احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / السلطنة تستضيف فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة ديسمبر القادم

السلطنة تستضيف فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة ديسمبر القادم

بمشاركة وزراء ومسؤولين ومختصين من 150 دولة حول العالم

ـ سالم المعمري: المؤتمر فرصة للاستفادة من تجارب وخبرات الدول التي نجحت في الربط بين القطاعين السياحي والثقافي
ـ طالب الرفاعي: 40% من السياح يسافرون بقصد التبادل الثقافي والتعرف على الشعوب
ـ خميس الشماخي: دعم مشروعات التنمية المستدامة هو من مرتكزات عملية التنمية الشاملة في السلطنة
ـ المؤتمر يبحث سبل بناء وتعزيز التعاون والشراكة بين القطاعين السياحي والثقافي وتعزيز دورهما في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030

كتب ـ سامح أمين:
تستضيف السلطنة ممثلة بوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة خلال الفترة من 11 إلى 12 ديسمبر من هذا العام والذي يتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وستقام فعاليات المؤتمر بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض في مسقط.
وستجمع فعاليات المؤتمر وزراء السياحة ووزراء الثقافة ورؤساء الهيئات والمنظمات المتخصصة في القطاعين بالإضافة إلى الخبراء والمختصين في صناعة السياحة العالمية وذلك بهدف البحث في سبل بناء أوجه التعاون والشراكة بين قطاعي السياحة والثقافة وتعزيز دورهما في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 حيث من المتوقع أن يشارك في اجتماعات وفعاليات هذا المؤتمر أكثر من 60 وزيرا ومسؤولا بالإضافة إلى خبراء ومختصين ومشاركين من أكثر من 150 دولة حول العالم.
وتشكل استضافة السلطنة لفعاليات هذا المؤتمر العالمي في دورته الثانية منصة مهمة تجمع العاملين والمختصين والمهتمين بمجالي السياحة والثقافة من جميع أنحاء العالم تحت إشراف المنظمات الدولية المتخصصة التابعة لهيئة الأمم المتحدة حيث سيتم خلال اجتماعاته وجلساته مناقشة عدد من الموضوعات الرئيسية المتعلقة بنماذج الحوكمة وتنمية السياحة والمحافظة على التراث الثقافي ودور السياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف الطبيعة وصونها إضافة إلى تسليط الضوء على الثقافة في السياحة كوسيلة للتنمية المستدامة في الوجهات السياحية.
وتبرز من بين أهم أهداف تنظيم السلطنة لهذا المؤتمر العالمي المتخصص حرصها وإسهامها الدائم في القضايا العالمية المرتبطة بحفظ التراث العالمي والسياحة المسؤولة والتنمية المستدامة بالإضافة إلى العمل المشترك مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة من أجل تطبيق الخطط والبرامج الموضوعة وتعزيز التعاون بين دول العالم في المجالات المرتبطة بقطاعي السياحة والثقافة والعمل على تعزيز التفاهم والحوار المشترك بين الشعوب وحماية التراث الطبيعي الثقافي وتبادل الخبرات والتجارب وتوفير فرص العمل في المجالات المتعلقة بالقطاع السياحي الثقافي.
وتشرف وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة على التجهيزات والتحضيرات الخاصة بالمؤتمر بإشراف ومتابعة مباشرة من قبل صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ومعالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة حيث تم تشكيل لجنة رئيسية للاستضافة برئاسة سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة تتولى التجهيز للاستضافة وذلك بالتنسيق مع منظمة السياحة العالمية والوفود المشاركة من جهة ومع الجهات المعنية والمختصة بالسلطنة من جهة ثانية وذلك للإشراف على تسجيل المشاركين وتسهيل إجراءات المشاركة والإقامة واختيار المتحدثين كذلك بجانب تشكيل سبع فرق عمل تخصصية تتبع اللجنة الرئيسية وتتمثل بفريق المتابعة والفريق المالي والفريق الاعلامي وفريق التواصل الدولي وفريق العلاقات العامة والفريق العلمي وفريق التنسيق الأمني.

وقال سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي رئيس اللجنة الرئيسية للاستضافة إن أهمية استضافة السلطنة لفعاليات المؤتمر العالمي الثاني للسياحة والثقافة تأتي نظرا لإسهامه في إيجاد وتعزيز التعاون المشترك بين مختلف المؤسسات ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة المعنية بالسياحة والثقافة والحفاظ على الموروث الحضاري الثقافي في السلطنة، بالإضافة إلى كونه وسيلة لاستقطاب المهتمين والمختصين والمستثمرين في الجانب السياحي والثقافي وبما يشكله هذا المؤتمر وحجم المشاركة فيه من أهمية للترويج عن المعالم والمقومات السياحية والثقافية التي تمتلكها السلطنة.
وقال المعمري: المؤتمر سيعمل على إتاحة الفرصة للاستفادة من تجارب وخبرات العديد من الدول التي نجحت بامتياز في الربط بين القطاعين السياحي والثقافي بالإضافة إلى كونه فرصة سانحة للتعريف بمقومات البنية الأساسية لسياحة الحوافز و المؤتمرات بالسلطنة والتعريف بمشروع ومرافق مركز عمان للمؤتمرات والمعارض والجهود المبذولة للترويج لسياحة الحوافز والمؤتمرات (MICE) بالسلطنة، كما أن إقامة هذا المؤتمر تأتي بالتزامن مع المرحلة الأولى لتنفيذ الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 والتي ترتكز في أحد أهم جوانبها الرئيسية على السياحة الثقافية وتعتبرها من أهم البنود وأحد المنتجات السياحية الأساسية التي تحرص السلطنة على الترويج لها، فضلا عن وجود التغطية الاعلامية العالمية المتخصصة المصاحبة للحدث والتي ستسهم بفاعلية في الترويج عن إمكانيات السلطنة السياحية.
من جهته أكد خميس بن عبدالله الشماخي المدير العام المساعد للمنظمات والعلاقات الثقافية بوزارة التراث والثقافة إلى أن حرص السلطنة واهتمامها بصون وتطوير التراث الثقافي والحضاري جنبا إلى جنب مع دعم مشروعات التنمية المستدامة هو من مرتكزات عملية التنمية الشاملة في السلطنة التي تزخر بالكثير من المقومات والمعالم والمفردات في مختلف الجوانب البيئية والتاريخية والسياحية والثقافية والاجتماعية والتي تستحق الاستفادة منها واستثمارها في تقديم منتج سياحي ثقافي مستدام يرقى لمكانة السلطنة وعراقتها وتنوع وجودة مقوماتها السياحية وثراء تراثها الثقافي الحضاري.
وقال الشماخي: السلطنة ومنذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي ومع إنشاء وزارة متخصصة للتراث والثقافة وهي تدعم الجهود المحلية والعالمية لصون وتطوير التراث الثقافي الحضاري والعمل على توثيق العادات والتقاليد وحفظ وترميم المواقع الأثرية والتاريخية وحمايتها وضمان استدامة مشروعاتها والترويج لها بالإضافة إلى إسهامات السلطنة البارزة في هذا الإطار وجهودها المشتركة مع بقية دول العالم في مختلف اللجان والهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة.
عمل مشترك
ويتواصل العمل المشترك بين اللجنة الرئيسية وفرق العمل التابعة لها مع المختصين في منظمة السياحة العالمية في إطار التحضيرات والتجهيزات الخاصة باستضافة السلطنة لفعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسياحة والثقافة بالإضافة إلى الزيارات الدورية لممثلي المنظمة إلى السلطنة والتي كانت آخرها للخبير جين واي وو مستشار السياحة والثقافة بالمنظمة.
وفي كلمة له على الموقع الالكتروني لمنظمة السياحة العالمية للاعلان عن استضافة السلطنة لهذا المؤتمر قال معالي الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: “في العام 2016 سافر ما يقارب 1.2 مليار مسافر حول العالم بهدف السياحة وبحلول العام 2030 سيصل هذا العدد إلى 1.8 مليار، إن القطاع السياحي يسهم حاليا بنسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويوفر 30 % من الخدمات، ومن بين 10 وظائف حول العالم هنالك وظيفة واحدة مرتبطة بالمجال السياحي، وكل سائح يمثّل فرصة للنمو الاقتصادي والسلام والتعايش الثقافي وتطوير المُدن والمناطق الريفية وكذلك الحفاظ على الطبيعة والتراث الحضاري”.
وأضاف الرفاعي: “هنالك ما نسبته 40% من السياح الذين يقصدون الدول الأخرى من أجل التبادل الثقافي والتعرف على الشعوب والحضارات المختلفة حيث تحظى السياحة الثقافية بشعبية كبيرة فهي في نموٍ مستمر وتنوّع كبير يتيح أصنافاً متعددّة من الابتكار والإبداع في هذا القطاع النشط. فإذا كانت الثقافة هي القصة، فإن السياحة هي المروّج الأساسي لها، ومعاً سنعمل على تقوية الروابط بين القطاعين السياحي والثقافي بحيث نتمكّن من إيجاد فرص جديدة تساعد على جعل العالم مكاناً أفضل، عالما يحترم ثقافتنا الإنسانية وقيمنا وتراثنا”.
وفي ختام كلمته قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: “ومع هذا النمو المستمر تزداد المسؤولية تجاه حماية الممتلكات الحضارية والطبيعية والتي تمثل الأساس لكل المجتمعات والحضارات الإنسانية.
