احتفلت الكلية العسكرية التقنية مساء أمس الاول بتخريج الدفعة الأولى من طلبة الكلية, رعى الحفل معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع.
وقد استهل الحفل بآيات من الذكر الحيكم، بعد ذلك ألقى اللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العماني رئيس مجلس إدارة الكلية كلمة أشار فيها إلى مراحل تأسيس الكلية والمرافق التي تحتويها والتخصصات الفنية والتقنية بالكلية، مؤكداً على أن الكلية أنشئت لترفد أسلحة قوات السلطان المسلحة وعدد من الأجهزة العسكرية الأخرى والأمنية والمدنية بكوادر فنية مؤهلة تقنياً وعسكرياً، وقد تم بناؤها وتشييدها في وقت زمني قياسي والتي بدأ عامها الدراسي الأول في 15 سبتمبر 2013م.
كما أشار اللواء الركن طيار رئيس مجلس إدارة الكلية إلى أن الكلية جهزت بجميع ما يحتاجه الطالب في دراسته العلمية والأكاديمية لتهيئة البيئة التعليمية الملائمة تسهل عليه استيعاب المقررات الدراسية، لتكون مخرجات هذه الكلية مواكبة للتطوير والتحديث الذي تشهده أسلحة قوات السلطان المسلحة، وقد جاء شعار الكلية تحت مسمى «العلم والعمل الجاد».
وأضاف رئيس مجلس إدارة الكلية: سعت الكلية بالتعاون مع الشريك الأكاديمي (جامعة بورتسموث) إلى وضع برامج دراسية معتمدة وفق أعلى المواصفات والمعايير الدولية لضمان الجودة الأكاديمية مساوية لتلك المعمول بها في المملكة المتحدة وبفضل تطبيق جميع المتطلبات تم اعتماد الكلية العسكرية التقنية كمركز تدريبي مُعَتمد في مجال هندسة الطيران من الهيئة العامة للطيران المدني (PACA) واعتماد برنامج هندسة الطيران من هيئة سلامة الطيران الأوروبي (EASA)، كما تم اعتماد جميع البرامج والتخصصات الأكاديمية لجميع الأقسام من دائرة البرامج في وزارة التعليم العالي، وأيضاً تم تسليم الدراسة الذاتية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي (QAAA) .. وغيرها من الارتباطات والاعترافات المحلية والدولية، كما تقدم رئيس مجلس إدارة الكلية بالتهنئة للخريجين حاثّاً إياهم على تطوير معارفهم والاستفادة من المسارات العلمية والعملية المتاحة لهم في مجال عملهم.
كما ألقى البروفيسور يوجين كويل عميد الكلية العسكرية التقنية كلمة أوضح فيها سياسات الكلية الأكاديمية، وأهمية الشراكة الأكاديمية مع جامعة (بورتسموث) بالمملكة المتحدة، لأجل ضمان جودة التعليم وأنظمة التدريس المتبعة وكذلك الاعتراف بالمؤهلات الممنوحة محليا وعالميا، كما أشار إلى أن أهم ما يميز مخرجات الكلية هو صقل مهاراتهم عملياً وفق احتياجات الجهات المستفيدة علاوة على جودة التعليم الأكاديمي وملاءمته لمعايير الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، وكذلك مطابقته للجودة العالمية من خلال اعتماد البرامج من إحدى الجامعات العالمية المرموقة وهي جامعة (بورتسموث)، كما أعرب عميد الكلية بأن الكلية قد ارتبطت مع عدد من المؤسسات المهنية المعتمدة بالمملكة المتحدة لكافة البرامج الأكاديمية بالكلية، الأمر الذي يُعد إضافة أخرى كضمان لتطبيق أعلى المعايير الأكاديمية والمهنية.
وألقى أحد الطلبة الخريجين كلمة نيابة عن زملائه عبر من خلالها عن سرور وفرحة زملائه الخريجين بهذه المناسبة بعدما كانوا في رحلة علمية كللت بالعلم والعمل الجاد والعطاء والمثابرة، وإنه لشرف لهم أن يكونوا أول دفعة تتخرج من هذا الصرح العلمي الشامخ، وتقدم بالشكر الجزيل لإدارة الكلية والقائمين عليها على ما قدموه لهم من دعم وإسناد وتوجيه وإرشاد خلال مراحل دراستهم، متمنياً لزملائه التوفيق والنجاح في قادم حياتهم العملية، واختتم كلمته بالتأكيد على الولاء والإخلاص في تأدية المهام المناطة بهم في مجالاتهم العملية وبكل أمانة وإتقان، معاهدين الله والوطن والسلطان ببذل أقصى الجهود لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه كلٌ حسب اختصاصه وفِي حدود مسؤولياته.
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن الكلية العسكرية التقنية تناول مراحل مسيرة الكلية والأدوار التي يقوم بها مجلس إدارة الكلية والكادر الأكاديمي والإداري والعسكري في تذليل الصعوبات التي تواجه الطلاب.
بعدها قام معالي السيد راعي المناسبة بتوزيع الجوائز على الطلبة المجيدين والشهادات للخريجين والبالغ عددهم (184) طالباً من مختلف التخصصات، كما تخلل الحفل عرض ثلاثي الأبعاد جسد مختلف التخصصات بالكلية، وعكس المجالات التطبيقية والعملية والحلقات التدريبية التي تنتهجها الكلية في مسيرتها العلمية والعملية.
وفي ختام الحفل أنشد الخريجون نشيد الكلية ورددوا قسم الولاء وهتفوا ثلاثاً بحياة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه.
حضر المناسبة عدد من أصحاب السمو والمعالي ورئيس أركان قوات السلطان المسلحة وقادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى وعدد من أصحاب السعادة وكبار ضباط قوات السلطان المسلحة وأولياء أمور الخريجين.
وبهذه المناسبة أدلى معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بتصريح قال فيه: إنه ليسرنا ونحن نشهد اليوم بفضل من المولى سبحانه وتعالى وبناءً على توجيهات مولانا جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ برفد قواته الباسلة بمختلف المجالات التخصصية والكفاءات العالية تخريج الدفعة الأولى من طلبة الكلية العسكرية التقنية بعد مرور خمس سنوات دراسية لملتحقيها من مختلف الأسلحة والدوائر في الأجهزة العسكرية والأمنية، وقد شهدت الكلية خلال هذه الفترة العديد من الإنجازات التعليمية والتدريبية في مختلف التخصصات التقنية والأكاديمية ، وإننا لنفخر بتخريج هذه الكوكبة العسكرية من طلبة العلم ليشكلوا رافدا من روافد المعرفة في إطار خطط الارتقاء بالكفاءات الشابة المؤهلة ومظهراً من مظاهر ما تنعم به السلطنة من أوجه التقدم والازدهار لوطننا العزيز، ولا شك أن الكلية العسكرية التقنية وما تتضمنه من تخصصات تقنية وفنية ستسهم في رفد قوات السلطان المسلحة والدوائر الأخرى في الأجهزة العسكرية والأمنية بالفنيين المتخصصين وبالكفاءات العالية التي ستكون بإذن الله إضافة نوعية مهمة.
وأضاف معاليه: إن الكلية العسكرية التقنية أضحت اليوم منارة من منارات العلم الحديثة لما تمتلكه من إمكانيات وقدرات عالية، حيث المناهج الأكاديمية المتقدمة والكفاءات التدريبية المؤهلة، علاوة على الحلقات التدريبية المتطورة وإدارة أكاديمية ناجحة، كلها عوامل جعلت الكلية قادرة على تحقيق وترجمة الأهداف الوطنية التي أنشئت من أجلها وبهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر للقائمين عليها على الجهود الحثيثة والمساعي المضنية، متنمنيا للجميع وللكلية مزيدا من التقدم والازدهار في ظل الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ قائد مسيرة العلم والتعليم وباني نهضة عمان المباركة.
كما أجرى التوجيه المعنوي لقاءات صحفية مع عدد من الإداريين والأكاديميين بالكلية والخريجين: المهندس حميد بن سعيد الهدابي مساعد عميد الكلية للمالية وخدمات الإسناد والمشرف العام لحفل التخرج قال: يعد هذا الحفل أحد الأحداث التاريخية والمحورية في مسيرة الكلية، مشيراً إلى أن إدارة الكلية قد سعت ولا تزال تذلل كافة التحديات التي قد تكون عائقاً أمام طلبة الكلية لتحقيق تطلعاتهم أثناء الدراسة وبعد التخرج، كما سخرت الكلية كافة الإمكانيات والموارد لتوفير البيئة الملائمة للطالب من الناحية الأكاديمية والإدارية، منوهاً إلى أن هذا الصرح العلمي لديه الإمكانيات والخدمات التي تجعل البيئة التعليمية والمعيشية للطالب في أرقى المستويات، مما يدفع الطالب إلى تكريس الجهود للتحصيل الدراسي، الأمر الذي سوف يجعل من مخرجات هذه المؤسسة الرائدة نموذجاً في الأداء المتميز ببيئة العمل مستقبلاً.
ومن الناحية العسكرية، فقد أوضح العقيد الركن محمد بن ناصر الهنائي مدير الأنشطة العسكرية بالكلية قائلاً: إن خريجي هذه الكلية قد تلقوا التدريب العسكري المناسب وهم مؤهلون للعمل في بيئة عسكرية في دوائر وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وقد تم إعدادهم وفق برنامج تدريبي معتمد في التدريب العسكري الأساسي، ولديهم إلمام بأنظمة الضبط والربط العسكري والمهارات العسكرية اللازمة.
وقال الدكتور أندرو أورديز مساعد عميد الكلية للشؤون الأكاديمية: إن البرامج الأكاديمية بالكلية تلامس الاحتياجات الفعلية لدوائر وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، بعد استيفائها للمعايير العالمية المحددة واعتمادها من جامعة (بورتسموث) وقد وضعت البرامج الأكاديمية بناءً على تحليل الاحتياجات التديبية وبالتنسيق مع الجهات المستفيدة، الأمر الذي يجعل مخرجات الكلية ملائمة لاحتياجات تلك الجهات بشكل دقيق ومدروس وهو أمر قابل للتطوير والتحديث حسب تطلعات الجهات المستفيدة.
وذكر الدكتور صلاح المجيد رئيس قسم هندسة النظم بالكلية: إن هذا القسم يلبي تطلعات عدد من الجهات المستفيدة، حيث يوجد به عدد (٨) تخصصات فرعية تتضمن الكهرباء والإلكترونيات والميكانيكا والميكاترونيك والتكييف والتهوية والتدفئة إضافة إلى تخصص الرادار والاتصالات، وجميع البرامج الأكاديمية والتدريبية لهذه التخصصات مطابقة للأنظمة والمعايير العالمية.من جانب آخر قال الدكتور زبير رابح رئيس قسم هندسة الطيران: يعد تخصص هندسة الطيران أحد التخصصات النادرة بمؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، ويخضع جميع الطلبة إلى دراسة البرنامج الأكاديمي المحدد لهندسة الطيران بشقيها الميكانيك والإلكتروني، بالإضافة إلى البرنامج الأكاديمي للهيئة الأوروبية لسلامة الطيران، مما يجعل منه برنامجاً على أعلى المعايير العالمية ومتوافقا مع الهيئة العامة للطيران المدني.
كما قال المهندس عبدالله بن سعيد البلوشي رئيس قسم الهندسة البحرية: ينقسم البرنامج الأكاديمي لقسم الهندسة البحرية إلى (٥) تخصصات فرعية، والتي يسعى القسم من خلالها إلى تطبيق السياسات العالمية في مجال التدريس والتدريب، ولديه الإمكانيات التدريبية اللازمة بالكلية.
وقال الدكتور عاطف بدر رئيس قسم الهندسة المدنية ومسح الكميات: إن قسم الهندسة المدنية كان ولا يزال يسعى إلى تطبيق السياسات الأكاديمية للكلية ، وبما يتوافق والمعايير العالمية عن طريق جامعة (بورتسموث) إضافة إلى سعيه للتعاون مع المؤسسات المهنية المعتمدة عالميا، وقد نال قسم الهندسة المدنية اعتماداً دولياً لبرنامج مسح الكميات من المعهد الملكي للمساحين المعتمدين، كما حظي باعتماد برنامجه الأكاديمي من وزارة التعليم العالي، إضافة إلى أنه قام بتنظيم مؤتمر دولي لتكنولوجيا الإسمنت والخرسانة.
ومن الجانب الإداري، فقد أكد الضابط مدني هيثم بن حميد الحارثي رئيس قسم القبول والتسجيل قائلاً: إن الإجراءات الإدارية المتعلقة بالقبول والتسجيل قد كانت بأعلى درجات الشفافية والمصداقية، حيث يتم قبول الطلبة بالكلية بالتنسيق مع مركز القبول الموحد بوزارة التعليم العالي، في حين أن إجراءات تسجيلهم قد تمت بالكلية حسب الأنظمة والإجراءات المحددة لها، كما إن جميع أولياء أمور الطلبة على اطلاع تام وتواصل وثيق مع قسم القبول والتسجيل لمتابعة أحوال الطلبة خلال فترة الدراسة وحتى تخرجهم من هذا الصرح العلمي الشامخ.
كما أعرب الخريجون في حفل التخرج عن بهجتهم الكبيرة بيوم تخرجهم والتحاقهم ببيئة العمل بمؤسساتهم المنتمين لها: فقد تحدث الخريج سيف بن حمدان المجرفي عن هذا اليوم قائلاً: نحمد الله ونشكره على أن أوصلنا إلى هذا اليوم والذي نتوج فيه مجهود سنوات من التحصيل العلمي والعملي ونطمح أن نقدم كل ما تعلمناه واكتسبناه من هذه الكلية الشامخة للوحدات التي التحقنا بها، كما نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تحصيلنا العلمي بدءاً من مجلس إدارة الكلية وعميدها والمساعدين والكادر الأكاديمي والإداري والعسكري.
وقال الخريج نواف بن سالم السوطي: إنه فرح كبير بمناسبة هذا اليوم وهو يوم التخرج وإحساس لا يوصف، وفرحة غامرة تخالجنا ونحن نستلم شهادة التخرج بعد سنوات مضت من عمرنا عشنا فيها لحظات الفرح والعزم والنجاح إلى أن وصلنا إلى نهاية المطاف وتكليلنا بالتخرج.
تجدر الإشارة الى أن مسيرة الطلبة بالكلية العسكرية التقنية تخضع لإشراف مباشر من مجموعة من الأقسام، منها الأقسام الأكاديمية وتشمل هندسة النظم وهندسة الطيران والهندسة البحرية والهندسة المدنية، إضافة الى المتابعات الحثيثة من قسم القبول والتسجيل الذي يُعنى بشؤون الطلبة الإدارية خلال فترة الدراسة وحتى التخرج، كما أن مديرية الأنشطة العسكرية هي الجهة المختصة بتدريب الطلبة عسكرياً، والارتقاء بمهاراتهم البدنية، وصقلهم في مجالات الضبط والربط العسكري،من خلال إخضاعهم لبرنامج التدريب العسكري الأساسي خلال فترة دراستهم بالكلية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن