مسقط ـ “الوطن”:
بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف احتفلت السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة في المتحف الوطني بإقامة فعالية حملت عنوان “المتاحف والفضاءات الثقافية”، بحضور عدد من المتخصصين في مجال المتاحف بالسلطنة قدموا أوراق عمل متنوعة تستعرض التجارب المتحفية والبيئة الثقافية المحيطة بها.
حيث شارك في هذه المناسبة كل من وزارة السياحة، وقسم السياحة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، واللجنة الاعلامية بمجلس الشوري، ومتحف قوات السلطان المسلحة، ومتحف أرض اللبان، ومتحف المدرسة السعيدية، ومتحف النقود بالبنك المركزي العماني، ومتحف بيت البرندة، ومتحف الفروسية، ومتحف بيت الزبير، ومتحف غالية للفنون الحديثة، ومتحف بيت ادم، ومتحف بدية، ومتحف الخيل، بالإضافة إلى متحف بيت الغشَّام، ومتحف بن نوروك، ومتحف العفية التراثي، ومتحف بيت المراح التراثي.
بدأ الحفل بكلمة لوزارة التراث والثقافة قدمها سلطان بن سيف البكري المدير العام المساعد للمديرية العامة للاثار والمتاحف بالوزارة، رحب فيها بداية بالحضور والمشاركين وقال: تشارك السلطنة دول العالم هذه الاحتفالية كل عام. وبحسب مجلس المتاحف العالمى فإن الهدف من هذه المناسبة هو إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف للتواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التى تواجهها هذه المؤسسات الثقافية المهمة، وزيادة وعي شرائح المجتمع للدور المهم والحيوي الذي تلعبه المتاحف ولفت نظرهم إلى ضرورة حفظ التراث الإنسانى.
ويعود الاحتفال باليوم العالمى للمتاحف إلى عام 1977، حيث صادق المجلس العالمى للمتاحف، الذى انعقد فى العاصمة الروسية موسكو، على تخليد هذا اليوم من أجل إثارة انتباه الرأى العام الدولى إلى أهمية المؤسسات المتحفية، باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية.
وتحدد لجنة استشارية من مجلس المتاحف العالمي موضوعًا مُعيّنًا لهذه المناسبة كل عام وفي هذا العام تم اختيار موضوع ” المتاحف والفضاءات الثقافية “.ان الفضاء الثقافي، بأوجهه الطبيعية و التاريخية، هو فضاء متغير وفي تطور مستمر و وليد هوية جغرافية محددة و تحولات متأثرة بعاملي الوقت و البشر.
و تقع مسؤولية حماية و تعزيز الفضاءات الثقافية على عاتق الأفراد و المجتمعات على حد سواء.
و تقع هذه المهمة أيضا على عاتق المتاحف، التي تضم المقتنيات التي تشكل الموروث المادي وغير المادي للمجتمع الانساني.
وأضاف “البكري”: إن موضوع “المتاحف والفضاءات الثقافية” يجعل المتاحف مسؤولة عن فضاءاتها الثقافية، عن طريق إسهامها في المشاركة بمعارفها وخبراتها والقيام بدور فعال في إدارة هذه البيئات وصيانتها.
و تكمن المهمة الأساسية للمتاحف في الإشراف على التراث، سواء أكان ذلك داخل جدرانها أو خارجها. إن احتفالية اليوم تتركز في تقديم 3 أوراق عمل تغطي شعار المناسبة وعنوانها.
أوراق العمل
اشتملت الاحتفالية على تقديم ثلاث أوراق عمل حول التجارب المتحفية والبيئة الثقافية المحيطة بها بالسلطنة، حيث تحدثت الورقة الاولى عن “تجربة بيت البرندة في اثراء الحركة الثقافية”، قدمتها آمنة بنت مبارك الحمدانية مرشدة في بيت البرندة، تطرقت فيها إلى تجربة بيت البرنده في اثراء الحركة الثقافية لخدمة المجتمع، من خلال استعراض تاريخ بيت البرنده ومحتويات غرفه، بالاضافة إلى الفعاليات الثقافية، والمعارض الفنية، واحتفاليات تدشين الكتب، والمعارض العلمية، والمحاضرات التعليمية، وأخيرا حلقات العمل الصيفية ودورها المهم في تطوير مهارات الأطفال الفنية.
أما الورقة الثانية فحملت عنوان “المتاحف بين الاختصاص والتنويع”، قدمها مرتضى بن عبدالخالق اللواتي مدير عام متحف غالية للفنون الحديثة، حيث استعرض فيها الصور المختلفة للمتاحف منها المتاحف ذات الاختصاص الشامل، ومنها المتاحف الوطنية، ومنها المتاحف الخاصة التي تتناول إما فكرا خاصا أو حقبة زمنية معينة، وتناول الحديث عن متحف “غالية للفنون الحديثة” وهو عبارة عن متحف خاص يتناول موضوع تطور حياة الانسان العماني و مدى تأثره بمحيطه من الدول المجاوره وبجديد العالم من أفكار و منتجات ساهمت بتطور أنماط الحياة في المنطقه ولا يتطرق للتراث العماني بالشكل المباشر، كما تحدث حول ارتباط المتحف وما يحيط بها من فضاء ثقافي فيقع “متحف غاليه للفنون الحديثة بفرعه (البيت القديم ) على الشارع البحري لمدينة مطرح التاريخية التي شهدت تطورات عدة عبر العصور و حقبات منها سياسيه و اقتصاديه و تجاريه، ومدينة مطرح و محيطها تداخل بين قوميات و مذاهب و أنماط مختلفه من العيش ما ساهم بتطور المنطقة و الإنسان الذي عاش بها و صولا الى الجيل الحاضر، وتناول كذلك الحديث عن دور المتاحف تجاه المشهد الثقافي، كما تطرقت الورقة إلى الدور الثقافي للمتحف في توصيل فكره الثقافي بطرق عده منها مباشرة بأن يحظى الزائر للمتحف بالأهميه وأن يحصل على المعلومه إما مكتوبه أو عن طريق الشرح.
أما الورقة الثالثة فكانت حول “كيفية انسجام المتحف الوطني مع البيئة الثقافية”، قدمتها موزة بنت سليمان الوردية رئيسة قسم الدراسات والبحوث بالمتحف الوطني، وتطرقت فيها إلى التعريف بـالمناظر الطبيعية وهو مفهوم متعدد الأبعاد يضاف له معنى الأنثروبولوجية والاجتماعية، والاقتصادية والثقافية لأهميتها المادية والطبيعية والجغرافية، والذي يعد جزءا من التراث الثقافي والطبيعي، يتعين الحفاظ عليها، وتفسيرها في جوانبها المادية وغير المادية.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الدولي للمتاحف ( ICOM ) يُعد المؤسسة الدولية غير الحكومية التي أنشئت عام 1945م ولها ارتباط وعلاقة رسمية مع اليونسكو ووضع شرعي استشاري مع المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة، وهو المؤسسة الدولية الوحيدة التي تمثل المتاحف والعمل المهني المتحفي على مستوى العالم، يذكر إن المجلس الدولي للمتاحف (الايكوم) بدأ الاحتفال اليوم العالمي للمتاحف منذ عام 1977 م، حيث خصص يوم عالمي للمتاحف (الثامن عشر من شهر مايو من كل عام) بهدف تعزيز العلاقة بين المتحف والمجتمع، باعتبار أن المتحف في العالم الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، بل أصبح مركزاً علمياً مهماً يسهم في نشر وإبراز المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات.
وهذه الاحتفالية تعتبر الفرصة الاستثنائية لمجتمع المتاحف وللمهنيين المتحفيين لتلبية حاجة الجمهور وهو الجزء المهم في هذه المنظومة وفي نفس الوقت تخدم وتطوّر المجتمع.