بغداد ـ وكالات: أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أمس عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتطهير منطقتي البوريشة وزنكورة شمال الرمادي من جيوب لتنظيم “داعش”، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات من وقوع ازمة انسانية وشيكة بسبب التدفق الهائل للنازحين بسبب المعارك فضلا عن ارتفاع اعداد القتلى والجرحى من المدنيين بسبب تبادل اطلاق النار في تلك العمليات.
وقال المحلاوي بتصريحات صحافية إن “قوات بالجيش بالفرقة 16 وجهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار ومقاتلي العشائر انطلقوا بعملية عسكرية واسعة لتطهير منطقتي البوريشة وزنكورة شمال الرمادي”، مبينا أن “العملية يشارك فيها طيران التحالف والقوة الجوية والمدفعية”.
وأضاف المحلاوي أن “العملية بدأت من أكثر من محور على المنطقتين وأحرزت قواتنا تقدما فيها”، مشيرا إلى أنها “تمكنت من تدمير وكر للإرهابيين وقتل سبعة عناصر من التنظيم فيه”.
يذكر أن القوات الأمنية والعشائرية المساندة لها تواصل عملياتها العسكرية لتحرير عدد من المناطق التي دخل إليها “داعش” في الأنبار.
من جهة أخرى سارع العاملون في منظمات انسانية الى مواجهة تدفق اعداد كبيرة من النازحين الذين فروا من الفلوجة بعد ان استعادت القوات الحكومية السيطرة على معظم احياء المدينة من تنظيم داعش.
وفر عشرات الاف من المدنيين من هذه المدينة الواقعة على بعد خمسين كلم غرب بغداد، بعد ان حققت القوات العراقية تقدما مهما مع وصولها الى وسط الفلوجة خلال الايام القليلة الماضية.
وتبذل المنظمات الانسانية جهودا كبيرة للتعامل مع الالاف الذين يعانون اساسا من سوء التغذية والخوف وباتوا الان عالقين في مخيمات تحت الشمس دون ملجا اخر.
وافاد تقرير للمجلس النروجي للاجئين ان “التقديرات الكلية لاعداد النازحين من الفلوجة مذهلة، فخلال الايام الثلاثة الماضية فقط بلغ عددهم 30 الف شخصا”.
وذكرت منظمة الامم المتحدة لشوون اللاجئين ان اكثر من 84 الف شخص ارغموا مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم ضد تنظيم داعش، اي قبل نحو شهر.
وقالت المفوضية في بيان ان “وكالات الاغاثة تبذل اقصى جهودها للاستجابة للاوضاع التي تتطور بشكل سريع، ونحن نجهز انفسنا لمواجهة موجة نزوح اخرى في الايام القليلة المقبلة، ونقدر ان الاف الاشخاص لايزالون في الفلوجة”.
واعلن المجلس النروجي ان المواجهات في الفلوجة دفعت بنحو 30 الف شخص على الاقل الى النزوج من المدينة التي سيطر عليها تنظيم داعش لاكثر من عامين، محذرا من وقوع “كارثة انسانية”.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على وسط الفلوجة فيما لازال تنظيم داعش يتواجد في مناطق شمال المدينة.
وساعد تقدم القوات الامنية الاف المدنيين على الفرار من المدينة التي تعد احد ابرز معاقل المسلحين، والتوجه الى مخيمات انسانية مجاورة.
واشار المجلس النروجي الذي يتولى ادارة عدد من المخيمات الى نزوح 32 الف شخصا قبل ذلك.
ونبه تقرير للمجلس الى استمرار وجود عشرات الاسر وبينهم فئات من الاكثر ضعفا فضلا عن نساء حوامل وكبار السن، داخل الفلوجة.
واكد ان العديد ينتظرون وسط درجات حرارة خانقة وصول خيام الى مخيمات النازحين.
وقال ناصر موفلاحي مدير المجلس في العراق “نناشد الحكومة العراقية ان تتحمل مسؤولية هذه الكارثة الانسانية التي تتفاقم مع الوقت”.
وعجز المجلس النروجي عن تقديم المساعدات المطلوبة حيث ينفذ الطعام والمياه بشكل سريع.
واشار الى ان احد المخيمات التي افتتحت حديثا في عامرية الفلوجة يستقبل نحو 1800 شخص لكن لديه مرحاض فقط واحد للنساء.
وقال موفلاحي “نحتاج الى الحكومة العراقية لتاخذ زمام المبادرة في تجهيز الحاجات الاساسية للمدنيين الذين يعانون منذ اشهر من الارهاب والخوف”.
وقال مسؤول في احد المخيمات في عامرية الفلوجة “لدي في المخيم 400 اسرة وصلت خلال الاربعة ايام الماضية، ليس بحوزتهم اي شىء”.
واضاف “اعطيناهم القليل من الخيم والباقي من نساء واطفال ورجال يفتروش الارض في العراء تحت الشمس. الشي الوحيد الذي نقدمه لهم هو الماء والعصائر”.
واضاف رافضا الكشف عن اسمه “وضعهم ماسوي قضوا حتى الان اربع ليال. نتتظر وصول خيم اخرى، هناك عائلات لا تملك حتى قطعة من القماش لتجلس عليها لقد صدمنا بالاعداد التي وصلت لم نكن مهيئن لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين”.