////////////////////////////////////////////////////
كأنما القدر يقول أنت غافل عن أشياء فلابد أن تصحو..
الغربة..
الشوق..
الآمال..
الآلام..
الأحلام..
الأحزان..
الفرح..
أجمعها وأنثرها في المحيط الواسع وكل واحده تعود محملة برذاذ معانيها.. لكي تقول لي بجواب ساطع لامفر من القدر وعش في الواقع…..
………
كلمات كنت قد ذكرتها في نفس الصفحة عن قصة المركب وكانت في أواخر تلك المقالة .. وفي حقيقة الامر لم يكن لي نية لكتابة التكملة ولكنها جاءت تلقائيا بحكم القدر وحكم الكلمات السابقة التي كنت قد كتبتها حيث أن القدر يرفض أن ينتهي المقال على هذا الحال …
عموما إليكم تكملة مانسجه القدر .. بسم الله وعلى بركة الله ..نبدأ..
كنت قد اخذت غفوة بسيطة مع أرجحة المركب وهدهدته الجميلة يمنة ويسرة وكأنني طفل صغير في مهده يهدهد .. وصحوت على أصوات بعض البحارة ونزولهم للقوارب التي ستحملنا إلى الشاطئ وتجهزت لذالك وكان الوقت ظلاما .. في حقيقة الامر كان الوضع مختلفا عما سبقه وكان هناك شعور غريب عندي أنه ربما يحدث شئ ولكن لم أعر الامر كثيرا من الإنتباه وحتى لو أعرته الإنتباه لن استطيع ان أغير في حكم القدر والمصير شيئا …
ركبت للقارب الصغير إستعدادا للذهاب للشاطئ كانت الأصوات تتعالى بين مزح ومرح ربما للستر عبى الخوف الذي يعتري البعض ولكن الرجولة والمروءة تأبى أن ان يظهر احدهم الخوف ربما هي الطبيعة الإنسانية التي ترفض الواقع دوما وتكابر فيه ..
وتحرك القارب إلى الشاطئ في ظلمة قبل الفجر ومع رذاذ البحر وبرودة الجو ومع آمال يسعى لجميع من في القارب الصغير لتحقيقها وبلوغها ومع أحلام يرغب الأغلبية لتحقيقها او إنجاز جزء يسير منها ..
ماهي إلا لحظات ونصل للشاطئ ونرمي كل شوق له بفرح وإنقضاء جزء من الغربة التي طالت ..
فجأة تبدل الحال وتغيرت الأوضاع من فرح يلامس أحاسيسنا مع كل رذاذ لموج البحر البارد إلى شئ غريب عجيب .. نقول في أنفسنا لم يتبق إلا القليل اليسير فلماذا يتبدل كل شئ ..
إنها مشيئة الله وحكم الأقدار فلانستطيع تغيير شئ فيها فربما كانت الخيرة لنا لنتعلم شيئا في حياتنا ..
كان الشاطئ قد بدأ يلوح في الأفق وتبدل الحال إلى موج عظيم كأنه الجبال وأنقلب القارب بمن فيه والحمد لله تمسك الجميع به لأن لمشيئة الله مرة اخرى حكم في ذالك ..
صرخ الجميع بين خوف ورجاء وكنت قد سمعت أحدهم يصرخ خوفا من الموت صراخا أقشعرت له أبدانا وهي بين الخوف وبرودة الماء
.. الموت الذي لامفر منه لنا جميعا .
وتاكدنا ان الجميع بخير بعد أن نادينا باسماء من كانوا معنا رفقاء درب في هذه الرحلة ..
وبدأت رحلة أخرى هي رحلة المعاناة مع الظلام وبرودة الماء وقوة الموج والوهن والتشنج الذي بدا يصيب اجسامنا و الخوف من المجهول.. لحظتها فقط قد أيقنت ان الامر يحمل كل الجدية بعد أن كنت أتوقع ان الامر لايعدوا كونه مزحة أو دعابة من أحدهم كما هي عادة الحياة ..
تشبثنا جميعا بسبيل نجاتنا وببعض الحبال التي ولله الحمد قد خلقت لتنقذنا في هذا الموقف العظيم لنا ..
كان الوقت يمر بطيئا جدا ونحن في هذه الحال وسريعا لتسارع الأحداث فيه .. ونحن في عرض البحر في العمق في إنتظار من سينقذنا او في إنتظار نهايتنا الأليمة بهذا الحال ..مع تذكر مامضى من حياتنا وهل ستكون نهايتها الآن وعلى هذا الحال .. ربما .
وأشرقت الشمس وبدأ الظلام يتبدد وبدأت تتضح بعض المعالم ..
واتضحت معالم قارب مقلوب وحوله مجموعة من البشر متمسكة بآمالها وحياتها وتنتظر من يمنحها بمشيئة الله فرصة أخرى في الحياة ..
لحظات ربما كانت ساعة من الزمن ولكنها كانت دهرا بالنسبة لنا جاء الفرج يحمل في طياته الفرح والأمل لنا في قارب آخر ..
إنه القدر يا إخوان جاء محملا لنا بالفرح والأمل ..
إستجمعنا مابقي لنا من قوة وبقايا أمل لنعطيها للإنقاذ لكي يكمل مسيرة الأمل والحياة ولنترك الألم يغرق مع الحزن الذي كان سيرافقنا ويرافق من يعزنا وأهلنا ..
تبدل الحال والبحر سيظل هو البحر وأنا شخصيا لن أخشى من البحر حتى لو كان في يوم ما سيسلبنا أعز مانملك في هذه الدنيا وهي الحياة ..
رحماك ياإلهي كم أنت لطيف بنا ..
((( قصة من واقع الحال أنا ومجموعة رجال عايشنا وقائعها لحظة بلحظة والحمد لله رب العالمين الذي وهبنا الحياة مرة اخرى لنرويها ونكتبها)))