تستمر مرحلة التدريب حتى 25 من الشهر القادم
في ظل الوضع العالمي الراهن المتمثل في تفشي فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، اتجهت عدد من الأنظمة التعليمية إلى تبني التعليم المدمج كمنهج تعليمي، وهو أحد أشكال التعليم الذي يجمع بين التعليم التقليدي (المباشر) داخل المبنى المدرسي، والتعليم الإلكتروني في نظام واحد بحيث يمزج بين خصائصهما لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.
وقد تبنت السلطنة التعليم المدمج كمنهجية للعام الدراسي القادم (2020 /2021م)، بحيث ينتظم الطلبة في حضور بعض الحصص بمدارسهم، بجانب تفعيل التعليم الإلكتروني في حصص دراسية أخرى من خلال التزام الطلبة بالحضور الافتراضي في المنصة التعليمية الإلكترونية التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم لتلقي التعليم بحسب جداولهم الدراسية المخصصة والتي يتم إعدادها من قبل الإدارة المدرسية، وذلك بهدف الحفاظ على صحة الطلبة من خلال تحقيق التباعد الاجتماعي وتيسير اتباع الإجراءات الاحترازية الصحية تجنبًا لانتشار العدوى، ولضمان استمرارية العملية التعليمية بما لا يؤثر على المستوى الدراسي للطالب.
* برنامج التعليم عن بُعد
وتلبية لهذا التوجه الذي تبنته السلطنة، كان لزامًا على وزارة التربية والتعليم الاهتمام بتمكين الهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة بها وتزويدها بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع أساليب التعليم عن بُعد، ولذلك اعتمدت الوزارة ممثلة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين تنفيذ خطة تدريب للهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة بها لبرنامج التعليم عن بُعد، حيث أُختتم البرنامج في الأسبوع الفائت مرحلة التدريب المركزية، فيما تتواصل المراحل القادمة حتى 25 من أكتوبر القادم من هذا العام، وذلك على مستوى المديريات التعليمية في المحافظات.
ويسعى البرنامج التدريبي إلى رفع وعي الهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة بها بأهمية التعليم عن بُعد، وتدريب فريق من المدربين بجميع المديريات التربوية بالمحافظات التعليمية، وتأهيلهم حول التعليم عن بُعد، وإكسابهم المهارات المهنية اللازمة لتطبيق هذا النوع من التعليم بما يحقق تعليمًا فاعلًا لدى الطلبة واستمرارًا لعملية التعليم والتعلم في السلطنة في ظل هذه الظروف الاستثنائية، ويستهدف البرنامج كلًّا من: مديري المدارس، والمشرفين التربويين، والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية بما فيها مدارس التربية الخاصة.
* مراحل التدريب ومحاوره
يركز التدريب على البرنامج على مرحلتين،هما: مرحلة التدريب، ومرحلة الدعم والمتابعة، وتشمل مرحلة التدريب محورين أساسيين، أولهما: التدريب على المحور التربوي ويعتمد على استراتيجية التدريب المتزامن، ويهدف بشكل أساسي إلى بناء اتجاهات إيجابية نحو التعليم عن بُعد، من خلال تمكين المتدرب من ممارسة التعليم باستخدام طرق محفزة وإبداعية، مع تقديم الدعم اللازم له لنجاحه بفاعلية، حيث يتم تدريب المدربين على مجموعة من المهارات العامة منها: المهارات الأساسية في التعليم عن بُعد، كآلية إدارة الفصول الافتراضية المتزامنة، وأساليب متنوعة لتغيير الاتجاهات، وطرق وأساليب تنشيط الجسم والذهن للمعلم والطالب، ومهارات التدريس والمتابعة عن بُعد، وكيفية التعامل مع وثائق التقويم التربوي، ووثائق المناهج، وآليات تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطالب، وتعزيز القراءات الاثرائية.
أما المحور الثاني وهو المحور التقني والذي يعتمد على استراتيجية التدريب غير المتزامن من خلال دخول المتدرب ذاتيًا إلى المنصة الإلكترونية التي اعتمدتها الوزارة للتعليم، وذلك عبر البوابة التعليمية للسلطنة، بحيث يتمكن المتدرب من تعلم كيفية استخدامها بشكل متسلسل وتدريجي من خلال متابعة (16) مادة تدريبية تحويها المنصة الإلكترونية، فيما تتلخص المرحلة الثانية من التدريب في مرحلة متابعة تنفيذ البرنامج على مستوى المديريات في المديريات التعليمية وتقديم الدعم اللازم من قبل المشرفين التربويين بالمحافظات من خلال وضع آليات للمتابعة والدعم وتقييم البرنامج؛لتحديد مدى الاستفادة منه ومقدار الحاجة إلى برامج إثرائية داعمة أخرى.
* الدعم والعطاء
وعن آلية الإستعداد لتطبيق هذا البرنامج وأهميته أوضحت الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية ـ المديرة العامة للمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بوزارة التربية والتعليم قائلة: في ظل انتشار جائحة كورونا (كوفيد ـ 19) وما أحدثته من تغيرات على مختلف القطاعات، كان من الضروري في ظل هذه الظروف الاستثنائية البحث عن طرق بديلة لمحاولة إعداد وتحويل البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد بما يتناسب والظروف الحالية، ومن خلال التنسيق المباشر مع المديرية العامة لتقنية المعلومات بالوزارة تم إيجاد برامج تدريبية متخصصة في التطبيقات الإلكترونية وآليات إعداد المحتوى التدريبي وتحويله ليكون متاحًا وقابلًا للتدريب عن بُعد، بحيث استفاد المختصون في المعهد من مثل هذه البرامج في التزود بالمعارف والمهارات اللازمة حيال التعرف على التطبيقات والبرامج التعليمية الالكترونية، والاستعانة بها لجعل مختلف البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد مهيئة لتلبية متطلبات هذه الظروف والتي يمر بها العالم أجمع، ولذلك عندما أقرت الوزارة اعتماد برنامج تدريب التعليم عن بُعد كان المدربين في المعهد على استعداد تام لمواكبة هذه النقلة التكنولوجية في عملية التدريب، ومع ذلك كان الحرص كبيرًا على تكثيف جهود الاستعداد لهذا البرنامج قبل موعد انطلاقه بثلاثة أسابيع بدعم كبير ومساندة وتعاون مثمر من قبل المديرية العامة لتقنية المعلومات والمديرية العامة للإشراف التربوي والمديرية العامة لتطوير المناهج ومركز التدريب الرئيسي ومركز القياس والتقويم التربوي، مضيفة: لقد لمست خلال الأسبوع الأول من تطبيق البرنامج ـ والذي تضمن انطلاق مرحلة التدريب المركزي في المعهد والتي تم من خلالها إعداد مجموعة من المدربين للمرحلة القادمة ـ حرصًا كبيرًا واهتمامًا بالغًا من قبل المدربين والمتدربين – على حد سواء – لإنجاح هذا البرنامج، ووجدت أن الكل يملك في داخله رغبة طموحة لمحاولة ترسيخ تجربة عمانية رائدة في مجال التعليم عن بُعد.
* مراحل البرنامج
من جهتها أشارت هيفاء بنت محسن اللواتية ـ مديرة دائرة تقييم العائد التدريبي، وعضو اللجنة الفنية للاستعداد لبدء العام الدراسي (2020 /2021م) في ضوء مستجدات فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) إلى محتوى التدريب الذي يشمله برنامج التعليم عن بُعد، ومراحله المختلفة، قائلة: تشمل المرحلة الأولى من البرامج تدريب مديري المدارس والمشرفين، والمعلمين للصفوف من (5 – 12) متضمنًا ذلك مدارس التربية الخاصة أيضًا بشكل مركزي، ثم ستكون هنالك مرحلة ثانية من التدريب المركزي تشمل تدريب مديري المدارس والمشرفين، والمعلمين للصفوف من (1 – 4)، علمًا بأن المادة التدريبية ستكون متشابهة نوعًا ما للمرحلتين، حيث تبنت الوزارة المنصة الإلكترونية (Google Classroom) للصفوف من (5 – 12) إلى جانب منصة آخرى تتناسب مع الصفوف من (1 – 4) مع اختلاف بعض التطبيقات المستخدمة نتيجة لإختلاف احتياجات كل فئة دراسية ومتطلباتها، فيما يتم تقديم تطبيقات لمعلمي التربية الخاصة مختلفة تم اعدادها لتتناسب مع متطلبات هذه الفئة من الطلبة، ثم سيقوم من تَدرب من مديري المدارس والمشرفين بشكل مركزي بتدريب مديري المدارس والمشرفين بالمديريات التعليمية في المحافظات، أما من تدرب من المعلمين في المرحلة المركزية فسوف يقومون بتدريب فريق آخر من المدربين من المعلمين في المديريات التعليمية، ثم في المرحلة الأخيرة سيتم تدريب باقي المعلمين في المديريات التعليمية المختلفة، بحيث يتم استكمال تدريب كافة الهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة بها في مختلف المديريات التعليمية قبل بداية العام الدراسي الجديد.
المصدر: اخبار جريدة الوطن