يعيد لليابان ذكريات “الأولمبياد المفقود” في 1940
طوكيو ـ ا ف ب: أعلنت اليابان واللجنة الأولمبية الدولية أمس تأجيل دورة الألعاب الأولمبية التي كانت مقررة في صيف العام 2020 في طوكيو على خلفية فيروس كورونا المستجد، في خطوة غير مسبوقة تطول الحدث الرياضي الأكبر عالميا، ما يعيد إلى العاصمة اليابانية ذكريات “الأولمبياد المفقود” في العام 1940، حيث دفع الهجوم العسكري الذي شنته اليابان في آسيا ذاك العام إلى نقل دورة الألعاب الصيفية التي كان من المقرر أن تستضيفها طوكيو إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي، قبل أن تلغى بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وأفاد الطرفان في بيان مشترك “في الظروف الراهنة وبناء على المعلومات المقدمة من منظمة الصحة العالمية اليوم (أمس)، خلص رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (الألماني توماس باخ) ورئيس الوزراء الياباني (شينزو آبي) إلى أن الأولمبياد الثاني والثلاثين في طوكيو يجب أن يتم تأجيله إلى ما بعد العام 2020، لكن ليس أبعد من صيف 2021، لحماية صحة الرياضيين وجميع المعنيين بالألعاب الأولمبية والمجتمع الدولي”.
وكان من المقرر أن تستضيف طوكيو الأولمبياد الصيفي بين 24 يوليو والتاسع من أغسطس، وذلك للمرة الثانية في تاريخها.
لكن الضغوط المتزايدة على اللجنة الأولمبية من رياضيين واتحادات في ظل تفشي وباء “كوفيد-19″ الذي أدى إلى نحو 17 ألف وفاة معلنة حول العالم، وفرضِ قيود واسعة على حركة التنقل والسفر، دفع إلى اتخاذ قرار تأجيل دورة للمرة الأولى في التاريخ الحديث للأولمبياد (منذ 1896).
ولم يسبق أن تم تعديل أي موعد لدورة أولمبية صيفية لسبب غير الحرب العالمية. وتم إلغاء دورات 1916 (بسبب الحرب الأولى)، و1940 و1944 (بسبب الحرب الثانية). وتعد الدورات الأولمبية الصيفية أكبر حدث رياضي عالمي على الإطلاق، وتستقطب لدى إقامتها مرة كل أربعة أعوام، نحو 11 ألف رياضي، إضافة إلى ملايين المشجعين.
وأتى إعلان التأجيل في أعقاب اتصال هاتفي بين باخ وآبي، كشف على إثره المسؤول الياباني أن بلاده اقترحت الإرجاء لعام.
وأوضح آبي “اقترحت تأجيلا لنحو عام، والرئيس باخ رد موافقا بنسبة 100 بالمئة”، معتبرا أن ذلك سيسمح بإقامة الدورة العام المقبل “في شكلها الكامل، كدليل على تغلب البشرية على الفيروس الجديد”.
وأكد المسؤولون اليابانيون أن الدورة ستحتفظ باسمها “طوكيو 2020″.
من جهته، أكد باخ أن اللجنة الدولية وضعت السلامة الصحية أولوية تتعدى الكلفة المالية والتنظيمية الباهظة لتأجيل حدث من هذا الحجم.
وأوضح في حوار عبر الهاتف مع وسائل إعلام عدة منها وكالة الصحافة الفرنسية، أن التبعات المالية للتأجيل “لم يتم التطرق إليها وليست الأولوية، الأمر يتعلق بحفظ الحياة” في ظل تفشي وباء “كوفيد-19″.
وتابع “ندرك جميعنا جدية الوباء العالمي والأهم ما يسببه في حياة الناس. نشرت أرقام مثيرة للقلق (لعدد الوفيات) مساء الأحد وثم الاثنين. اتفقنا جراء هذه الظروف على الآتي: يجب أن يتم إرجاء موعد الألعاب، وألا يكون هذا الإرجاء لما بعد صيف 2021″.
ولم يقدم باخ صورة عن الموعد الجديد المحتمل لأن ذلك سيبحث “بين لجنة التنسيق (التابعة للأولمبية الدولية) واللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو”، مؤكدا أن العمل على ذلك بدأ من الآن “مع عدد من الشركاء”.
ويأتي التأجيل بعد ضغوط متزايدة لاتخاذ خطوة من هذا النوع بسبب “كوفيد-19″. وأدت الظروف الصحية الراهنة لتأجيل العديد من الأحداث الرياضية الكبيرة التي كانت مقررة هذا الصيف، وأبرزها كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم، حتى الصيف المقبل.
كما عقّدت القيود المفروضة على حركة النقل والسفر وإجراءات العزل المنزلي التي تطول حاليا أكثر من ملياري شخص، قدرة الرياضيين على الاستعداد بشكل ملائم للألعاب التي تعد المحطة الأهم في مسيرة أغلبهم.
وبقيت اللجنة الأولمبية والمسؤولون اليابانيون مدة طويلة على إصرارهم بشأن التحضير لإقامة الألعاب في موعدها، ما تسبب بانتقادات واسعة من قبل الرياضيين والاتحادات الرياضية التي بدأت تطالب علنا بالتأجيل.
ورضخت اللجنة الأولمبية للمرة الأولى الأحد الماضي، بإعلانها أن التأجيل بات احتمالا مطروحا، لكنها أمهلت نفسها أربعة أسابيع من أجل اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، قبل أن تعلن أمس التأجيل بشكل رسمي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن