أئمة وعلماء في أرض نـزوى
رصد – سالم بن عبدالله السالمي:
لقد عقدت لهذا الإمام البيعة بعد وفاة والده راشد وذلك في شهر محرم الحرام سنة 445 هـ فقام بالحق سالكا سبيل والده حريصا على جمع الشمل مجانبا كل ما ينفر الرعية ويوهن الحمية يراقب الأوضاع بتريث وحكمة لا طعن في سبقه ولا يخوض فيما هو غني عنه وفي هذا السلوك المعتدل رأى بعض العلماء أنه غير موفي شروط الإمامة منهم العلامة ابو الحسن البسياني الذي اظهر براءته منه حاله حال ابيه لكونهما منعا أثارة المواضيع التي تفرق المسلمين وتمزق وحدتهم مثل الخوض في الولاية والبراءة والكلام عنهما في افمام الصلت بن مالك وموسى بن موسى وراشد بن النظر الذين صاروا شغل الناس الشاغل للعلماء كل منهم يميل إلى طرف وتفرقت كلمتهم وتمزقت وحدتهم حتى جاء الإمام راشد رحمة الله وحكم بالكف عن الخوض في ذلك ، إذ أنها سبقت ولا تكليف على من جاء بعدها بها ولقد كابد الإمام حفص من بني العباس واجنادهم أهوالا ومصاعب فبعثوا بالديلم طمعا في عُمان وسعيا لإضاعها إلى سلطانهم ولكن كان النصر حليفا لهذا الإمام فلم تفلح حملتهم وانهزموا وإلى ذلك يشير العلامة أبن جميل السيابي بهذه الأبيات للإمام حفص بقوله.
ونصبوا من بعده سليلة
حفصا وكان المهدى مثيله
وكان سلطان العراق نقلا
جيشا على حفص وكان اقتتلا
وانهزموا ولم يزل إماما
حتى توفى واحتسى الحماما
وتوفي الإمام حفص اليحمدي حتف أنفه ولم يعثر على تاريخ وفاته ولكن دفن في مقبرة الأئمة بنـزوى رحمه الله وطيب ثراه.
المصدر: اخبار جريدة الوطن