احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / السلطنة مقصد 115 ألفا و187 سلحفاة سنويا

السلطنة مقصد 115 ألفا و187 سلحفاة سنويا

ـ 47336 سلحفاة وضعت بيضها ويونيو ويوليو وأغسطس هي الأكثر استقبالا بمجموع 74 ألفا و452
كتب ـ وليد محمود :
تستقبل السلطنة في كل عام ما يزيد على 115 ألفا و187 سلحفاة وفي كل عام يأتي إلى السلطنة أعداد جديدة لم تأت من قبل وذلك في سعي السلاحف نحو الأماكن الدافئة التي تضع فيها بيضها وكذلك البحث عن أماكن الغذاء وتعتبر شواطئ السلطنة من أجذب الشواطئ على مستوى العالم نظرا لدفء شواطئها خاصة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس والتي تستقبل كل عام ما يزيد على 74 ألفا من السلاحف .
ومن أشهر أنواع السلاحف التي تعشش بأعداد كبيرة في معظم الشواطئ العمانية السلحفاة الريماني والتي تعشش في شواطئ مصيرة وتبلغ أعدادها بما يزيد على 30 ألف سلحفاة في السنة الواحدة والسلحفاة الخضراء وتقدر أعدادها بما يزيد على 20 ألف سلحفاة في السنة الواحدة تليها السلحفاة الشرفاف (منقار الصقر) تعشش بكثافة عالية في محمية جزر الديمانيات الطبيعية ، حيث قدرت أعداد هذا النوع التي تعشش في أرخبيل جزر الديمانيات الصغيرة بحوالى 500 سلحفاة كما تعشش السلحفاة الشرفاف بأعداد أقل في جزيرة مصيرة .
والسلحفاة الزيتونية والتي تعتبر من أصغر أنواع السلاحف البحرية وهي أقل أنواع السلاحف البحرية تعشيشا في السلطنة ، حيث إن أعدادها تقدر بما يقارب من 150 إلى 200 سلحفاة وتعشش في جزيرة مصيرة والسلحفاة النملة لا تعشش في السلطنة ، إلا أنها تتواجد في بحارها من أجل التغذية .
ويعتبر شهر يوليو هو الأعلى في استقبال أعداد السلحفاة إذ وصل لسواحل السلطنة في عام 2016م حوالي 33 ألفا 681 سلحفاة يليه أغسطس بمجموع 27 ألفا و777 سلحفاة ثم شهر يونيو بمقدار 12994 سلحفاة وتعود السلاحف للتعشيش من جديد في نفس الشاطئ الذي وضع فيه البيض أول مرة ، وبعض السلاحف تعود إلى الشاطئ لوضع البيض من مرة إلى ثلاث مرات خلال فترة التعشيش .
وبعد أن تضع السلحفاة بيضها تتخذ رحلتها للعودة مرة أخرى إلى البحر وتتخذ السلاحف البحرية في السلطنة العديد من الطرق حتى تصل إلى سواحل الهند تهاجر السلاحف البحرية على طول الشريط الساحلي الجنوبي للسلطنة وتقطع مسافات طويلة متجهة إلى دول مجاورة مثل اليمن ، في حين أن بعضها يتجه إلى شرق آسيا ويستقر فترات طويلة كما أنها أيضا تهاجر على طول الشريط الشمالي للسلطنة مرورا ببحر عمان ومنطقة الخليج العربي .
وتعود أسباب هجرة السلاحف البحرية لأسباب عديدة أولها البحث عن مناطق أكثر دفئا وتتوفر فيها مناطق تغذية بالإضافة إلى الهجرة لمناطق التكاثر والتي تتوفر فيها الشواطئ المناسبة لاحتضان البيض .
وتتعرض السلاحف في هذه الرحلة إلى مخاطر كثيرة أولها الصيد العرضي إذ تتعرض السلاحف البحرية للصيد والإمساك بدون استهداف عن طريق شباك ومعدات الصيد التي يتم تركها في البحر والتي تتسبب في اختناق السلاحف البحرية وغرقها كما يؤثر على تلك السلاحف التلوث ، وبقع النفط المتسربة والمواد الكيماوية وتصريف المياه بدرجة حرارة عالية وهنالك أيضا تأثيرات أخرى ، مثل الضجيج والإضاءة التي تخلق تشويشا وارتباكا للسلاحف البحرية عند وضع البيض وخروج صغارها من البيضة للعودة للبحر لذلك تؤثر مشاريع التطوير خاصة على الشواطئ على السلاحف البحرية والتي تؤدي إلى تدمير شواطئ التعشيش ، وموائل التغذية ، ويلعب تغيير طبيعة الشريط الساحلي أو تآكل الشواطئ دوره في تغيير مسارات هجرة السلاحف البحرية كما يتم التعدي على السلاحف عن طريق استهلاكها من قبل السكان المحليين من أجل الحصول على لحومها وبيوضها ولاستخدامها في العلاج التقليدي وتعد السلاحف مؤشرا لصحة وجود الموائل البحرية كما أن لها دورا في حفظ التوازن الطبيعي حيث تتغذى وتستهلك أعشاب البحر والطحالب وقنديل البحر ، والتى يؤثر تواجدها بكثرة سلبا على الكائنات البحرية الأخرى كما تحافظ على السلسلة الغذائية البحرية حيث تعد فرائس لعدد من الكائنات البحرية الأخرى .
وتلعب السلطنة دورا كبيرا في حماية السلاحف البحرية عن طريق إعلان المحميات الطبيعية ،حيث أعلنت محمية السلاحف البحرية برأس الحد بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (25/96)ومحمية جزر الديمانيات الطبيعية بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (23/96)ومحمية الأراضي الرطبة بمحافظه الوسطى بموجب مرسوم سلطاني السامي (51/2014) ، والتي تهدف إلى حماية السلاحف البحرية وشواطئ تعشيشها وتشجيع السياحة البيئية .
ـ مشروع ترقيم السلاحف البحرية عن طريق تثبيت حلقات من معدن البلاتنيم على ذراع السلحفاة ، تحمل رقم السلحفاة وعنوان الجهة وبدأ هذا المشروع منذُ عام 1977 بجزيرة مصيرة ومحمية السلاحف براس الحد ومحمية جزر الديمانيات الطبيعية .
ـ مشروع تثبيت أجهزه تتبع على صدف السلاحف البحرية، وتعقبها عن طريق الأقمار الصناعية . وبدأ هذا المشروع عام 2004 وكان أول نوع تم تتبعه بهذه الأجهزة هي السلحفاة الشرفاف بالتحديد في جزر الديمانيات ، وتم مواصله العمل على هذا المشروع لتعقب أنواع أخرى من السلاحف كالسلاحف الخضراء والريماني وهناك دوريات مستمرة لمراقبة أماكن تواجد السلاحف البحرية وصون شواطئ التعشيش كما يتم تنظيم حملات توعية وتثقيف عن أهمية حماية السلاحف البحرية في مختلف محافظات السلطنة والتركيز على المناطق ذات الأهمية كما تم تشكيل لجنة مشروع حماية السلاحف البحرية في عام 2013 والتي تهدف إلى تعزيز حماية السلاحف البحرية من قبل جميع الجهات المعنية في السلطنة وقد استفادت السلطنة عن طريق الانضمام في 16 مارس 2004 إلى مذكرة تفاهم حماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا وبدأ سريان التنفيذ لهذه المذكرة في 1 يونيو 2004م .


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى