دمشق ــ الوطن ــ وكالات :
أحرز الجيش السوري تقدما بريف حلب الجنوبي الغربي خلال عملياته المتواصلة ضد الإرهاب، بينما أشادت موسكو بالنجاحات الاستراتيجية التي أحرزها الجيش السوري في الآونة الأخيرة في معركته بدعم الطيران الروسي. يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب لم يقدم أي معلومات لديه حول الجماعات الإرهابية الناشطة على الأراضي السورية، وذلك عشية قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا غدا الأحد وبعد غد الاثنين، حيث يناقش القادة التحديات الاقتصادية في العالم، وسط توقعات بأن تفرض الأزمة السورية نفسها على جدول الأعمال.
وأحكمت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وبدعم جوي روسي، السيطرة على عدة قرى ومزارع بريف حلب الجنوبي الغربي، حيث كبدت إرهابيي (النصرة) والتنظميات المسلحة الأخرى الداعمة لها خسائر في الأفراد والعتاد خلال عمليات على أوكارهم وبؤرهم في درعا وريفها.
وأعلن مصدر عسكري فرض السيطرة على عدة قرى ومزارع ومناطق حاكمة في ريف حلب خلال العمليات المتواصلة لوحدات الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوى المؤازرة على تجمعات وأوكار التنظيمات الإرهابية التكفيرية. وأفاد المصدر في تصريح لـ (سانا) أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها الكاملة على تل باجر وتل حدية وقرى تليلات ومريودة وخربة الكوسا والعيس وبانص ورسم صهريج إلى الجنوب والجنوب الغربي من مدينة حلب. ولفت المصدر العسكري إلى أن وحدات الجيش العاملة في الريف الشرقي نفذت عمليات دقيقة ومكثفة على تجمعات إرهابيي (داعش) ومحاور تحركهم وإمدادهم وسعت خلالها نطاق سيطرتها في محيط مطار كويرس عبر السيطرة على قريتي عربيد والطامات شمال غرب المطار.
وفي السياق ذكر مصدر عسكري أن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تحكم سيطرتها على جبل الكارورة وتلة حسونة بريفي اللاذقية وحماة بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين معظمهم من جنسيات أجنبية ومصادرة أسلحتهم وذخيرتهم. وفي ريف حمص دكت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في ريف حمص الشرقي بالمدفعية تجمعات لإرهابيي (داعش) التكفيري في مختلف مناطق انتشارهم موقعة بينهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وفي سياق متصل أكد مصدر عسكري تدمير 289 موقعا للتنظيمات الإرهابية في أرياف حلب ودمشق وأدلب وحماة وحمص ودير الزور خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقال المصدر في تصريح لـ (سانا) إن الطيران الحربى الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية نفذ 107 طلعات جوية أسفرت عن تدمير 34 مقر قيادة و50 موقعا يحتوي عتادا حربيا و184 موقعا ومقرا محصنا و16 مستودعا للذخيرة والوقود ومصنعين للذخيرة والمتفجرات للتنظيمات الإرهابية في مناطق متفرقة.
من جانبه قال ديميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس الجمعة “يواصل الجيش السوري تقدمه بديناميكية إيجابية جدا، ونحن نعرف عن تحقيق العسكريين السوريين نجاحات استراتيجية عديدة خلال الأسابيع الماضية” وأضاف “التقدم مستمر بصورة فعالة، بدعم الطيران الروسي”. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي أنه بفضل الضربات الدقيقة التي نفذها الطيران الحربي الروسي نجحت القوات الحكومية السورية في فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في محافظة حلب، الذي كانت تحاصره مجموعات تابعة لـ “داعش” منذ أكثر من سنتين.
الى ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب عموما تحفظ كثيرا على العملية العسكرية الروسية في سوريا ولم يقدم التحالف الدولي أي معلومات لديه حول الجماعات الإرهابية الناشطة هناك. وأضاف أنه لم يتم على مسار التعاون بين التحالف الدولي وروسيا إحراز أي تقدم يذكر، باستثناء التوقيع على مذكرة تتبادل بموجبها وزارتا الدفاع الروسية والأمريكية البيانات اللازمة لتفادي وقوع صدامات عرضية في الأجواء السورية بين مقاتلاتنا وطائرات التحالف. ولفت النظر إلى أن هذا التعاون المثقل بالتحفظات الأمريكية لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن تطبيع التعاون العسكري بين موسكو وواشنطن، والذي بادر الجانب الأمريكي أصلا لتجميده. وأعاد إلى الأذهان رفض الولايات المتحدة التوقيع على أي اتفاق ينظم إنقاذ طواقم الطائرات الحربية، رغم أن روسيا لبت على الفور طلبا أمريكيا مشابها خلال عملياتها الجوية في أفغانستان. كما أكد أن روسيا ستواصل حملتها الجوية بسوريا ما دامت القوات الروسية في حاجة لمساعدتها، مشدداً على أن روسيا لديها كل الوسائل المالية والفنية الضرورية لمواصلة حملتها في سوريا.
وتشارك روسيا في قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا غدا الأحد والاثنين، حيث يناقش القادة التحديات الاقتصادية في العالم، وسط توقعات بأن تفرض الأزمة السورية نفسها على جدول الأعمال. ويجتمع قادة مجموعة العشرين التي تضم الاقتصادات الرئيسية في العالم ومن بينها روسيا، والولايات المتحدة، والصين، واليابان، وكندا، وأستراليا، والبرازيل، على بعد 500 كيلومتر فقط من الحدود السورية التركية في منتجع أنطاليا حيث سيناقشون بشكل رئيسي مشكلات الاقتصاد العالمي.
وفي حين ستركز المحادثات بشكل كبير على التحديات الاقتصادية مثل دعم النمو العالمي، وتداعيات الرفع المرتقب لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، واستعادة التوازن في الصين، فسيناقش القادة أيضا الحرب على الإرهاب وضد (داعش) الذي أصبح يشكل خطرا يهدد الأمن العالمي، بالإضافة إلى أزمة اللاجئين. ويسعى قادة الدول من قمة مجموعة العشرين، التي تأسست عام 1999، إلى بلورة الأفكار وإيجاد الحلول التي تقضي على تلك المشاكل وتحول دون استمرارها. وقال مسؤولون إنها المرة الثانية التي تبحث فيها مجموعة العشرين مشكلات خارج نطاق اهتمامها الرئيسي المتمثل في تنسيق السياسة الاقتصادية العالمية.