على الرغم من النجاح التراكمي الذي حققته السلطنة على مدار السنوات الماضية في خفض معدَّلات الإصابة بمرض السل، حيث تصنَّف السلطنة أنها من الدول ذات معدَّل الإصابة المنخفض بهذا المرض بنسبة ١٠ لكل ١٠٠ ألف.. تأتي الاستراتيجية الوطنية للقضاء على السل لتعمل على استكمال هذا الإنجاز، وخفض نسب الإصابة والوفيات، وصولًا إلى القضاء على هذا المرض المصنَّف من أكثر الأمراض المُعدية فتكًا في العالم.
وخلال السنوات العشر الماضية نجحت السلطنة في خفض الحالات المسجَّلة بمرض السل رغم ارتفاع طفيف في عام 2019م مرجعه دقة وسائل التشخيص التي أُدخلت في السلطنة، كما أن الحالات المسجَّلة في السلطنة هي في الأغلب للوافدين على الرغم من الفحوصات التي تُجرى لهم قبل القدوم إلى السلطنة.
ولذلك عملت السلطنة على تشخيص وعلاج الوافدين المصابين بمرض السل مجانًا، ما أسهم في انخفاض الانتشار المحلِّي لهذا المرض، كما أن السلطنة عملت منذ بداية النهضة المباركة على نشر مظلة الخدمات الصحية، وتدشين برنامج التحصين الموسَّع والذي أسهم في القضاء على أمراض الطفولة الخطرة، وعلى رأسها مرض السل.
وجاءت ثمار ذلك في اختيار السلطنة من الدول القلائل جدًّا والوحيدة في إقليم شرق المتوسط كمثال للقضاء على السل، كما أنه ـ وخلال المشاركة في اجتماع رفيع المستوى عُقد في نيويورك عام 2019م ـ تمَّ اختيار السلطنة لتكون من بين ثلاث دول على المستوى العالمي للقضاء على مرض السل، ما يمثِّل فرصة لتنظيم الجهود المشتركة، وتسخير الإمكانات المُتاحة من أجل تحقيق هدف القضاء على مرض السل في السلطنة عبر الاستراتيجية التي تهدف لخفض نسبة الإصابة إلى 10 لكل مليون بحلول عام 2035م، وذلك للوصول إلى ما يُسمَّى بمرحلة ما قبل القضاء على السل عن طريق خفض الإصابة بنسبة 90% وخفض الوفيات بنسبة 95 بالمئة قياسًا على الوضع الوبائي لعام 2015م.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
