فيما يعكف المتحف الوطني على تطوير مكونات قاعة التاريخ البحري والتي سيعاد تدشينها خلال العام الحالي، فإن هذه القاعة بما تحويه من أقسام وموضوعات جديدة ستكون وجهة للراغبين في الإبحار في صفحات تاريخنا البحري الحافل بالأمجاد والتواصل الحضاري، وتفاصيل علاقة الإنسان العماني بالبحر التي تمتد لآلاف السنين.
فعلى رأس ذلك التجديد سيتم تأسيس ركن خاص للملاح العماني أحمد بن ماجد السعدي، وركن آخر للملاحة التقليدية سيتم خلاله ولأول مرة استعراض مجموعة من الخرائط الملاحية من القرن السادس عشر الميلادي.
كما سيتم عرض بعض اللقى من التاريخ البحري إبان حضارة مجان من بين ذلك نقش مسماري من بلاد الرافدين يذكر فيه المواد الخام المطلوب شراؤها لصناعة مركب لمجان، وهناك أيضًا القار الذي هو كل ما تبقى من هذه المراكب التاريخية.
وستضم القاعة مجسمًا لمركب “البدن” المخيوط، وهو من المراكب العريقة التي ظهرت قبل 5 آلاف عام على أقل تقدير، استعملت وتم الاستمرار في استعمالها حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عندما حلت السفن المربوطة بالمسامير محل السفن المخيوطة في شمال عُمان، كما أن هناك أيضًا عرضًا لسفينة “الكمباري” الشهيرة، وهي من المراكب التي اشتهرت بها محافظة ظفار، وعرضًا آخر لأقدم مركب “البغلة” في العالم، وهو إعارة من متحف العلوم في لندن لمدة أكثر من خمس سنوات، كما يعرض المتحف نموذجًا للسفينة “جوهرة مسقط”، وهو المشروع الرائد الذي ربط عُمان بسنغافورة، وهناك عرض تفاعلي يتيح من خلاله للزوار التعرف على بعض أنماط المراكب التقليدية، والاستماع للصناع والحرفيين الذين امتهنوا مهن البحر من الجيل القديم.
ولربط الأجيال القادمة بهذا التاريخ العريق سيكون هناك ركن تفاعلي للأطفال يسمح لهم ببعض الممارسات والألعاب الذهنية ذات المنفعة والفائدة، مع التعرف على أنماط أشهر المراكب العمانية المعروضة من “الغنجة والبغلة والبدن” وغيرها من المراكب، ومن ثم يطلب منهم تركيب أجزاء ومكونات هذه المراكب من المقدمة والمؤخرة والأشرعة وغير ذلك.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن