كتب ـ يوسف الحبسي:
الرئيس التنفيذي لـ”أوربك:
ـ المحطة توفر 16 منصة تكفي في وقت الذروة لاستيعاب 760 ناقلة وقود في اليوم
ـ إنجاز 54% من مشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية وشركة لتسويق المنتجات في الصين وسنغافورة والهند
افتتحت شركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية “أوربك” أمس مشروعها المشترك مع شركة “سي أل أتش” الإسبانية الذي يتمثل في خط أنابيب مسقط ـ صحار، ومحطة الجفنين بولاية السيب التي تبلغ سعتها التخزينية للمشتقات النفطية 170 ألف متر مكعب.
وبلغ حجم الاستثمار في مشروع خط أنابيب مسقط ـ صحار، ومحطة الجفنين 336 مليون دولار أميركي نحو 129 مليون ريال عماني كأحد المشاريع اللوجستية المهمة في السلطنة، مما ستعزز السعة التخزينية للمحطة من المشتقات النفطية بنسبة 70% وتأمين الطلب المتزايد على المشتقات النفطية خلال السنوات المقبلة وستوفر أكثر من 50% من الوقود المستهلك من خلال محطة التخزين وتسهم في الحد من حركة الشاحنات الناقلة للوقود في مسقط بحوالي 70%.
رعى افتتاح المشروع معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني الذي أكد في تصريح للصحفيين على أهمية المشروع ودعمه للاقتصاد الوطني واصفًا إياه بأنه “صرحٌ من صروح النهضة المباركة” مشيدًا بجهود القائمين عليه.
المنظومة اللوجستية
وقال معالي سلطان بن سالم الحبسي نائب رئيس مجلس إدارة أوربك: يعد المشروع أحد أهم مشاريع النمو الاستراتيجية الثلاثة للشركة وتأتي استجابة للأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة لتطوير المنظومة اللوجستية لمنتجات النفط والغاز في السلطنة وتلبية الطلب المتزايد على المشتقات النفطية.
شحن المنتجات المكررة
من جانبه قال المهندس أحمد بن صالح الجهضمي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية “أوربك” إن المشروع يعتبر المشروع الأول من نوعه الذي يتم تنفيذه في السلطنة حيث يتم استخدام نفس الخط لنقل منتجات الوقود المختلفة ويسهم في تحقيق مستوى جديد من الكفاءة وخفض تكاليف التشغيل المصاحبة والاستغناء عن الحاجة إلى شحن المنتجات المكررة بين صحار وميناء الفحل بمسقط.
وأضاف الجهضمي: أن المشروع يقدم العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ويساهم في تحسين السلامة على الطريق وزيادة كفاءة الوقود وخفض التلوث البيئي من خلال خفض حركة الشاحنات الناقلة للنفط.. مشيرًا إلى أن المشروع ساهم بمبلغ وقدره حوالي 149 مليون دولار أميركي لتعزيز المنتجات المحلية العُمانية ورفد الشركات الصغيرة والمتوسطة بما يمثل 44% من إجمالي تكلفة المشروع.
وأشار إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع بلغت 336 مليون دولار ويتكون من خط أنابيب يربط مصفاة صحار بمحطة الجفنين، كما يربط مصفاة ميناء الفحل بمحطة الجفنين وهذا الخط الذي ينقل المنتجات النفطية إلى محطة الجفنين حيث يتم تخزينها، وتعبئة ناقلات الوقود من هذه المحطة، وسيتم الاستغناء من تعبئة ناقلات الوقود من ميناء الفحل حيث تعد محطة الجفنين المحطة الرئيسية بالإضافة إلى محطتي تعبئة الناقلات في صحار وريسوت، وتم استخدام تقنية عالية في خط الأنابيب حيث يتم استخدام ذات الخط لنقل كافة المنتجات النفطية سواء الديزل أو وقودي 95 أو 91 وكذلك وقود الطائرات في نفس الخط بتقنية يتم السيطرة عليها من غرفة التحكم حيث يتم تلبية الاحتياجات حسب الطلب كما أن المحطة ستتمكن من تخزين كميات من المنتجات تكفي للاستهلاك المحلي لمدة 12 يوماً، وهذه توسعة كبيرة لما كان موجوداً وهذا الأمر سيعزز أمن الوقود في السلطنة، وتوجد في محطة الجفنين 16 منصة تكفي في وقت الذروة لاستيعاب 760 ناقلة وقود في اليوم، وتم تدريب كافة سائقي ناقلات الوقود على تعبئة الناقلات بالوقود بدون تدخل العاملين بالمحطة.
وأضاف: لقد تم تنفيذ المشروع خلال فترة زمنية بلغت 35 شهراً وتم تحقيق 13 مليون ساعة عمل بدون أي إصابات مضيعة للوقت، كما ساهم المشروع في تحقيق أهدافنا الطموحة المتعلقة بتعظيم القيمة المحلية المضافة حيث تم استثمار 40 مليون دولار في مشاريع رأس المال المحلي وتم شراء بضائع وخدمات من الموردين والتجار المحليين بقيمة تجاوزت 115 مليون دولار خلال فترة المشروع بما يمثل اكثر من 40% من كلفة المشروع، وترتكز شركة أوربك على عدد من المبادئ والقيم الأساسية في كافة أعمالها حيث نضع البيئة والسلامة المهنية في مقدمة أولوياتنا ونهتم بالتطوير المستمر للكفاءات العمانية، ونعمل لنكون رواداً في الأداء، كما أننا نولي خدمة المجتمع اهتماما مستمراً.. مؤكداً إن إنجاز هذا المشروع وغيره من مشاريع الشركة بتمويل محلي وخارجي يعكس ثقة المستثمرين بالإستثمار لدينا في السلطنة، لما حبا الله عمان من أمن وبما وفرته الحكومة الرشيدة من بيئة قانونية وتنظيمية واضحة، والاستثمار في شركة أوربك بشكل خاص نظراً لعمل الشركة بشكل تجاري وبشفافية، ولكفاءة مواردها البشرية وقدراتها الادارية، وقد ساهمت شركة CLH الاسبانية بنسبة 40% من إنشاء شركة أوربك اللوجستية المالكة للمشروع، ونحن نشكرهم على ثقتهم بالشراكة مع أوربك حيث كان لهم دور كبير في إنجاح هذا المشروع ومشاركة الخبرات الفنية والتدريب.
وقال نأمل أن يكون هناك المزيد من الفرص لتعزيز هذه الشراكة في المستقبل سواء مع أوربك أو الشركات العمانية الأخرى. كما أتوجه بالشكر لمقاول الهندسة والتوريد والبناء، شركة جي بي إس، على المستوى العالي من المهنية والالتزام والذي كان له دور كبير في نجاح تنفيذ المشروع.
تعزيز الأمن المروري
وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية “أوربك”: تم ربط المحطة بمطار مسقط الدولي بخط أنابيب مباشرة سيقلل من حركة الشاحنات ويعزز الأمن المروري سواء في المطار بشكل خاص ومحافظة مسقط بشكل عام كما سينعكس على البيئة بشكل إيجابي أيضاً، ومشروع خط أنابيب مسقط ـ صحار، ومحطة الجفنين هو أحد المشاريع الثلاثة الكبرى التي تقوم شركة أوربك بإنجازها بالإضافة إلى مشروع تحسين مصفاة صحار الذي تم الانتهاء منه بنهاية العام المنصرم، ولازلنا نحمل في المشروع الثالث وهو مجمع لوى للبلاستيك والذي سيتم تشغيله مع مطلع عام 2020 وتم إنجاز 54% من هذا المشروع والعمل جارٍ على قدم وساق لاستكمال باقي الأعمال.
وأضاف: أن أوربك تولي السوق المحلي أولوياتها وسد الاحتياجات المحلية ولكن المتبقي يتم تصديره إلى كافة الدول، ونعمل بالشراكة مع شركة “أو تي أي” للتسويق الخارج للمنتجات النفطية، وفيما يتعلق بالمواد البلاستيكية والبول بروبلين أنشأنا شركة لتسويق المنتجات البلاستيكية ونعمل على فتح مكاتب في الصين وسنغافورة والهند هذا العام وخلال عام 2019 سيتم افتتاح مكتب في تركيا، وهذه المكاتب مهمة لأوربك لأن مع الانتهاء من مشروع مجمع لوى للبلاستيك سيتم تصدير أكثر من 95% من المنتجات على مختلف دول العالم ونستهدف أسواق الصين والهند وباكستان وتركيا وقارتي إفريقيا وأوروبا أي أكثر من 60 دول في العالم.
نظام لوجستي جديد
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة “سي أل أتش” الإسبانية: نحتفل معاً بالافتتاح الرسمي لمحطة الجفنين وشبكة خطوط الأنابيب متعددة المنتجات الجديدة وهو من المشاريع الطموحة والمعقدة التي نفذتها الشركة في تاريخها، ولم توفر أوربك لـ”سي إل إتش” فقط الفرصة للمشاركة في هذا المشروع الجديد المشابه لبعض المشاريع الموجودة لدينا في إسبانيا فحسب بل وضعت الثقة فينا كشريك قادر على تنفيذ أول استثمار دولي خارجي للشركة وهي خطوة كبيرة بالنسبة لنا.
وأشار إلى أن هذا المشروع الاستثماري المشترك فتح مع أوربك المجال لشركة “سي إل إتش” للاستفادة من العديد من الفرص الاستثمارية خارج إسبانيا واليوم أصبح لمجموعة “سي إل إتش” حضور في كل من المملكة المتحدة وأيرلندا وبنما، ومع هذه الفرصة في السلطنة أثبتنا أمام أنفسنا وأمام القطاع الذي نعمل فيه أن لدينا خبرة مهنية على أعلى مستوى في هذا المجال وأننا قادرون على الاستفادة من هذه الخبرة في بيئة جغرافية مختلفة مليئة بالتحديات مثل السلطنة.. مؤكداً أن مشروع خط أنابيب مسقط صحار يعتبر علامة مميزة في تاريخ شركتنا حيث إنه فتح لنا المجال للحصول على فرص استثمارية أخرى ونحن على ثقة من أن هذا المشروع سيكون له دور في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وبناء القدرات وتعزيز الكفاءات.
13 مليون ساعة
وقال سليمان الزكواني رئيس العمليات بشركة الخليج للخدمات البتروكيماوية والتجارة ـ المقاول الرئيسي في المشروع: لقد كان لنا شرف القيام بأعمال الهندسة والمشتريات والبناء وتشغيل مشروع خط أنابيب يتكون من اتجاهين ومنشآت تخزين وقود وسيطة إلى جانب محطة تخزين تعد من أحدث محطات التخزين المتطورة ومرافق تحميل الشاحنات والمناولة في الجفنين وهي الأولى من نوعها التي يتم تشييدها في السلطنة، وبصفتها المقاول الرئيسي للهندسة والمشتريات والبناء لهذا المشروع، يسر شركة الخليج أن تشيد بالتعاون الكبير الذي حصلت عليه من شركة أوربك اللوجستية أثناء تنفيذ هذا المشروع، فقد ساهمت ثقتهم في قدرة الشركة وتقديمهم للدعم والمساعدة في الوقت المناسب في التغلب على العديد من التحديات أثناء عملية تنفيذ هذا المشروع.
وأشار إلى أن طول خط الأنابيب بلغ 290كم حيث يربط كل من صحار والجفنين ومطار مسقط وميناء الفحل، ويضم المشروع محطة تخزين ومرافق تحميل وقود متطورة في منطقة الجفنين، بينما بلغ عدد العاملين بالمشروع في ذروة أعمال البناء 2600 عامل، ومجموعة المعدات التي تم استخدامها 750 معدة، فيما بلغت مساهمة القيمة المحلية المضافة للمشروع 115 مليون دولار في صورة سلع وخدمات تم شراؤها، وحقق المشروع 13 مليون ساعة عمل دون وجود وقوع أية إصابات مضيعة للوقت طوال مرحلة تنفيذ المشروع بالكامل، ونعلن بفخر أننا قد أكملنا تنفيذ هذا المشروع من دون وجود وقوع أية إصابات، وأفضل مكافأة يمكن أن نحصل عليها هي “العمل بأمان في هذا المشروع الكبير وتقديم أعلى مستوى للجودة ومنشأت تعد الأكثر تطوراً”.
ويتميز مشروع خط أنابيب مسقط ـ صحار ومحطة الجفنين بخط أنابيب يبلغ طوله 290 كيلومترًا مقسم إلى ثلاثة أجزاء من شبكة خطوط الأنابيب بما في ذلك خط أنابيب متعدد الأغراض بطول 45 كيلومترًا (بقطر 10 بوصات) من مصفاة ميناء الفحل إلى محطة الجفنين.
أما خط الأنابيب الثاني فهو عبارة عن أنبوب متعدد الاستخدامات بطول 220 كيلومترًا (بقطر 18 بوصة) من مصفاة صحار إلى محطة الجفنين، والخط الثالث هو خط أنابيب مخصص لوقود الطائرات بطول 25 كيلومترًا (بقطر 10 بوصات) من محطة الجفنين إلى مطار مسقط الدولي الجديد.
ويأتي خط أنابيب المطار مخصصا لدعم مشروع مطار مسقط الدولي الجديد يتم خلاله ضخ الوقود مباشرة من محطة الجفنين إلى المطار دون الحاجة إلى نقله بالشاحنات.
وقد تم تجهيز محطة الجفنين بـ 16 منصة تحميل بسعة تصل إلى 700 شاحنة يوميا كحد أقصى من المشتقات النفطية التي يتم نقلها إلى محطات توزيع الوقود المختلفة.
كما تم تزويد المحطة بشبكة أنابيب بتقنية عالية تعتبر أكثر وسائط النقل أمانًا وفعالية للمنتجات النفطية للمسافات المتوسطة، ويوفر مشروع خط أنابيب مسقط ـ صحار ومحطة الجفنين نظاما متقدما بأحدث التقنيات من نظام “سكادا” ونظام للكشف عن التسربات وشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية.
يذكر أن مشروع خط انابيب مسقط ـ صحار ومحطة الجفنين يعد مشروعًا مشتركًا تم تأسيسه بين أوربك وشركة “سي أل أتش” الإسبانية المتخصصة في الخدمات والحلول اللوجستية في القارة الأوروبية، وتم تنفيذ المشروع من قبل شركة الخليج لخدمات البتروكيماويات.
حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء مجلس إدارة شركة “أوربك” وأعضاء المجلس البلدي وشيوخ وأعيان ولاية السيب.
المصدر: اخبار جريدة الوطن