حملة قمع واعتقالات بالضفة وفتح نيران بغزة
القدس المحتلة ـ « الوطن» ـ وكالات:
نكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة قبل الماضية ويوم أمس الثلاثاء، بالفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، أسيرا سابقا من بلدة بيت أمر شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية. وذكر الناشط الاعلامي في بيت أمر محمد عوض في تصريحات صحافية، أن قوات الاحتلال داهمت فجرا، منطقة الخلة في البلدة، واقتحمت منزل المواطن نايف حماد الصليبي، واعتقلت نجله الأسير السابق عبد الرحمن ( 20 عاما)، ونقلته إلى مستوطنة «عتصيون» شمال الخليل وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليلة أمس الأول، الشاب علي فرحان الريماوي (25 عاما) على حاجز عسكري عند مدخل قرية النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله. وقال مراسلنا في الضفة الغربية نقلاً عن مصادر فلسطينية إن الاحتلال اعتقل الشاب الريماوي بعد احتجازه لساعات. من جهة اخرى اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية امس 17 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. ووضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن قوات الاحتلال اقتحمت مدن الخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وطولكرم واحياء عدة بالقدس الشرقية المحتلة وسط اطلاق كثيف للنيران واعتقلتهم. وتشن قوات الاحتلال يوميًا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين بحجج واهية. على صعيد اخر اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس الثلاثاء ، على عدد من حراس المسجد الأقصى المبارك والمصلين أثناء تصديهم لمحاولات المستوطنين المتطرفين أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد. وكانت شرطة الاحتلال فتحت منذ الصباح الباكر باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة في باحات الأقصى، تمهيدًا لاقتحامات المستوطنين وتوفير الحماية الكاملة لهم. وقال الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا لــــ ( الوطن ) إن قوات الاحتلال الخاصة اعتدت بالضرب والدفع بالأرجل والأيدي على عدد من حراس الأقصى أثناء تصديهم لقيام مستوطنين بالانبطاح أرضًا، ومحاولة أداء طقوس تلمودية عند باب السلسلة داخل حدود المسجد. وأضاف أنه عندما تصدى الحراس والمصلون للمستوطنين اعتدت عليهم القوات الخاصة بقوة، فيما تحول الأمر إلى اشتباكات بالأيدي، ما أدى لإصابة أحد الحراس بجراح طفيفة.
وأوضح أن حالة من التوتر الشديد تسود ساحات الأقصى في أعقاب الاعتداء على الحراس، وتواصل اقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم، ومحاولات أدائهم طقوس تلمودية في المسجد وذكر أن 128 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح الأقصى على مجموعات، ونظموا جولة استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأضاف أن مستوطنين حاولوا بشكل متكرر أداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى، إلا أن الحراس تصدوا لهم، وجرى إخراجهم خارج حدود المسجد. وأفاد أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها اليوم على دخول المصلين إلى الأقصى، ومنعت النساء دون سن الـ 20 عامًا من أهل الداخل الفلسطيني المحتل من دخول المسجد، كما لاحقت عددًا من شبان الداخل في أزقة البلدة لقديمة، وأخرجتهم خارج البلدة. وأشار إلى أن المصلين تصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين الذين حاولوا أداء طقوسهم بالمسجد، والتلفظ بألفاظ بذيئة خلال الاقتحام. وبين أن المسجد الأقصى شهد تواجدًا للمصلين الذين انتشروا في حلقات العلم وقراءة القرآن، رغم إجراءات الاحتلال المشددة بحقهم، والمتمثلة بالاعتقالات والإبعادات. وأكد أن محاولات الاحتلال لتفريغ الأقصى من المصلين لم تنجح رغم أوامر المنع والإبعاد، مشيرًا إلى أن هناك حالة من الرباط الدائم وحلقات العلم في المسجد. وعن الإجراءات في البلدة القديمة، أوضح أبو عطا أن البلدة شهدت مزيدًا من الإجراءات والقيود الإسرائيلية، حيث تقوم قوات الاحتلال بتوقيف المركبات في محيط البلدة، وتفتيش الركاب، بالإضافة إلى انتشار الحواجز العسكرية عند أبوابها، وخاصة العامود، الأسباط والساهرة.
وأشار إلى وجود حالة استنفار قصوى من قبل عناصر الاحتلال حول المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، بما فيها منطقة باب المغاربة، شارعي المجاهدين والواد، وباب الأسباط. يذكر أن المسجد الأقصى يشهد لليوم الثالث على التوالي اقتحامات يهودية مكثفة في ظل تواصل دعوات جماعات «الهيكل» المزعوم لاقتحامه خلال عيد «الفصح» العبري، ما أدى إلى رفع حدة التوتر في المسجد ومدينة القدس. كما سمحت الرقابة الإسرائيلية صباح امس الثلاثاء ، بنشر خبر اعتقال ثلاثة شبان من نابلس تم إيقافهم بحي جبل المكبر بالقدس المحتلة بزعم وصولهم لتنفيذ عملية هناك. وذكرت صحيفة «معاريف» أنه جرى اعتقال الثلاثة الليلة قبل الماضية، وذلك بعد ارغامهم على الاعتراف بنيتهم تنفيذ عملية سريعة، في حين جرى نقلهم للتحقيق لدى جهاز الشاباك. كما اعتقلت عناصر من وحدة «المستعربين» بقوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الاثنين، الشاب فادي درويش، بعد دهم مقهى في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة. وبات المستعربون يعربدون كل ليلة في البلدة، ويداهمون العديد من المحال والمنازل، ويعتقلون المزيد من أبناء المنطقة. في السياق، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء الاثنين، بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وشرعت بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش لمحال ومنازل المواطنين. كما أطلق جنود الاحتلال قنابل إنارة فوق منطقة حي جبل المكبر جنوب شرق المدينة، واحتجزوا بعض الشبان في منطقة الشياح، وشرعوا في تفتيشهم والتدقيق في هوياتهم. من جهة اخرى أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس الثلاثاء، الطريق المؤدية إلى السوق المركزية في مدينة الخليل «شارع بئر السبع»، بحجة السماح للمستوطنين بزيارة موقع أثري في المنطقة. وأغلقت قوات الاحتلال الشارع المذكور أمام المواطنين الفلسطينيين، لتمكين عشرات المستوطنين من الوصول إلى الموقع الأثري الذي يسمونه «قبر عتنائيل بن قنز». وفي غزة أفادت تقارير إخبارية فلسطينية بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت صباح امس الثلاثاء في أراض زراعية شرق مدينة غزة وسط أعمال تجريف وإطلاق نار في المكان. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن ثلاث دبابات وثلاث جرافات توغلت لمسافة نحو 150 متراً في أراض زراعية انطلاقاً من موقع «ناحل عوز» العسكري الإسرائيلي على الحدود شرق حي الشجاعية شرق المدينة. وأوضحت أن الجرافات قامت بأعمال تجريف وأزالت جدارا إسمنتيا يعرف بجدار «اليسيلو»، قرب معبر المنطار (كارني) شرق المدينة، وسط إطلاق نار متقطع وقنابل دخانية في المكان. يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تتوغل من حين لآخر في الأراضي الزراعية القريبة من الحدود شمال وشرق القطاع دون أن تعلن عن أسباب هذه العمليات. كما فتحت زوارق الاحتلال الإسرائيلي امس الثلاثاء، نيران أسلحتها الرشاشة صوب الصيادين ومراكب الصيد جنوب غرب مدينة غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.