كييف ـ عواصم ـ وكالات: أدرج الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو إجراء حوار مع أنصار الفيدرالية شرق أوكرانيا في إطار خطة سلام اقترحتها كييف ودعمتها موسكو بشروط.
وبعد أكثر من شهرين على بدء الأزمة في شرق أوكرانيا، وحيث أسفرت المواجهات مع القوات الحكومية عن مقتل 375 شخصا على الأقل عرض بوروشنكو على الشعب خطته للسلام في الشرق في خطاب متلفز ودعا إلى حوار مع أنصار الفيدرالية الذين “لم يرتكبوا جرائم قتل أو تعذيب” من أجل استعادة وحدة أوكرانيا، وذلك بعد أن دخل حيز التنفيذ قرار كييف الأحادي الجانب بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع.
غير ان المعارك استمرت أمس، اذ استعملت القوات الأوكرانية مدفعيتها لصد هجمات المتمردين الذين رفضوا وقف اطلاق النار الموقت الذي يدعو إلى نزع أسلحتهم.
وفي خطاب مدته 12 دقيقة قال بوروشنكو الذي تولى الرئاسة في السابع من يونيو إن “سيناريو السلام هو السيناريو الرئيسي الذي نعتمده. أنها خطتنا الأولى”.
وتابع “لكن الذين يريدون استخدام مفاوضات السلام لربح الوقت وإعادة جمع قواهم، عليهم أن يعلموا أن لدينا خطة باء مفصلة، لن أتحدث عنها الآن لأنني اعتقد أن خطتنا السلمية ستنجح”.
وفي المقابل رفض متحدث باسم ما تسمى جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد وقف إطلاق النار الهادف إلى نزع سلاح المتمردين. وقال “لا نعترف بوقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد من قبل الجيش الأوكراني ومن دون اي تنسيق معنا”.
كذلك اعتبر احد قادة أنصار الفيدرالية ان جهود بوروشنكو “عديمة الاهمية” طالما لم تتضمن الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من الشرق والاعتراف باستقلاله.
اما بوروشنكو فأوضح أن “وجهات نظر متناقضة تماما لن تشكل عائقا للمشاركة في المفاوضات، أنا مستعد للنقاش مع الذين ضلوا واتخذوا خطأ مواقف انفصالية، بطبيعة الحال باستثناء المتورطين في أعمال إرهاب وقتل وتعذيب”.
لكن خطة السلام التي وضعت على الموقع الالكتروني لإحدى محطات التلفزيون المحلية منذ بضعة أيام لا تشير إلى حوار مع الانفصاليين بل تتحدث فقط عن عفو عن “الذين يلقون السلاح ولم يرتكبوا جرائم خطيرة”.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية أن يبدأ الحوار بين الأطراف في أوكرانيا على أساس الهدنة الحالية.
وقال بوتين “من المهم أن ينطلق الحوار على أساس الهدنة بين جميع الأطراف المتنازعة لإيجاد حل وسط يناسب الجميع، ليشعر سكان جنوب شرق أوكرانيا بأنهم جزء لا يتجزأ من البلاد ولديهم جميع حقوق مواطني الدولة”.
وشدد بوتين على ضرورة البدء في حوار هادف وجوهري لأن “هذا هو رهن النجاح”.
وأعرب بوتين عن أسفه لأن “مايتم تسجيله من قبل وسائل مراقبة موضوعية هو أن العمليات القتالية لم تتوقف.. والمدفعية من الجانب الأوكراني تابعت القصف في الليل.. لا أستطيع أن أقول من يقوم بذلك لكن هذا ما يحدث.. ويجب التوصل إلى وقف لجميع العمليات القتالية”.
وأكد بوتين أن إعلان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو عن وقف إطلاق النار “جزء مهم من دون شك، وبدونه لا يمكن التوصل إلى اتفاق.. روسيا دون شك تؤيد هذه المساعي.. لكن في نهاية المطاف الأهم هو العملية السياسية”.