الرباط – العُمانية: تمكّنت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم من إدراج الخنجر العُماني؛ المهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة به، وحِداء الإبل؛ التعابير الشفهية في مناداة الإبل -كلّ على حِدة- عنصرين جديدين في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عُمان في الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية عام 2003 للتراث الثقافي غير المادي، والتي تُعقد حاليًّا في العاصمة المغربية الرباط من 28 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2022م.
وأدرجت سلطنة عُمان “الخنجر؛ المهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة به” في ملف مُفردٍ خاصٍ بها في هذه القائمة الدُّولية؛ وتعتبر صناعة الخناجر العُمانية حرفة تقليدية تنتشر في مختلف المحافظات، ولها العديد من الممارسين، وهناك أنواعٌ متعددة من الخناجر العُمانية، أبرزها: السعيدي، والنزواني، والصوري، والباطني (الساحلي)، والسدحي (الجنبية).
ويتكون الخنجر العُماني من عدةِ قطع، وهي: المقبض، والنصلة، والغمد العلوي، والشاب (القبعة)، وغطاء الغمد (القيتاء)، والحزام (الحزاق).
وقد ارتبط ارتداء الخنجر بالعديد من المناسبات الرسمية والاجتماعية، كما نجده حاضرًا في معظم الفنون العُمانية؛ بما في ذلك الفنون المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية (العازي، العيالة، الرزفة).
كما أدرجت سلطنة عُمان خلال هذه الدورة عنصر “حِداء الإبل” في ملف مشترك مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
والحِداء هو تقليد شفهي توارثته الأجيال منذ زمن بعيد كانت ممارسته مرتبطة بالسير مع القوافل أثناء الرحلات الصحراوية، أما في الوقت الحالي، فيقوم الراعي بتوجيه وتهدئة قطيع الإبل باستخدام الأصوات والإيماءات والأدوات الشفهية أثناء الرعي.
وفي سلطنة عُمان، يُمارس الحِداء في المخيمات الدائمة لتربية الإبل المسماة “العزب” وتشير إلى المخيمات التي تملكها مجموعات من العائلات والقبائل في جميع المحافظات، ويشارك الاتحاد العُماني لسباقات الهجن بالتعاون مع هجن البشائر وبعض الجمعيات الأخرى في الإشراف على تربية الإبل والسباقات.
يُذكر أنّ سلطنة عُمان أدرجت خلال السنوات الماضية أحد عشر عنصرا ثقافيا ضمن القائمة التمثيلية العالمية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وهي: فن البرعة الذي أُدرج عام 2010م، وفنّا العازي والتغرود عام 2012م، وكذلك فنّ العيّالة عام 2014م، وفي عام 2015م نجحت السلطنة في إدراج فن الرّزفة، وملف القهوة العربية، وملف المجالس والفضاءات الثقافية ضمن هذه القائمة.
وفي عام 2018م تم تسجيل “عرضة الخيل والإبل”، كما تم في عام 2019م تسجيل النخلة: المهارات والممارسات والتقاليد المرتبطة بها. ثم تم إدراج سباقات الهجن والمعارف المرتبطة بها في عام 2020م، وأخيرا الخط العربي في عام 2021م.
كما تم اعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في السابع عشر من شهر أكتوبر عام 2003م؛ ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي بـ “الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي”.
وتسعى سلطنة عُمان من خلال تسجيل هذه العناصر في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الثقافية المتمثلة في محور الهُوية الثقافية؛ وذلك بتأصيل الهُوية الثقافية الوطنية، وصون وتنمية المعارف الثقافية المرتبطة بها عبر نشر الثقافة العُمانية محليًّا وخارجيًّا، وكذلك التعاون الدولي في مجالات الهُوية الثقافية وصون التراث الثقافي غير المادي. بالإضافةِ إلى محور التواصل الثقافي المتمثل في تبادل الخبرات على الصعيدين الداخلي والخارجي في المجال الثقافي، وتعزيز التواصل والحوار الثقافي مع دول العالم، واستثمار التنوع الثقافي وسيلة للترويج والتعريف بسلطنة عُمان وإبراز دورها في خارطة الثقافة العالمية، وتحقيق الشراكة والتكامل مع المؤسسات المحلية والدولية في المجالات الثقافية.
وتأتي أهمية تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي للإسهام في حفظ وتوثيق هذه العناصر والمهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة بها وانتقالها جيلاً بعد جيل، كما تعكس التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف دول العالم والرموز الثقافية لسلطنة عُمان على المستويين المحلي والدولي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن