القدس المحتلة ـ الوطن ـ وكالات:عم الإضراب الشامل أمس المحافظات الفلسطينية حدادا على أرواح شهداء قطاع غزة، حيث جرى تعطيل المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والبنوك. وذكرت القوى الوطنية، التي تضم حركة حماس وحركة فتح وكافة التنظيمات الفلسطينية، في بيان سابق أن الإضراب سيكون “في كل محافظات الوطن حدادا على الشهداء واستنكارا لمجزرة الاحتلال وإرهابه وسقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى في جريمة مبيتة تستهدف أبناء شعبنا”.
من جانبها، أعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل كافة المؤسسات والمدارس والجامعات “التزاما بقرار الرئيس محمود عباس إعلان الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا يوم الجمعة خلال خروج الجماهير في ذكرى يوم الأرض”.
الى ذلك، انتقدت الرئاسة الفلسطينية تعطيل الولايات المتحدة الأميركية إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا يدين المجزرة التي تسببت بها إسرائيل في قطاع غزة امس الاول. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن الاعتراضات الأميركية في مجلس الأمن “تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال”. وأضاف أبو ردينة أن “استمرار الإدارة الأميركية بنهجها الحالي المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة إسرائيل لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صمودا وثباتا على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه، وثبت أن قضية فلسطين حية لا تموت ولا يمكن تجاوزها وتصفيتها”. واعتبر أن “رسالة الشعب الفلسطيني بالأمس كانت واضحة بأن الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين، وان الاحتلال مهما طال سيزول، والاستيطان مهما توسع سيقلع”. وشدد أبو ردينة على أن الفلسطينيين “لن يركعوا أمام الواقع الصعب والمعقد الذي يحاول البعض فرضه علينا، وهو أمام تحد تاريخي لمواجهة محاولات التزييف والتضليل للتاريخ التي يتوهم الاحتلال، ومن يسانده أنه يقوم بها لتغيير معالم ارضنا ووجودنا عبر استيطانه المرفوض دوليا”.
وتابع “الحراك الفلسطيني الرسمي والشعبي سيستمر حتى نيل حقوقنا المشروعة، لكشف سياسة الاحتلال والعدوان، سواء في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لطلب الحماية الدولية لشعبنا الأعزل وفي باقي المحافل الإقليمية والدولية كحركة عدم الانحياز، أو القمة العربية القادمة ،التي سنجدد التأكيد فيها على الموقف الفلسطيني المتمسك بالثوابت وبالقدس ومقدساتها”. وفشل مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مشاورات مغلقة عقدت بطلب من الكويت بشأن الأحداث في قطاع غزة التوافق على بيان يدين قمع إسرائيل للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض إثر اعتراضات أميركية.
وكان استشهد 16 فلسطينيا وأصيب اكثر من 1500آخرين في قطاع غزة الجمعة مع بدء اعتصام شعبي غير مسبوق قرب السياج الفاصل مع إسرائيل. وتزامن بدء الاعتصام مع حلول “يوم الأرض” الذي يحيي فيه الفلسطينيون اليوم ذكرى استشهاد ستة داخل الخط الأخضر برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراض في شمال إسرائيل. ومن المقرر ان تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة اسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم والمطالبة ايضا برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن