظة نشاهد فيها قائد هذا الوطن على شاشات التلفاز ، إذا كان أباءنا وأجدانا قد عاشوا تلك اللحظة في عام 1970 وهم يستقبلون ذلك القائد الذي بزع فجره في الثالث والعشرين من يوليو والكل يتساءل ماذا سيقدم لهذا الوطن وكيف ستكون عمان في عهده وزمانه ، لكنه قال وأوفى بعهده لتشرق شمس المجد على هذا الوطن الغالي ، لتمر السنين وتكرر المشهد من جديد في الثالث والعشرين من مارس وهذه المرة ممزوج بدموع الفرحة وبأكف ترفع للسماء بالدعاء وسجودا على تراب هذا الوطن الطاهر النقي ، سجدة شكراً للمولى الذي أعاد نور هذا الوطن من جديد إلى أحضان شعبه، بعد ثمانية أشهر عشناها في قلق وعلينا أن نعترف بذلك بالفعل مرت علينا لحظات كنا مدخل في صراع ومشادات ومشاحنات إذا أحداً تحدث عن صحة جلالته ، رغم إيماننا بأن البلاء من الله والشفاء منه ، إلا ان ذلك الحب والعشق والغرام الذي نكنه ونتحدث به ونعيشه من أجل باني ومفجر نهضة هذا الوطن لن يساومنا فيه أحد ، بعد ان عشنا أياماً وليالي ونحن نترقب عودته لبيته لأننا لم نعتاد على فراق والدنا أبداً حتى في إجازاته القصيرة كنا نترقب اللحظة التي يعود فيها ، وكيف هو الغياب عندما يمتد لثمانية أشهر تقريباً ، قديما لم نعرف التلفاز إلا في بداية الثمانينات ونحن نعيش في قريتنا لكننا نسترق السمع مع الكبار وهم يستمعون لخطاب جلالته في العيد الوطني لنعيش تلك الحظة الجميلة معهم ، وها هي الأيام تعود إلينا مجدداً لتكون مشاركة الفرحة لم تقتصر علينا نحن كعمانيين بل شاركنا كل من عرف هذا البلد وكل مقيم على تراب أرضها وكل من سمع عن سلطانها وأبناء شعبه. إلا يحق لنا ان نفرح به ، وهو رجل السلام وهو الحكيم الذي لا ينام من أجل راحة أبناءه ، لينقل هذا الوطن من الظلمة إلى النور ، ولو عرفنا بلحظة قدومه مسبقاً لتحولت المحافظات بولاياتها وقراها إلى قلب مسقط وهي تستقبله ولو تطلب الأمر أن نضع أيدينا على الأرض ليمشي عليها لوضعناها إكراماً وإجلالاً لهذا القائد المعظم، لا أعتقد هناك كلمات نستطيع ان نعبر بها عن فرحتنا ومهما حبسنا دمعتنا في مآقينا فأن دمعة أطفالنا من الفرحة تجبرنا على مشاركتهم بكاء الفرح ، عوداً حميداً يا قائد هذا الوطن ، بعودتك عادت الروح لعمان، لنردد جميعاً .. أبشري قابوس جاء.
يونس المعشري