جنيف ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه تم التوصل إلى اتفاق بعد المحادثات التي أجراها في جنيف مع وفدي الحكومة السورية ومعارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف)، على عقد اجتماع بين الطرفين في غرفة واحدة اليوم، فيما جدد السوريون التأكيد على أنه لا تراجع عن وقف الإرهاب، وأن اعتقاد البعض أن المؤتمر الدولي جنيف 2 لتسليم السلطة هو أوهام، في الوقت الذي سقط فيه 5 قتلى إثر انفجار سيارة مفخخة بالحسكة، في حين يواصل الجيش السوري عملياته لملاحقة المسلحين.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده في قصر الأمم، مقر الأمم المتحدة في جنيف، “اجتمعت مع وفدي المعارضة والحكومة بشكل منفصل. وتم الاتفاق على الاجتماع غدا (اليوم) في قاعة واحدة”.
وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات أمس الجمعة باجتماع صباحي في غرفة واحدة لا يتبادل خلاله الوفدان الكلام، بل يستمعان إلى كلمة من الإبراهيمي، على أن ينفصلا بعد ذلك، ويجلس كل منهما في غرفة، ويتنقل الإبراهيمي بينهما.
إلا أن الأمم المتحدة أعلنت قبل ساعة من موعد الاجتماع تغيير البرنامج. واجتمع الموفد الخاص مع كل من الوفدين على حدة.
واستبعد الإبراهيمي ردا على سؤال عن احتمال مغادرة الوفدين سويسرا ووقف المفاوضات، حصول ذلك.
وقال “استبعد أي احتمال لذلك. الطرفان سيكونان هنا، وسيجتمعان. لا أحد سيغادر السبت ولا الأحد”.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أبلغ الإبراهيمي أنه قد يضطر إلى مغادرة جنيف” إذا لم تتسم المفاوضات بالجدية، معتبرا أن “الطرف الآخر غير جاهز”.
من جانبها أعربت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية نائبة رئيس الوفد الرسمي السوري المشارك في المؤتمر عن ثقتها بقدرة الشعب والجيش السوري الذي قدم التضحيات والشهداء ولذلك “لن تستطيع أي قوة على الأرض أن تمس ذرة من تراب سوريا أو تنال من كرامة أي سوري”.
وقالت الدكتورة شعبان في تصريحات للصحفيين من جنيف “قدمنا إلى جنيف من أجل بلدنا وشعبنا ولإيقاف الإرهاب وإيقاف سفك الدماء عبر مسار سياسي يقرره السوريون أنفسهم ولن نتراجع عن ذلك قيد أنملة لأننا نؤمن أن جيشنا وشعبنا وأهلنا هم الذين يقررون ونحن نمثلهم ولن يكون القرار إلا لسوريا والسوريين” مشيرة إلى أن الثابت حتى اليوم هو أن الائتلاف المسمى (المعارضة) ليست لديه قضية وطن ولا شعب.
وأوضحت شعبان أن وفد الائتلاف المسمى (المعارضة) عاد إلى الأوركسترا التي تروج لأشياء لا أساس لها من الصحة ويبدو أن هدفه الوحيد أو أنه يتخيل هو وأسياده أننا قدمنا إلى جنيف لكي يذهبوا هم إلى السلطة وهذا وهم يجب أن يذهب من أذهانهم.
وأشارت شعبان إلى أن الشعب السوري يدفع ثمن الأزمة في سوريا من دمائه وأهله مؤكدة أن ما يسمى الائتلاف لا يمثل المعارضة في سوريا فهناك أطياف داخل سوريا “من المعارضة الوطنية الحريصة على بلادها”.
ولفتت شعبان إلى أن الوفد الرسمي السوري “مهتم بالاجتماع مع كل الذين يريدون بناء سوريا” وقد أتى إلى جنيف “وهو إيجابي ومؤمن بما يقوله” مشددة على أن ما يتكشف يوما بعد يوم ويعد من الأسباب الكبرى للأزمة في سورية هو “التدخل الحقيقي الذي وإن لم يكن علنيا إلا أنه يتم من خلال أدوات لأطراف خارجية”.
كما أكد وزير الإعلام نائب رئيس الوفد الرسمي السوري إلى مؤتمر جنيف عمران الزعبي أن الوفد الرسمي السوري مصر على إنجاح المسار السياسي مستندا إلى توجيهات واضحة من الرئيس بشار الأسد ومشددا على أن وجوده في جنيف يأتي للدفاع عن سوريا وشعبها وهو سيبقى فيها حتى ينجز واجباته ولن يستفز ولن ينسحب ولن يتنازل ولن يتراجع وفي الوقت نفسه سيتمتع بأقصى قدر من الواقعية والمرونة السياسية.
ميدانيا: قتل خمسة سوريين وأصيب آخرون جراء تفجير إرهابي انتحاري بسيارة مفخخة في السوق التجاري في مدينة المالكية بالحسكة.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة الحسكة بأن إرهابيا انتحاريا فجر نفسه بسيارة نوع “فإن” مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات وسط السوق التجاري بمدينة المالكية ما أسفر عن مقتل 5 سوريين وإصابة 10 آخرين.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش السوري عملياته لملاحقة المسلحين، حيث قضت وحدات من الجيش السوري على مجموعة إرهابية بكامل أفرادها جانب بلدية معلولا بريف دمشق وعلى مجموعات أخرى في حيي جورة الشياح وباب هود بحمص وفي محيط سجن حلب المركزي وقرب المدينة الصناعية بالشيخ نجار وحريتان كما دمرت تجمعات للإرهابيين في قرى مجدليا وأبو الضهور والشويحة والجنطلية بريف إدلب فيما تم التصدي لمجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على نقطة عسكرية شمال مدينة حماة وأوقعت جميع أفرادها قتلى.