مع ما تبينه المؤشرات المتعاقبة للقطاع الصحي بالسلطنة من إنجازات تدلل على التطور الكبير الذي شهده النظام الصحي بالبلاد فإن هذا الإنجاز يضع المنظومة أمام تحديات أكبر تتمثل في الحفاظ على مستوى الرعاية الصحية المقدمة وأيضا تطوير هذه الرعاية لتتوافق مع التطورات المتلاحقة وتستمر في تحقيق الإنجازات العالمية.
فقد شهدت المنظومة الصحية بالسلطنة قيام وزارة الصحة باستحداث وتطوير عدد من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة وذلك بهدف التوسع أفقياً نحو إدخال الخدمات الصحية لكل محافظات وولايات السلطنة الأمر الذي سهل من عملية الحصول على الخدمة الصحية دون تكبد عناء السفر بين المحافظات.
فالتخصصات الدقيقة لم تقتصر على محافظة دون غيرها .. فعلى سبيل المثال تم استحداث خدمة علاج الأطراف الصناعية بمحافظة ظفار وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل بمحافظتي الداخلية والبريمي وخدمــة التصـوير المقطعي بمحافظة مسندم ووحدة العناية القلبية بمحافظتي شمال الشرقية وجنوب الشرقية ووحدات غسيل الكلى بمحافظتي جنوب الباطنة وشمال الباطنة كما شهدت محافظة الظاهرة إنشاء منظار الجهاز التنفسي ومنظار الركبة وعمليات الرباط الصليبي، وجهاز الأشعة المقطعية الجديد ومبنى بنك الدم بالمحافظة.
وبالمجمل وصل عدد المراكز والمجمعات الصحية التابعة لوزارة الصحة (وفق إحصاءات عام 2016) إلى 206 كما ارتفعت أعداد أسرّة المستشفيات إلى 5034 سريراً كذلك تقوم وزارة الصحة حالياً بالانتهاء من إجراءات عدد من مشاريع التوسعات الأخرى وهي في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي.
وفي خطوة تلامس شريحة كبيرة نجحت وزارة الصحة في تخفيض أسعار الأدوية عن طريق التعاون مع دول الخليج وشراء الأدوية الجماعية على ثلاث مراحل، كما قامت وزارة الصحة بتحديد سعر الدواء على أساس سعر ميناء الوصول وهو ما أدى إلى تخفيض أسعار الأدوية إلى ما يقرب من النصف علاوة على إنجازات طبية عالمية كان آخرها زراعة الكبد وإدخال سلسلة عمليات جديدة ومتطورة للنظام الصحي.
وعلى هذه الإنجازات ينبغي أن تستعد المنظومة الصحية إلى تدشين إنجاز آخر يتمثل في التعامل مع نتائج المسح الصحي الوطني للأمراض غير المعدية والمسح الصحي الوطني للتغذية حيث إن التعامل السليم مع هذه النتائج سيؤدي إلى الوصول إلى مزيد من الاستقرار الصحي ليضاف إلى ذلك الاستمرار في بناء القدرات الوطنية في مجال البحوث والدراسات.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن