القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
اقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك عبر بابي المغاربة والسلسة، صباح أمس، وأطلقت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي تجاه المرابطين، فيما قال مسؤول فلسطيني إن المبعوث الأميركي مارتن انديك لم يحمل أي أفكار جديدة لإنقاذ المفاوضات.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “معا” عن مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني قوله إن حوالي 400 جندي من قوات الاحتلال اقتحموا الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتدوا على المرابطين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وخلال ذلك اندلعت مواجهات بين الطرفين.
وأوضح أن عضو الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلن اقتحم الأقصى برفقة عدد من المستوطنين وبحماية الوحدات الخاصة، كما اقتحمت مجموعة أخرى من المستوطنين ساحات الأقصى.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية القيود التي تفرضها إسرائيل أمام وصول المصلين المسيحيين والمسلمين إلى أماكن عبادتهم.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي لها، إن إجراءات المنع الإسرائيلية للمصلين من الديانتين “تمثل مخالفة لاتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان والحريات بما فيها الحق في العبادة “.
من ناحية أخرى قال مسؤول فلسطيني بارز مقرب من ملف المفاوضات إن المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن أنديك “لم يحمل أفكارا جديدة” لإنقاذ المفاوضات خلال لقائه الوفد الفلسطيني المفاوض الجمعة.
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه “التقى المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن انديك الجمعة الوفد الفلسطيني المفاوض ولم يحمل اية افكار جديدة لانقاذ المفاوضات”.
واوضح المسؤول “ان انديك الذي يبذل جهودا كبيرة مع كل الادارة الاميركية من اجل التقدم بالمفاوضات لا يزال يصطدم بتعنت اسرائيل التي ترفض التقدم بالمفاوضات”.
وتابع ان انديك ابلغ الوفد الفلسطيني ان “اسرائيل لا تريد اطلاق سراح الاسرى قبل الاتفاق على تمديد المفاوضات”.
واضاف ايضا ان “اسرائيل تعتبر انه لا يزال هناك 26 اسيرا من المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو، بينما الجانب الفلسطيني يصر على انه لا يزال هناك 30 اسيرا لم يطلق سراحهم حتى الآن”.
واعتبر المسؤول الفلسطيني ان المشكلة الأهم هي ان “اسرائيل ردت على طلب تجميد كامل للاستيطان من اجل تمديد المفاوضات، بالقول انها تقبل فقط بتجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية دون القدس”.
وقال “ان هذا التعنت الاسرائيلي قوبل بغضب فلسطيني حيث ان الوفد المفاوض الفلسطيني ابلغ انديك ان القيادة الفلسطينية ستذهب إلى خيارات عديدة” في حال تواصل هذا الموقف الاسرائيلي.
واوضح في هذا الاطار انه تم ابلاغ انديك بأن من هذه الخيارات “تسليم مفاتيح السلطة الى الامم المتحدة لتكون مسؤولة عن الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين تحت الاحتلال، او ان يعود الاحتلال لتسلم مسؤولياته عن كل شيء باعتباره دولة احتلال”.
الا انه اكد ان الجانب الفلسطيني سيوافق على استمرار التفاوض حتى التاسع والعشرين من هذا الشهر موعد انتهاء فترة التسعة اشهر للمفاوضات حسب ما تم التفاهم عليه بين الجانبين الفلسطيني الاسرائيلي برعاية الادارة الاميركية العام الماضي.
ولم يتبق على فترة المفاوضات سوى عشرة ايام لم يحدث خلالها اي اختراق نحو التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.