خطبة العيد: الأمن في الأوطان من أعظم نعم الله على الإنسان حرص عليها البررة المخلصون
مسقط ـ العمانية: احتفلت السلطنة اليوم بأول أيام عيد الفطرالمبارك حيث أدى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس بمسجد الخور بمسقط. وقد أمّ المصلين في المسجد فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله عز وجل على جميع نعمه وفضله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين داعيًا الناس إلى التكافل والرحمة والإحسان. تناولت الخطبة فضل الله عز وجل من الأجر والثواب لمن أتم الصيام والدعوة إلى تعظيم أمر الله عز وجل واجتناب نهيه والإخلاص له وحده بالعبادة والدروس والعبر المستفادة من الصلاة والصيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك إضافة إلى نعمة الأمن في الأوطان التي تعتبر من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان. وقال فضيلته: إن نعمة الأمن في الأوطان من أعظم نعم الله على الإنسان حرص عليها البررة المخلصون ودعا بها الأنبياء والمرسلون فهذا خليل الرحمن يتضرع لله الواحد الديان قائلًا (رب أجعل هذا بلدا ءامنا وارزق أهله من الثمرات) فبدأ إبراهيم عليه
السلام في دعائه واستفتح في تضرعه ورجائه بنعمة الأمن وقدمها على نعمة الطعام وماذلك إلا دليل على عظمها وبيان لعظيم خطر زوالها وإنها لجديرة بالتقديم ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن مهما عز في الأرض أو كسب مالًا أو شرفًا أو رفعة والديار التي يفقد فيها الأمن صحراء قاحلة وإن كانت ذات جنات وارفة الظلال والبلاد التي تنعم بالأمن تجد النفوس فيها هادئة والقلوب مطمئنة هانئة يأمن الناس فيها على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم فيؤدون الواجبات باطمئنان من غير خوف ولا حرمان.
فهد بن محمود يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد الخور بمسقط خطبة العيد تحث على قيام الناصحين والمربين بدورهم في احتواء الأحداث وتهدئة الانفعالات
مسقط ـ العمانية: احتفلت السلطنة امس بأول أيام عيد الفطرالمبارك، حيث أدى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صلاة عيد الفطر المبارك صباح امس بمسجد الخور بمسقط .
كما أدى الصلاة بمعية سموه عدد من أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة والمستشارين وكبار الشخصيات.
وقد أمّ المصلين في المسجد فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله عز وجل على جميع نعمه وفضله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين داعيًا الناس إلى التكافل والرحمة والإحسان.
تناولت الخطبة فضل الله عز وجل من الأجر والثواب لمن أتم الصيام والدعوة إلى تعظيم أمر الله عز وجل واجتناب نهيه والإخلاص له وحده بالعبادة والدروس والعبر المستفادة من الصلاة والصيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك إضافة إلى نعمة الأمن في الأوطان التي تعتبر من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان.
ودعا فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء في خطبته إلى تعظيم أمر الله تعالى واجتناب نهيه والإخلاص والعبادة له وحده قائلًا: إن هذا اليوم يوم عظيم وعيد جليل إنه يوم البهجة والسرور يوم وفاء الثواب والأجور إنه يوم البشر والجائزة، يوم فرح النفوس الفائزة فما أسعده من يوم وما أكرمكم من قوم وقد منَّ الله عليكم بإتمام فريضة الصوم فطوبى لكم ثواب الله وهنيئًا لكم هذا الشرف، إذ يباهي الله بكم الملائكة الكرام ويحف جمعكم بالرحمة والإكرام رحمةً وإحسانًا ممن لا يضيع أجر المحسنين ولا يبطل عمل المتقين بل يضاعف لهم الحسنات ويرفعهم في أعلى الدرجات (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلايجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون)، وها أنتم تعيشون أولى الفرحات وفاتحة النفحات وعقباكم في الآخرة دخول الجنات، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه)، فاليوم يوم التكريم للنفوس المطيعة لربها الكريم.
وقال فضيلته: ما أجل هذه العبادة التي فرغنا من أدائها لقد علمتنا الكثير من الدروس والعبر شهدنا رمضان لياليه وأيامه مليئة بالذكر والدعاء والصلاة فاستراحت الأفئدة وخشعت النفوس ورقت القلوب وأخلصت عملها لله، أكبَّت على القرآن تلاوةً وفهمًا وتدبرًا واعتبارًا، إذا مرت بآيات الوعيد والعذاب استعاذت بالله وجدَّت في طاعته، وإذا مرت بآيات الرحمة والرجاء رغبت فيما عند الله فاندفعت في طريق مرضاته وذاقت ألم الجوع فذكرت الفقير اليتيم والأرملة والمحتاج فلله ما أطهرها من نفوس وما أسعدها من قلوب عرفت الطريق إلى ربها فلم تغرها الدنيا بزخرفها ولم تشغلها عما هو أغلى وأبقى، أفنت أعمارها في طاعة الله وخدمة أوطانها وسخرت طاقاتها فيما ينفع المجتمع والناس فسعدت في الدنيا ونالت رضا الله ومن المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عهدوا الله عليه .
وأضاف البوسعيدي: إن نعمة الأمن في الأوطان من أعظم نعم الله على الإنسان حرص عليها البررة المخلصون ودعا بها الأنبياء والمرسلون فهذا خليل الرحمن يتضرع لله الواحد الديان قائلًا:(رب أجعل هذا بلداً ءامناً وارزق أهله من الثمرات) فبدأ إبراهيم ـ عليه السلام ـ في دعائه واستفتح في تضرعه ورجائه بنعمة الأمن وقدمها على نعمة الطعام وما ذلك إلا دليل على عظمها وبيان لعظيم خطر زوالها وإنها لجديرة بالتقديم ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن مهما عز في الأرض أو كسب مالًا أو شرفًا أو رفعة والديار التي يفقد فيها الأمن صحراء قاحلة وإن كانت ذات جنات وارفة الظلال والبلاد التي تنعم بالأمن تجد النفوس فيها هادئة والقلوب مطمئنة هانئة يأمن الناس فيها على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم فيؤدون الواجبات باطمئنان من غير خوف ولا حرمان.
وأشار رئيس المحكمة العليا إلى أن الأمن الذي نعايشه ونتفيأ ظلاله منحة ربانية مربوطة بأسبابها والتي من أهمها عبادة الله تعالى والاستقامة على شرعه والبعد عن معصيته، قال تعالى:(فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فحفظاً لهذه الآلاء والمنن ورعاية لما في ذممنا من حق للوطن يجب أن يقوم الناصحون والمربون بدورهم في احتواء الأحداث وتهدئة الانفعالات وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع الشباب لتوجيه انفعالهم وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمة فواحة الأمن الجميلة التي نعيش فيها نرسمها نحن بإذن الله بأيدينا ونسهم بصنعها بأنفسنا بعد توفيق ربنا سبحانه وتعالى حين نستقيم على ديننا ونصل رحمنا ونوقر كبيرنا ونرحم ضعيفنا ونعرف لولاة أمورنا حقهم ونتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل بعيدًا عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية ونحفظ حدود الله ونتقي محارمه ونشكر نعمه وهذا وعد منه جل شأنه.
وفي ختام الخطبة دعا فضيلة الشيخ الدكتور الله العلي القدير أن يعيد هذا اليوم السعيد على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أعواما عديدة وأن يمتع جلالته بالصحة والسعادة والعمر المديد وأن يحفظ سبحانه وتعالى بلادنا عمان وسائر بلاد المسلمين وأن يعز الله الإسلام والمسلمين وأن يجمع شملهم ويوحد كلمتهم على الخير.
وعقب الصلاة استقبل سموه المهنئين بهذه المناسبة، حيث أعرب الجميع عن صادق
تمنياتهم الطيبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ داعين المولى العلي القدير أن يمن على جلالته بدوام الصحة والسعادة والعمر المديد وأن تظل عمان الغالية تنعم دائما بقيادته المستنيرة لمواصلة مسيرة التقدم الشامل الذي تشهده كافة أرجاء البلاد.
وقد شكر صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد جميع المهنئين متمنياً لهم عيداً مباركاً وأياماً سعيدة داعياً سموه المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الطيبة وأمثالها على جلالة السلطان المعظم بالخير والمسرات وأن يوفق جلالته ـ أبقاه الله ـ دائماً لما فيه ازدهار هذا البلد العزيز ورفعة شأنه وأن يحقق الله سبحانه وتعالى لعمان الغالية وأبنائها في هذا العهد الميمون المزيد من النماء والرخاء ونعمة الاستقرار .. وكل عام والجميع بخير.