لا يتوقف تسلم السلطنة شهادة خلوها من مرض التراخوما على الإنجاز المحلي فقط، بل يعد هذا الإنجاز نموذجًا عالميًّا لنهج تم من خلاله القضاء على أحد الأمراض التي تتكلف مبالغ طائلة على المستوى الدولي لعلاجها.
فخلال الاحتفال بالذكرى السادسة لاعتراف منظمة الصحة العالمية في نوفمبر عام 2012م بخلو السلطنة من مرض التراخوما تسلمت وزارة الصحة الشهادة التي يمنحها تحالف منطقة الشرق الأوسط لمكافحة التراخوما بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى (IAPB) حيث تمنح هذه الشهادة للدول التي تحقق المعايير التي وضعتها المنظمة للقضاء على التراخوما.
ويعد التراخوما واحدًا من أخطر الأمراض التي تصيب العين، حيث إنها مشكلة صحية عامة في 41 بلدًا، وهي مسؤولة عن العمى أو ضعف البصر لنحو 1.9 مليون شخص حول العالم، كما أن العمى من التراخوما لا رجعة فيه.
وحتى يتحقق هذا الإنجاز تضافرت جهود الجهات الحكومية وغير الحكومية للسلطنة بدءًا من عمل العديد من البحوث والدراسات التي تعطي دلالات علمية عن مدى انتشار المرض، حيث أظهر المسح الذي قامت به وزارة الصحة في عام 1997م أن نسبة التراخوما 2.2% ونسبة التواء الشعرة 1%.
وفي مسح آخر تم إجراؤه عام 2009م كان معدل الإصابة بالتواء الشعرة هو 1 لكل 1000 من السكان، أما في عام 2017م فكانت نسبة التراخوما لدى الأطفال الأقل من 10 سنوات 0.04%.
ومن خلال استراتيجية (SAFE) التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، وطبقتها السلطنة كباقي دول العالم، تمت السيطرة على انتشار المرض وصولًا إلى القضاء على المرض في نموذج يحتذى به عالميًّا، خصوصًا وأنه بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن عبء التراخوما على الأفراد المصابين وعلى المجتمعات هائل. فالتكلفة الاقتصادية من حيث الخسارة الإنتاجية تقدر بما بين 2.9 و5.3 مليار دولار أميركي سنويًّا، وتزداد إلى 8 مليارات دولار أميركي إذا ما تم إدراج الشعرة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن