بقدر ما تسهم فيه الجهود الرسمية في صيانة التاريخ وحفظ الهوية، والتعريف بها بوسائل متعددة، سواء كانت مؤتمرات وملتقيات علمية أو أرشيفًا وطنيًّا أو متاحف تعرض المقتنيات والوثائق، إلا أن هذه المسؤولية لا تقع على عاتق الجهات الرسمية وحدها، بل إنها تمتد أيضًا إلى كافة أفراد المجتمع.
فقد أسفرت الجهود الرسمية عن نتائج ملموسة في التعريف بما سطره الإنسان العماني في كتاب الحضارة الإنسانية على مدار التاريخ، حيث ترصد هذه الجهود ما تم منذ بدء تسجيل تواجد التجمعات البشرية والتي لا يزال العديد من شواهدها باقية؛ كاللقى والأدوات التي استخدمها الإنسان العماني، والوثائق التي تشير إلى تواصل الحضارة العمانية مع الحضارات القديمة وما جرى بينهما من تواصل تجاري وثقافي على مدار التاريخ.
وبالإضافة إلى هذا التواصل، هناك أيضًا صفحات أخرى تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية عند الإنسان العماني على مدار العصور، حيث يمكن استخلاص هذه التفاصيل من القطع النادرة والتراثية والعملات والأسلحة المستخدمة والأدوات التي استخدمها الحرفيون.
ولأن هذه التفاصيل متوارثة عبر الأجيال فإن الكثير من هذه القطع النادرة نجده حاضرًا بين أفراد ورثوه من أجدادهم ويعتزون به، في سمة حضارية تربط الأجيال بعادات وتقاليد الآباء والأجداد وممارساتهم في مختلف الأعمال.
وقد بادر العديد من العمانيين إلى ترجمة هذا الاعتزاز والحرص على صون التاريخ إلى جمع ما يمتلكونه من مقتنيات فيما يشبه المتحف المنزلي يضم أدوات ومشغولات ومعادن نحاسية وفضية قديمة، لتحكي بجمالياتها طبيعة الحياة للإنسان العماني وأدواته، في هدف أسمى يتمثل في تعريف الأجيال وربطهم بحياة الآباء والأجداد وأعمالهم وتعاملاتهم الحياتية.
فمثل هذه المبادرات ينبغي رعايتها وتشجيعها مع التعريف بها والترويج إليها مع مساعدة القائمين عليها على الحفظ السليم لهذه الآثار.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن