قمع أطول سلسلة بشرية لاستعادة جثامين الشهداء وهاجم المدارس بالغاز
القس المحتلة ـ الوطن ـ وكالات:
صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس من ارهابها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، واسقطت شهيدين ميدانيا بزعم القيام بعملية طعن مزدوجة داخل بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر طبية إن الشابين هما محمد ونور الدين سباعنه من قباطية في جنين. وزعمت القناة الاسرائيلية الثانية أن فلسطينيان هاجما الجنود قرب محطة وقود في البلدة، فيما جرى استهدافهما بالرصاص واستشهدا في المكان. وبينت أن قوات معززة من الجيش هرعت إلى المنطقة وقطعت حركة السير على الشارع الرئيسي الواصل ما بين مدينة نابلس ووسط الضفة ومنعت سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إليهما. على صعيد اخر شيعت جماهير شعبنا في محافظة نابلس امس الأحد، جثمان الشهيد ماهر الجابي (56 عاما) إلى مثواه الأخير. وشارك في موكب التشييع الذي انطلق من امام مستشفى رفيديا عدد من ممثلي الهيئات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني. يذكر أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشهيد الجابي السبت،على حاجز حوارة جنوب نابلس. وأصيب جندي إسرائيلي بجراح متوسطة بعملية طعن بالقدس المحتلة صباح امس الأحد، في حين جرت السيطرة على المهاجم وإصابته ومن ثم اعتقاله. وذكرت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية ان جندياً يبلغ من العمر (18 عاما) تعرض للطعن قرب محطة الحافلات المركزية فيما جرى نقله للمستشفى لتلقي العلاج. هذا وقامت قوات الاحتلال باعتقال الشاب منفذ العملية فى الثلاثين من عمره. وزعم الإعلام الاسرائيلي أن شاباً طعن أحد جنود الاحتلال خلف المحطة المركزية في القدس، وأصابه بجروح وُصفت بين المتوسطة والطفيفة، وتم نقله الى مستشفى هداسا بعين كارم غربي المدينة، في حين سيطر أحد حراس الأمن في المنطقة على الشاب وسلمه لقوات الاحتلال التي اعتقلته ونقلته الى جهة غير معلومة، في الوقت الذي شرعت فيه قوات الاحتلال بحملة تمشيط وتفتيش في المنطقة، أوقفت خلالها عدداً من العمال المقدسيين خلال توجههم الى مراكز أعمالهم في الشطر الغربي من المدينة. ولم تذكر روايات الاحتلال هوية الشاب وما إذا أصيب خلال السيطرة عليه أم لا. وهرعت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال إلى مكان العملية، وشرعت بأعمال التمشيط. على صعيد اخر قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت، فعالية أطول سلسلة بشرية لاستعادة جثامين الشهداء التي نظمها نشطاء مقدسيون، تعبيرًا عن تضامنهم مع أهالي الشهداء، وللضغط على الاحتلال لتحرير الجثامين وإعادتها لذويهم. وبدأت السلسلة التي جاءت تحت شعار “استعادة الجثامين حق وكرامة”، وبمشاركة مئات المقدسيين، من باب الساهرة- أحد أبواب القدس القديمة- مرورًا بشارع السلطان سليمان ومنطقة باب العامود. وفور انطلاقها باتجاه باب العامود، قمعت قوات الاحتلال الخاصة المشاركين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، إضافة إلى ملاحقتهم من قبل فرقة الخيالة في شوارع القدس وصولًا إلى شارع صلاح الدين. وذكر إسعاف نوران أن شابًا وفتاة أصيبا بالأعيرة المطاطية، أحدهم في منطقة الرأس والثاني بالقرب من العين، مما استدعى نقلهما إلى المستشفى. فيما تلقى مجموعة من المشاركين العلاجات الميدانية بعد إصابتهم بصورة خفيفة بشظايا القنابل الصوتية، أو بسبب ملاحقتهم ووقوعهم على الأرض. وحسب مركز معلومات وادي حلوة، فإن قوات الاحتلال اعتقلت شابًا من شارع صلاح الدين، واعتدت عليه بالضرب المبرح. وكان المشاركون في السلسلة البشرية رفعوا صورًا للشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم منذ أسابيع، وأولهم الشهيد ثائر أبو غزالة الذي ارتقى في الثامن من اكتوبر الماضي، وآخرهم الشهيد مصعب محمود الغزالي الذي ارتقى صباح السبت. وحملوا يافطات بأسماء الشهداء المحتجزين، وشعارات مختلفة طالبت بضرورة استعادة الجثامين، إضافة إلى رفع الأعلام الفلسطينية. وتضمنت رسالة السلسلة البشرية أن” حجز جثامين الشهداء هي محاولة لمساومة أهاليهم وكسر شوكتهم، فالشهداء أزعجوا الاحتلال أحياءً ويزعجونهم أمواتًا.. وإيمانًا منّا بأن أجسادهم ليست بأغلى من أرواحهم، ولكن تراب الوطن الأحق باحتضانهم لا ثلاجات العدو”.
ولفت المنظمون إلى أن الفعالية هي استمادة واستدامة لفكرة الشهيد بهاء عليان الذي نفذ أطول سلسلة قراءة العام الماضي في مدينة القدس. من جهة اخرى أصيب عدد من الطلبة صباح امس الأحد، بحالات اختناق عقب تعرض مدارسهم لإلقاء القنابل الغازية في مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي بمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر محلية أن جنود الاحتلال تقدّموا في محيط المدارس، وأمطروها بالقنابل الغازية، وتسرب الغاز باتجاه الفصول الدراسية، وأصاب العديد من الطلبة بالاختناق، أثناء تقديمهم لامتحانات نهاية الفصل. ويكرر الاحتلال اقتحاماته ومداهماته للعديد من البلدات الواقعة قرب المستوطنات والشوارع الالتفافية، ويشتبك مع الشبان الفلسطينيين.