هذا ومن المزمع أن يتم فتح باب التسجيل للمؤتمر مع تدشين الموقع الالكتروني الرسمي للمؤتمر في شهر سبتمبر الجاري، حيث تم إنشاء موقع خاص بالمؤتمر وربطه بموقع منظمة السياحة العالمية، ويحتوي هذا الموقع الالكتروني على كافة المعلومات الخاصة بالمؤتمر وبالسلطنة ويوفر كذلك بيانات عن المنشآت الفندقية والنقل والإقامة والتأشيرة لتسهيل عمليات الحجز للمشاركين من خارج السلطنة وغيرها من المعلومات المهمة والمرتبطة بهذا الحدث.
ويأتي تنظيم هذا الحدث العالمي ضمن فعاليات السنة السياحية العالمية التي تحمل شعار “السياحة المستدامة من أجل التنمية” والتي تم الاعلان عنها من قبل الأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية حيث تمثل استضافة السلطنة للمؤتمر مسك الختام للمؤتمرات والفعاليات الرئيسية لهذه السنة قبل حفل الختام في جنيف، وتهدف هذه الفعاليات في المقام الأول إلى رفع الوعي لدى صانعي القرار والرأي العام بشأن اسهام السياحة المستدامة في التنمية، مع العمل في الوقت نفسه على حشد جهود كافة المعنيين للعمل لجعل السياحة عاملا محفزا للتغيير الايجابي.
كما أنه وفي إطار خطة عمل الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة والأهداف الإنمائية للاستدامة فإن منظمة السياحة العالمية بتخصيصها لهذه السنة تسهم في العمل والتشجيع على إحداث تغيير في القوانين والممارسات في القطاع السياحي العالمي وفي سلوكيات السائح نحو قطاع سياحي أكثر استدامة، وعليه تسلط السنة الدولية الضوء على دور السياحة في مجالات خمسة رئيسية تتمحور حول النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، والادماج الاجتماعي والعمالة والحد من الفقر، كذلك تركز على الكفاءة في استخدام الموارد وحماية البيئة والتغير المناخي، إضافة إلى القيم الثقافية والتنوع والتراث وأخيرا التفاهم المتبادل والسلام والأمن.
وتركز أنشطة السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية على جملة من الأمور التي تسهم في الارتقاء بدور السياحة وتعزيزه في تلك المجالات، فهناك أنشطة متعلقة بالدعوة إلى رفع الوعي السياحي والتي تتضمن الارتقاء بالسياحة المستدامة كأداة للتنمية والتشجيع على إدماجها التام في الأجندة المرتبطة بالتنمية الوطنية والإقليمية والعالمية وإبراز وظيفتها كمحفز للتنمية الاقتصادية المستدامة، وكذلك تحفيز النقاش على المستوى العالمي حول مساهمة السياحة في خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها، ورفع الوعي لدى كافة الجهات المعنية بما في ذلك السياح حول أثر السياحة والسفر على المجتمع والبيئة وكيفية إسهام السفر المسؤول في التنمية المستدامة، ومن بين الأنشطة التي تركز عليها السنة الدولية إيجاد المعرفة ونشرها، حيث يتم من خلالها تعميق الفهم لسبل إسهام السياحة المستدامة في المجالات الخمس الرئيسية في البلدان المتقدمة والنامية، وبحث سبل الارتقاء بأدوات وآليات رصد وقياس الآثار الإيجابية والسلبية للسياحة.
وهناك أيضا أنشطة خاصة بتعديل وتطوير القوانين والتشريعات السياحية والتي يأتي من ضمنها تعزيز السياسات القائمة على اللوائح والأنظمة وتشجيع تبادل الممارسات الحسنة التي من شأنها تطوير وتعميق دور السياحة في التنمية المستدامة، وتشجيع النهج والطرق المتكاملة في مجال التنمية السياحية من خلال سياسات سياحية وطنية عابرة للقطاعات والتي تسهم بدورها في تطبيق خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة والأهداف الانمائية المستدامة، وهناك أيضا تحفيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية للشركات كركن رئيسي من أركان التنمية السياحية، أخيرا هناك أنشطة متخصصة وذات صلة ببناء القدرات والتعليم والتي تتكون من نظم لدعم صياغة مناهج تعليمية سياحية التي تعزز من مساهمة السياحة المستدامة في التنمية، وتطوير المناهج الدراسية تماشيا مع خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة والاهداف الإنمائية المستدامة وكذلك تمكين النساء والشباب عن طريق بناء المعارف وتنمية المهارات.
الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يحتل مكانة بارزة باعتباره يمثل ختام المؤتمرات والفعاليات الرسمية الكبرى التي تنظمها منظمة السياحة العالمية والمدرجة في الجدول الزمني لأنشطة السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية، علما بأن النسخة الأولى من المؤتمر العالمي للسياحة والثقافة استضافته مدينة سيم ريب في كمبوديا من 4 ولغاية 6 فبراير من عام 2015، حيث حضر المؤتمر مشاركون من 100 دولة ‏لاستكشاف وتقديم نماذج شراكة جديدة بين ‏السياحة والثقافة، كان بينهم 45 وزيرا ووكيلا للسياحة والثقافة وخبراء دوليين ومتحدثين وضيوف.‏ وقد جمع المؤتمر في تلك السنة وللمرة الأولى وزراء وكبار الخبراء وأصحاب المصلحة من قطاعي الثقافة والسياحة لتسليط ‏الضوء على ضرورة إيجاد إطار جديد للتعاون بين السياحة والثقافة ويقوم بإشراك المجتمعات المضيفة والزوار والقطاعين العام والخاص.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى