مسقط ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
قالت وزارة الصحة إن احتمالية وصول مرض “زيكا” إلى السلطنة ضئيلة جدا فيما تراهن الأمم المتحدة على تكثيف الجهود وسط تفاؤل بتراجع المرض الذي ينتشر في الأميركيتين قبل أولمبياد (ريو 2016) التي ستقام في البرازيل.
وقالت وزارة الصحة إن مرض زيكا فيروسي مستجد ينقله البعوض من نوع “الإييديس” والمعروف بـ”الزاعجة المصرية” وهي نفس البعوضة الناقلة لحمى الضنك.
وأوضحت الوزارة في بيان أن احتمالية وصول هذا المرض إلى السلطنة ضئيلة جدا في الوقت الراهن، حيث لا يزال انتشاره محصورا في دول الأميركيتين وبعض الجزر المحاذية لها، ولم تكتشف حالات في أي من القارات الأخرى حتى الآن، ويتابع المختصون في الوزارة عن كثب انتشار فيروس زيكا وتبعياته في تلك الدول.
وبينت أن السلطنة لديها من البرامج الصحية والخبرات وأنظمة الترصد الوبائي ما يؤهلها لاكتشاف هذه الحالات والتعامل معها، كما أن الكوادر الصحية في المؤسسات الصحية وكذلك في المختبرات المركزية تعتبر مؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات وخصوصا نتيجة تشابه المرض وطرق انتقاله وتشخيصه مع مرض حمى الضنك ومرض تشكينجونيا والحمى الصفراء.
وقد بادرت وزارة الصحة بعدد من الخطوات في مجال الاستعداد لهذا المرض عن طريق توعية مقدمي الرعاية الصحية والمجتمع حول المرض وطرق انتقاله والوقاية منه وتوفير الاختبارات التشخيصية في المختبرات المركزية للصحة العامة والتي يتوقع أن تصل إلى السلطنة في غضون الأسابيع القادمة وتوفير الإمكانيات لمكافحة البعوض الناقل للمرض والقضاء على أماكن توالده بالوسائل والطرق المتعارف عليها، حيث أثبتت الجهود الفردية والذاتية في دول العالم فعاليتها للتغلب على الكثير من المشكلات الصحية إذ يعد تصريف أحواض المياه الراكدة أو إزالة تجمع المياه وإن كان ذا كمية قليلة في العلب الفارغة والإطارات وأواني الأزهار خطوة تشكل فارقا كبيرا في القضاء على تكاثر البعوض.
وبحكم أنه لا يوجد لقاح وقائي أو دواء مخصص لعلاج المرض فإن الإجراءات الوقائية تقتضي أفضلية تأجيل سفر المرأة الحامل إلى الدول التي ينتشر فيها المرض حرصا على سلامتها وسلامة الجنين، وفي حالة الرغبة في السفر فإنه يتوجب على المسافرين حماية أنفسهم من خلال تجنب لدغات البعوض عن طريق ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة بهدف تقليل المساحات المكشوفة من الجلد واستخدام المواد الطاردة للحشرات واستخدام الملابس المعالجة “بالبيرميثرين” وتجنب النوم في العراء.
جدير بالذكر أن فيروس زيكا اكتُشف في البشر في عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة وقد بلِغ عن فاشيات للمرض لأول مرة في المحيط الهادئ في عامي
2007 و2013 وأخيرا في الأمريكيتين ليصل عدد الدول المبلغة عنه في أواخر شهر يناير 2016م لـ27 دولة.
ومن المعروف أن المرض ينتقل للإنسان عن طريق لسعة أنثى بعوضة الإييديس الحاملة للفيروس، وقد تشتمل أعراض المرض على الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة وآلام عضلية وآلام في المفاصل والتوعك والصداع، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لعدة أيام ولا تتطلب علاجا محددا لها أما الوفيات فهي نادرة الحدوث.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن تصنيف فيروس زيكا عالميا على أنه يمثل حالة طوارئ يهدف لتكثيف الجهود ضد مقاومته.
وقال متحدث باسم المنظمة في جنيف إن إحدى المشاكل الرئيسية التي تعترض مواجهة الفيروس هو عدم توفر اختبار موثوق به للكشف عن الفيروس.
أضاف المتحدث: “لا نعرف وقت إصابة الإنسان بالفيروس”.
وتوقع المتحدث أن يستمر تطوير مصل مضاد للفيروس عدة سنوات وقال إن كل ذلك سيتكلف ملايين الدولارات.
في هذه الأثناء بدأت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” حملة لحماية الأمهات والنساء الحوامل في المناطق التي ظهر فيها الفيروس.
وتسعى المنظمة لجمع نحو تسعة ملايين دولار لتمويل الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
من جانبهم أعرب منظمو دورة الألعاب الأولمبية في ريو جانيرو عن قلقهم من انتشار فيروس زيكا في البرازيل، ولكنهم أبدوا ثقتهم بتراجعه في الوقت المناسب للألعاب.
وبرغم القلق الدولي، فإن ريو ستكون قادرة على تنظيم الألعاب الأولمبية من دون مشكلة، حيث يعتبر المسؤولون فيها ان هذا الفيروس سيكون في نهايته مع بدء الألعاب في الخامس من أغسطس المقبل.