مع تسارع المشروعات التنموية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم, يتجسد المعنى الحقيقي للتنمية الشاملة بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، حيث إن هذه المشروعات الضخمة لم تغفل على الإطلاق الجانب الاجتماعي واحتياجاته، وذلك انطلاقًا من كونها “بوابة عمان إلى العالم” نظير ما تتمتع به من موقع استراتيجي وقربها من الأسواق الرئيسية في آسيا وشرق إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن بين المشاريع التي تشهد تسارعًا لوتيرة أعمالها ميناء الدقم، حيث تبلغ القدرة الحالية لعمليات التشغيل المبكرة بمحطة الحاويات فيه حوالي 200 ألف حاوية قياسية، وبمجرد تشغيل الحزمة الثانية للميناء، سترتفع النسبة إلى 1.5 مليون حاوية قياسية في المرحلة الأولى، وعند الانتهاء من الحزمة الثانية للميناء، ستتغير الخريطة البحرية الإقليمية، مع حدوث تحول في التجارة خارج الخليج أكثر عن ذي قبل.
كما احتفلت المنطقة هذا العام بنجاح مرحلة ضخ المياه إلى الرصيف المخصص لتصدير المنتجات النفطية بميناء الدقم, كذلك انطلقت في الربع الأول من العام الجاري الأعمال الإنشائية لمصفاة الدقم، هذا بالإضافة إلى زيادة عمق ميناء الصيد البحري بالدقم إلى 10 أمتار عوضًا عن 6 أمتار بهدف تهيئة الميناء لاستقطاب سفن الصيد الكبيرة التي تعمل في أعالي البحار.
ودخلت أيضًا مصفاة سيباسك عمان لإنتاج حامض السيباسك في فبراير المنصرم مرحلة الإنتاج لتتعزز المشاريع الصناعية أيضًا بمشروع محطة الدقم المتكاملة للكهرباء والمياه، لتعمل مشاريع الطاقة جنبًا إلى جنب مع تسارع العمل في المدينة الصينية ليشهد النصف الثاني من العام الجاري تدفقًا للمزيد من الاستثمارات الصينية.
ويؤكد حجم الإنجازات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الحرص على توزيع ثمار التنمية على مختلف محافظات السلطنة، والاهتمام بالميزات النسبية لكل محافظة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الجانب الاجتماعي من التنمية.
كما أن الجانب الاجتماعي من التنمية يتجسد أيضًا في عملية تعويض المتأثرين بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث سيتم غدًا تسليم 150 وحدة سكنية ضمن مشروع حي السعادة بالدقم الذي يعد نموذجًا للمدن الاقتصادية والاجتماعية المتكاملة التي تحافظ على النمط العمراني المعاصر الذي يراعي في تفاصيله البيئة وصحة المجتمع، حيث روعي إلى جانب الوحدات السكنية وجود مجلس عام ومسجد ومحلات تجارية وخدمات أساسية، بالإضافة إلى بعض المرفقات العامة كما تم تخصيص مساحات للمرافق الحكومية الأخرى مثل مدرسة ومركز صحي ومدرسة للقرآن الكريم، مع مراعاة النمط المعيشي للسكان الجامع بين الحداثة وأصالة البيئة المعيشية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن