القاهرة ـ بغداد ـ الوطن ـ وكالات:
دعت جامعة الدول العربية أمس، خلال أعمال الدورة الطارئة لمجلسها على مستوى وزراء الخارجية من أجل مناقشة الطلب العراقي للنظر في توغل القوات التركية في عمق الأراضي العراقية، القوات التركية للانسحاب فورا للحدود الدولية المعترف بها، فيما واصلت القوات العراقية أمس التقدم ببطء لتحرير مدينة الرمادي حيث يتحصن بقايا عناصر “داعش” في مركز المدينة، بسبب عبوات ناسفة وكمائن ووجود مدنيين محاصرين فيها. وأكد المتحدث باسم شرطة الأنبار العقيد ياسر الدليمي أمس أن القوات الأمنية مستمرة في تطهير مناطق مدينة الرمادي الواحدة تلو الأخرى. وقال الدليمي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) إن “قواتنا تمكنت من تحرير حي الضباط الثانية والأرامل وقتل العشرات من الإرهابين الدواعش … مضيفا أن تنظيم داعش قام بحفر الخنادق داخل البيوت ومن ثم تفخيخها في منطقة الضباط والتنقل بينها للهروب خارج هذه الأحياء”. وأشار إلى أن “رجال الجهد الهندسي تمكنوا من أبطال عدد كبير من العبوات داخل عدد من البيوت المفخخة… مؤكدا أن قواتنا تمكنت أيضا من إجلاء نحو أكثر من 50 عائلة أغلبها من النساء والأطفال هربوا من مناطقهم التي يوجد فيها تنظيم داعش”. وتجري اشتباكات شرسة حول مجمع المباني الحكومية في وسط مدينة الرمادي، الذي يمثل استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة “داعش” الذي احتلها في مايو الماضي. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش إن “القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد حوالى 500 متر عن المجمع الحكومي، وتواصل الاشتباك مع عناصر داعش”. وذكر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، متحدثا أن “القوات العراقية تتقدم بحذر شديد” في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي.
وأشار إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها عناصر التنظيم في المدينة واحتمال وجود مدنيين محاصرين ويستخدمون كدروع البشرية “وهذه تمثل عوائق رئيسية”. وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن لوكالة الصحافة الفرنسية أن “مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي”. وأشار إلى قيام المسلحين بإقامة مواضع دفاعية قوية مستخدمين عبوات ناسفة بشكل حقول ألغام والكمائن وتفخيخ المنازل. كما نشر المسلحون حوالي 100 مسلح على امتداد الطريق القريب من المجمع الحكومي، وفقا للمتحدث.
وذكر وارن بأنه “بسبب طبيعة المنطقة يسهل على عدد قليل إيقاف (تقدم) مجموعة كبيرة”. وقال عضو مجلس قضاء الرمادي إبراهيم العوسج إن “عدد الموجود داخل الرمادي لا يرقى إلى مستوى سرية من داعش” في إشارة لوجود أقل من 400 مسلح في المدينة. في غضون ذلك، أعلن “داعش” في بيان على مواقع قريبة من التنظيم المتطرف، عن تمكن خمسة انتحاريين من عناصر التنظيم المتطرف أمس من قتل عدد كبير من عناصر الشرطة في مقر للشرطة في منطقة 110 كيلومترات، في محافظة الأنبار. وأوضح البيان أن “ثلاثة منهم تمكنوا من التسلل إلى الباب الأمامي وقتل جميع الحراس بأسلحة كاتمة للصوت”. وتابع “فيما تمكن الاثنان الآخران من التسلل من الباب الخلفي وقتل العديد منهم وحرق مخزن الأسلحة وبعض الثكنات وقتل عدد آخر منهم بتفجير عبوة ناسفة لدى محاولتهم الهروب”. فيما قال ضابط برتبة عميد في شرطة الأنبار، إن “قوات الشرطة قتلت سبعة انتحاريين من تنظيم داعش خلال مواجهات تمكنت الشرطة خلالها من تفجير أحزمتهم وقتلهم”.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / العراق: العرب يدعون تركيا للانسحاب “فورا”والجيش يتقدم ببطء في الرمادي