مع ازدياد المشاريع التنموية بالسلطنة خصوصًا في القطاعات الصناعية والزراعة، يزداد معها الطلب على المياه، حيث يزداد هذا الطلب بصورة لا تتناسب مع الشح النسبي في مورد المياه، الأمر الذي يتطلب على الدوام إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق الاستدامة في الموارد بصورة قادرة على تلبية الطلب.
وباعتبار أن معالجة مياه الصرف تعد إحدى الوسائل المستخدمة لتلبية الطلب على المياه تأتي الاتفاقية التي تم توقيعها بين مجلس البحث العلمي ومركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه (مدريك) لتمويل مشروع بحثي في مجال المياه مدته سنتان، بهدف البحث في إمكانية إعادة استخدام أغشية التناضح العكسي المستنفدة لمعالجة مياه الصرف الصحي لأغراض صناعية وزراعية، حيث يأتي تمويل المشروع من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لبحوث المياه بمجلس البحث العلمي.
ويقدم المشروع البحثي تحليلًا متعمقًا لاستخدام الأغشية في السلطنة، حيث يدور البحث حول فكرة ضخ المياه المالحة أثناء عملية تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي عبر غشاء يسمح لجزيئات الماء بالمرور، ولكن يحجب الأملاح والمعادن الأخرى، حيث تعتبر هذه الأغشية مكلفة ومعرضة للتلف ولديها دورة حياة محدودة، وعادة ما ينتهي بها المطاف في مكب النفايات عندما لا تفي بمتطلبات الأداء، ولكن مع الاستمرار في زيادة الطلب على تحلية المياه، يلزم وجود إطار مستدام لإدارة نفايات هذه الأغشية المستنفدة والتحسين من الأثر البيئي لشركات تحلية المياه.
وإمعانًا في الاستدامة التي يحققها المشروع سيتم بناء وحدة لإجراء تجارب على الأغشية المستعادة في مرافق الأبحاث والتدريب الخاصة في مركز مدريك، وسيتم إجراء تحاليل المياه في المختبر الموجود في الموقع مع جلب خبرات من جهات أبحاث مياه دولية مرموقة وكفاءات بحثية وطنية من جامعة السلطان قابوس.
ولتقوية القاعدة البحثية في السلطنة سيقوم مركز مدريك بدعوة الباحثين الشباب في مجال المياه في السلطنة إلى الانضمام إلى فريق عمل المشروع، وسيتم منح ثلاث وظائف للمرشحين الطموحين ذوي الأداء العالي المسجلين في برنامج درجة الماجستير والمهتمين بمهن مجال المياه.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن