تكريم «بيت الزبير» و«ذاكرة عمان» وسعيدة خاطر وآمنة الربيع وجوخة الحارثي وبدرية البدري
■ سعيد الصقلاوي: الجائزة احتفاء بالشخصية والمؤسسة والمبادرة الثقافية وتكريم للكاتب العماني
■ الرواية: النتاجات تكشف طموحا أدبيا صادقا عند مؤلفه وينتظر تأييدًا من قراءات جادة أعمق
■ الشعر الفصيح: تقارب المستويات استوجب من اللجنة الحرص الشديد والتأني
■ الدراسات التاريخية: الأصالة والأهمية العلمية، وتوظيف أدوات البحث ضمن أهم المعايير
■ الترجمة : الكتابان الفائزان توفر فيهما الإخراج الفني وارتباط العنوان الوثيق بالسلطنة والسلاسة والرصانة
■ الكتابة العابرة: تسلمنا كتبا نقدية، وأخرى فـي قصيدة النثر، والمختارات، والتأملات
■ المنجز الكتابي: تم مراعاة اهتمام الباحثين والجوائز وتنوع مجالات الاختصاص
كتبت ـ زينب الزدجالية:
أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس حفلا لتكريم الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي للعام 2021 م (الدورة الثانية عشرة) تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، وقد كرم في الحفل كل من مؤسسة بيت الزبير والتي تسلمها الزبير بن محمد الزبير، بينما تسلم جائزة ذاكرة عمان محمد بن عامر العيسري عضو مجلس إدارة المركز، كما تم تكريم الشاعرة الدكتورة سعيدة خاطر والكاتبة المسرحية الدكتورة آمنة الربيع والتي تسلّمت الجائزة بالنيابة عنها الروائية بشرى خلفان، كما شمل الحفل أيضا تكريم الروائية الدكتورة جوخة الحارثي بمناسبة فوزها بجائزة الأدب العربي التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة جان لوك لاجاردير، وذلك عن الترجمة الفرنسية لروايتها «سيدات القمر»، والشاعرة بدرية البدري الفائزة بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح، في جائزة كتارا لشاعر الرسول في نسختها الخامسة عن قصيدتها «قنديل من الغار».
وقد ألقى المكرم المهندس سعيد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كلمة قال فيها : نرحب بكم في حفل جائزة الإبداع الثقافي لهذا العام 2021م (الدورة الثانية عشرة)، والذي سنحتفي خلاله بالفائزين بالجائزة في فروعها الثلاثة: الإنجاز الثقافي وأفضل الإصدارات، وجائزة المنجز الكتابي، حيث شمل فرع أفضل الإصدارات هذا العام ستة مجالات أدبية تمثلت في الرواية، والشعر الفصيح، والدراسات التاريخية، وأدب الطفل، والترجمة من لغات مختلفة إلى اللغة العربية، والكتابة العابرة للأنواع، وقد تقدم للتنافس (58) عملاً في المجالات الستة، وتنافس (5) كتاب على جائزة المنجز الكتابي، الذي استحدثته الجمعية كفرع جديد في دورة الجائزة هذا العام، وتهدف هذه الجائزة إلى تشجيع وتكريم الأدباء والكتاب الذين لهم إنتاج منشور، وإصدارات في مجالات الثقافة والأدب والعلوم، تقديرًا واعتزازًا بجهودهم في نشر الفكر والإبداع، ورفد المكتبة العمانية بالإصدارات الثرية في مختلف المجالات.
وأضاف «الصقلاوي» : يأتي الاحتفال بجائزة الإبداع الثقافي، احتفاء بالشخصية والمؤسسة والمبادرة الثقافية، واحتفاء بالإبداع والكتابة العمانية في أفضل اصداراتها، وكذلك تكريم الكاتب العماني وحرصا من الجمعية على تنشيط الثقافة، كتابة وابداعا، انطلاقا من الجودة والاصالة وتجسيد صورة ناصعة البهاء للأدب والأدباء في عمان.
الرواية
كما ألقت لجنة تحكيم الرواية المكونة من الدكتور إحسان صادق اللواتي والدكتورة جوخة الحارثي والدكتور يونس الأخزمي بيان اللجنة الذي جاء فيه :تسلّمت لجنة تحكيم مسابقة الرواية المؤلفة من: د. جوخة بنت محمد الحارثية، ود. يونس بن خلفان الأخزمي
أ.د. إحسان بن صادق اللواتي، إحدى عشرة رواية شاركت في المسابقة، فكشف معظمها عن جهد إبداعي جاد عند مؤلفيها، يسعى إلى التحليق في سماوات الإبداع الروائي بأجنحة حقيقية، كوّنتها الموهبة، وصقلتها التجربة، ودعاها شغف التعبير عن مكنونات النفس إلى الولوج في عالم التأليف والعطاء الأدبي. وهي، في مسعاها هذا، لا تني تمتح من نبع التجريب ما عساه يمنح نتاجاتها قدرًا غير يسير من الجدّة والتميّز.
بيد أنّ المستويات تتفاوت، والنتاجات تتفاضل، مثلما تقتضي طبائع الأشياء ومجريات الأمور؛ لذا لا نعدم أن نجد أيضًا من النتاجات الروائية ما يكشف عن طموح أدبي صادق عند مؤلفه، لكنه طموح ينتظر تأييدًا من قراءات جادة أعمق، ومحاولات عملية أكثر؛ كيما تؤتي ثمارها التي لا تلبث حتى تنضج بإذن ربها.
ونظرت اللجنة في الروايات المقدّمة للمسابقة نظرة تسعى إلى الاحتكام إلى الإبداع الحقّ مقياسًا للتفاضل، بكل ما يحمله «الإبداع» من أبعاد ودلالات وامتدادات في مكوّنات العمل الروائي وآفاقه المتعددة. وبناءً على هذا، توصّلت إلى اصطفاء رواية بعينها، رأت فيها من الإبداع ما يجعلها قمينة بالتفوق والبروز. هذه الرواية هي «سجين الزرقة» لشريفة التوبي.
إنها رواية تأخذنا إلى عالم الشاب الثلاثيني «راشد» الذي وجد – على الرغم من حداثة سنّه – حياته استحالت ظلماتٍ بعضها فوق بعض، وأغلقت أمامه أبواب السعادة والنجاح والحب والتقبّل الاجتماعي لأجل سبب لا يد له فيه، ولا حول له بإزائه، يتمثل في كونه مولودًا غير شرعي. هذا السبب كان كافيًا، في نظر مجتمعه المحكوم بالأصول والعروق والألوان، لإلحاق صنوف العذاب وإنزال ضروب الأذى بأمه «شمسة» التي تعرضت للسجن والتهميش الاجتماعي، ثم براشد نفسه الذي ما وجد مناصًا من إدارة ظهره لمجتمعه الذي ما انفكّ يعاديه، ليهاجر إلى خارج الوطن استجابةً لتشجيع من صديقه «سالم»، فما وجد في هجرته هذه إلا استمرارًا لعذابات الماضي واندغامًا لها مع تحديات الواقع الجديد.
ولقد تنقّلت الرواية ببراعة بين العالمين الخارجي المعيش والداخلي النفسي، وراوحت في تطورها الفني بين ذكريات الماضي وأوجاع الحاضر، مستعينةً بلغة أدبية مرهفة الجمال وبديعة الأداء، لولا هنات طفيفة تشوبها من دون أن تعكّر صفو مَعينها. وهي، في هذا كله، تكشف عن يراعة أدبية تمسك بزمام تقنيات السرد الروائي، وتجيد حَبك البناء الفني، مثلما ينبغي في الرواية الناضجة فنيًا.
وتود اللجنة أيضًا أن تنوّه وتشيد برواية «تلك المائة عام» لشيخة الفجرية؛ لما فيها من جهد واضح، وعمل دؤوب، واشتغال فني، مع اهتمام كبير بتوظيف الموروث الشعبي.
الشعر الفصيح
وألقت لجنة الشعر الفصيح المكونة من الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية والدكتور محمود بن سليمان الريامي والدكتور خالد المعمري بيان الشعر الفصيح والذي جاء فيه :استلمت اللجنة من مجلس إدارة الجمعية عدد أربعة عشر ديوانا من الشعرالفصيح استوفت جميعها الشروط المطلوبة للمسابقة . وكانت المنافسة بين الأعمال المقدمة شديدة حيث تقاربت المستويات إلى حد ما ، الأمر الذي استوجب من اللجنة الحرص الشديد والتأني ، وتكرار القراءات ، وقد وضعنا آليات للتحكيم على الوجه التالي :
أولا- التجربة الشعرية :وهي الرؤية الشاملة للديوان ، وتقديم رؤية تنبثق من جوهر أفكار النصوص وتتسم بحرارة التعبير الشعري . والالتزام بمنظومة القيم الإنسانية ، واتساع ثقافة الشاعر .
ثانيا- اللغة والأسلوب :
حيث صحة اللغة العربية وسلامة الأساليب والأبنية التعبيرية، بالإضافة إلى الأصالة والمعاصرة حيث توثيق العلاقة بالتراث ، وتحديث اللغة واكتشاف قوتها المتجددة .
ثالثا : الصورة الشعرية :
الاهتمام بالتخييل وقوة الخيال الذي يمتاح منه الشاعر ، مع جمال التصوير وجدة التخيل ورهافته ، واستخدام المجاز والرمز الشعري والصور البيانية المختلفة ، مع الحرص على التجديد في تركيب عناصر الصورة ، والالتقاط الصوري المدهش ، والابتعاد عن التقليد والنمطية والصور المكررة مع الآخرين ، الأمر الذي يجسد إبداعيّة النصّ وجماليّته والاهتمام بالشعريّة ، وبالتصوير الفني ، والادهاش للمتلقي .
رابعا – موسيقى الشعر .
الأصل في الشعر الإيقاع والدواوين المشاركة معظمها تنزع إلى الإيقاع وفقا للبحور المعروفة مع شيء من التجديد المنضبط ، ونستثني من المجموعة ديوانين انتهجا قصيدة النثر مع توفر الشعرية العالية فيهما .
وبعد أن اخضعتْ اللجنة جميع الأعمال الشعرية المشاركة لآليات التحكيم ارتأت أن العمل الفائز بأفضل اصدار لهذا العام هو ديوان (ليس في غرفتي شبح ) للشاعر حسن المطروشي .
كما ارتأت اللجنة أن يمنح ديوان كطائر يحلم بالمطر للشاعر يونس البوسعيدي جائزة تشجيعية ، وذلك لتوفر كل فنيات آليات التقييم بتجربته مع خوضه غمار التجريب والتجديد بجرأة محمودة ولافتة للنظر محققا الإدهاش الفني في التقاطاته ، كما تتسم تجربته بكثير من الانفتاح على ثقافة الآخرعالميا مع الحرص على التمسك بالأصالة وروح الثقافة العربية .
الدراسات التاريخية
في حين القى عاصم بن سالم الشيدي بيان لجنة تحكيم «الدراسات التاريخية» والتي تكونت من المكرم الدكتور محمد الشعيلي والدكتور علي الريامي والدكتور ناصر الصقري وجاء في البيان :
استلمت لجنة التحكيم ثمانية إصدارات، جميعها تتعلق بالتاريخ العماني، وتنوعت موضوعاتها بين التاريخ السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي.
ولضمان مهنية ومصداقية أكبر في عملية التقييم، تم التواصل بين أعضاء لجنة التحكيم والاتفاق على إعداد استمارة خاصة بمعايير التقييم تتضمن 10 عناصر، لكل عنصر 10 درجات، بعدها تم استخلاص المجموع الكلي لدرجة التقييم من 100. وبعد ذلك تم الاتفاق على أخذ المتوسط الحسابي لتقييم أعضاء لجنة التحكيم لكل إصدار على حدة، ومن ثم ترتيب المراكز بناءً على النتيجة النهائية للمتوسط الحسابي.
تقدم للمشاركة في الجائزة ثماني إصدارات تاريخية متنوعة مثل ما تم الإشارة إلى ذلك، تميزت بالجهد العلمي من قبل الباحثين كل في مجاله وحسب الامكانات التي توفرت له، والتي أظهروا من خلالها الرغبة الجادة في تقديم الفائدة المعرفية والإضافة في المواضيع التي تطرقوا إليها وكتبوا عنها. وشكلت إسهاما حقيقيا يضاف إلى لبنات المكتبة التاريخية العمانية.
ولكن يظل التباين واردا والاختلاف موجودا في مثل هذه المواقف، ولذلك احتكمت اللجنة إلى معايير محددة في سبيل تحقيق ذلك، هذه المعايير تتضمن الأصالة والأهمية العلمية، والاعتماد على المنهج العلمي المناسب في تحليل الأفكار، وتوظيف أدوات البحث المناسبة، ونسبة المساهمة العلمية والمعرفية الجديدة للكتاب في مجال التخصص، وضوابط الاقتباس ومراعاة حقوق الملكية الفكرية، ومدى استفادة المختصين والباحثين والدارسين في الموضوع الذي كتب عنه، ودقة الصياغة ووضوح وسلامة اللغة ومراعاة أسلوب الكتابة الأكاديمية، وتضمين الكتاب للبيانات غير النصية، والإلمام بالدراسات السابقة وشمولية المصادر والمراجع وتنوعها وحداثتها، وتفوق شخصية الباحث في التحليل والنقاش واستقلالية الآراء.
وقد أظهرت نتائج التقييم تباينا في طبيعة الاصدارات، وفي القيمة العلمية لكل إصدار، حيث حازت على الدرجات الأعلى الإصدارات التي التزمت بالمعايير الموضوعة.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 30 نوفمبر 2021م، عقدت لجنة التحكيم اجتماعاً، لاستخلاص استمارة التقييم النهائية ومناقشة التقرير النهائي. وأصدر أعضاء لجنة التحكيم النتائج النهائية لجائزة الابداع الثقافي في مجال الإصدارات التاريخية للعام 2021م، وكانت قرارات اللجنة كالآتي:
1 – المركز الأول مناصفة بين كتاب (الدور السياسي لعلماء عمان خلال الفترة 1034هـ/1624م إلى 1162هـ/1749م) للدكتور موسى بن سالم البراشدي. وكتاب (النشاط السوفيتي في منطقة الخليج العربي ومؤثراته (1945-1990م)) للدكتورة الغالية بنت سالم المغيرية.
2 – ارتأت اللجنة منح جائزة تشجيعية عن إصدار (الأوروبيون في مدونات التراث العماني (1498-1950م)، لمؤلفه الدكتور ناصر السعدي.
الترجمة
اما لجنة الترجمة والمكونة من الدكتورة خالصة بنت حمد الأغبرية والدكتور سعيد بن حميد الجهضمي والدكتور فيصل بن سعيد المعمري فألقت بيانها والذي جاء فيه : اجتمعت لجنة تقييم جائزة الإبداع الثقافي فرع أفضل الإصدارات في مجال الترجمة والتي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لتقييم الأعمال المترشحة للفوز بالجائزة عن فرع الترجمة واختيار الترجمة الفائزة، وقد تقدم للمنافسة على الجائزة خمسة أعمال مترجمة إلى اللغة العربية، وإذ تشيد اللجنة بتميز كافة الأعمال المترشحة إلا أنها أوصت باختيار كتابين وذلك للأسباب الآتية: الإخراج الفني والشكل والطباعة الورقية المتميزة، عنوان العملين وارتباطهما الوثيق بالسلطنة.
سلاسة الترجمة وسهولة فهمها ورصانة اللغة المستخدمة.
الدقة في نقل الأسماء والمصطلحات واضطلاع المترجمين بمقارنتها بما ذكر في المصادر العربية، رصانة الترجمة والالتزام بالمفردات الواردة في النصوص الأصلية.
والكتابان اللذان فازا بجائزة أفضل إصدار في مجال الترجمة مناصفة، هما تاريخ عمان الحديث للمترجم أيمن العويسي ودولة زنجبار العربية: لمحة تاريخية للمترجمة رحمة الحبسية.
الكتابة العابرة للأنواع.
اما لجنة تحكيم الكتابة العابرة للأنواع والمكونة من القاص سليمان المعمري والدكتورة منى حبراس السليمية والكاتب إبراهيم سعيد الحجري فجاء في بيانها : تلقّت لجنةُ تحكيمِ جائزةِ الجمعية العمانية للكتاب والأدباء عن فرعِ الكتابةِ العابرة للأنواع، عشرين كتابا تقدّم للمنافسة، وبعد نظرة فاحصة في الأعمال جميعِها لاحظت اللجنة لبسًا واضحا في فهم التصنيف المُتقدَّم إليه، إذ وقعت غالبيةُ الكتبِ المتقدمةِ خارجَ نطاقِ ما يُتعارف عليه بالكتابةِ العابرةِ للأنواع؛ فقد تقدّمت عدةُ كتبٍ تنتمي لأجناسٍ أخرى واضحة، منها كتبٌ نقدية، وأخرى في قصيدة النثر، والمختارات، والتأملات. وبما أن الشروطَ الأوليةَ لا تنطبق على تلك الأعمال فقد استبعدتها اللجنة من المنافسة.
وقد اجتمعت اللجنة اجتماعَها الختامي مساءَ يوم الإثنين ٢٩ نوفمبر ٢٠٢١ لتداولِ القوائمِ القصيرةِ والتقاريرِ الفنيةِ للأعضاء، وإقرارِ الأعمالِ الفائزة. وبعد التداول يسرّ اللجنةَ أن تعلنَ عن النتائج الآتية:
1ـ أقرت اللجنةُ بالإجماع إعلانَ الكتابِ الفائز بالجائزة الرئيسةِ بناءً على ما تميزَ به من بين الأعمالِ المتقدمةِ بصدقٍ حادٍّ ولافت، كمن يحطم حنفيةَ المحيط بمطرقة حسب تعبيرِ الشاعر سركون بولص، فتميز العملُ تميزَ نص مكتوبٍ بالسكين، وبقوةٍ تعبيريةٍ أخّاذة، وجرأةٍ تُدهش القارئ، وهكذا تعلن اللجنة اتفاقَها بالإجماع على فوز كتاب «مدخل جانبي إلى البيت» للكاتبة أمل السعيدي، وتعلنه كتابًا فائزًا في هذا الفرعِ لهذه الدورة.
2ـ كما قررت لجنةُ التحكيم منحَ جائزتين تشجيعيتين، تذهب الجائزةُ الأولى لكتاب «نوستالجيا صورية» للكاتبة مريم الحتروشية؛ وذلك لتميزِ هذا الكتاب بلغته ومضمونه، مُقدما مزيجًا رائقًا بين الشعر والقصة والسيرة والحكاية الشعبية والأغنية في آن واحد، فتحققت بذلك فيه شروطُ الكتابة العابرة للأجناس، فضلا عن عنايتِه البحثيةِ المتأنية، ومعالجتِه لموضوعِ المكان من أكثر من زاوية، واهتمامِه الجلي بالتفاصيل، والإلمامِ الوافي بموضوعه، وتنوعِ ذائقته، ورهافةِ التماعاته.
3ـ كما قررت اللجنة منح جائزة تشجيعية ثانية لكتاب «كورونا: احتضارات في العناية المركزة» للكاتب يونس السيابي، الذي على الرغم من عدمِ إيفائه بشروطِ الكتابة العابرة للأجناس شكليًا، غير أنه استوفاها ضمنيًا من خلال الطابعِ التأملي للموضوع، ونثريةِ أسلوبه، وشعريةِ معالجته بطريقةٍ إنسانيةٍ غيرِ فجّة ولا مدّعية، ومن دون أن يقحمَ الكاتبُ نفسَه فيها على الرغم من تعرضِه اليومي للخطر. وتُحسب لهذا العمل براعتُه في تدوين شهادةٍ مؤثرة للقارئ في الحاضر والمستقبل عن الزمن الراهن، وكذلك ملامستُه للأزمةِ المعاصرة من زاويةٍ خاصة ذاتِ إبداعٍ متفرد، ومواكبتُه للحدثِ بمعالجةٍ أسلوبيةٍ متميزة.
المنجز الكتابي
وألقت لجنة جائزة المنجز الكتابي والمكونة من الدكتورة عائشة الدرمكية والدكتور خالد الكندي بيانها والذي جاء فيه :اجتمعت اللجنة المُكوَّنة من المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، والأستاذ المشارك خالد بن سليمان الكندي، وتناقشت في المعايير التي يُفضَّل وضْعُها قبل الحكم على الأعمال، لتَكُون المفاضلة بين المترشّحين الخمسة دقيقة، وخَلَصت إلى اختيار ثمانية معايير من مائة درجة، وهذه المعايير هي: اهتمام الباحثين بدراسة الأعمال المكتوبة للمترشح للجائزة، عدد الجوائز التي حصل عليها المترشح نظير أعماله الكتابية، تنوع مجالات اختصاص الأعمال المكتوبة الذي يعكس سعة اطلاع المترشح، واتساع مشاربه الثقافية، جِدّة الموضوعات التي انصرفت إليها الأعمال الكتابية للمترشح، مدى اهتمام المؤسسات ودُور النشر المحلية والدولية بنشر الأعمال الكتابية، عدد الأعمال الكتابية التي نشرها المترشح على اختلاف مجالاتها، جودة الأعمال الكتابية من حيث القيمة العلمية والأدبية، تنوع الأوعية التي يهتم المترشح بنشر أعماله فيها. وبعد وضع المعايير قرأ أعضاء اللجنة سِيَر المترشحين، واطلعوا على نماذج أعمالهم، وخلصوا إلى أن المستحق للجائزة هو الدكتور محمود بن محمد بن ناصر الرحبي، وهذا الاستحقاق لا يُقلِّل من قيمة أعمال سائر المترشحين؛ بل هو حاصل الموازنة القائمة على موضوعية المعايير، وترجو اللجنة للمترشحين الذين لم ينالهم نصيب الفوز بالجائزة حظًّا أوفر في مرات قادمة بإذن الله، وتَشْكُرُ الثقة التي نالتها من الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء؛ معتزّة بالتطور الثقافي والإداري الذي تشهده الجمعية، وعنايتها بتوسيع أنشطتها الفكرية والأدبية، وتعدُّد جوائزها الثقافية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن