بالابتهال إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن يرفع عنَّا هذه الجائحة، ويرزقنا من فضله.. تبدأ السلطنة اليوم صيام شهر رمضان المبارك، سائلين الله العلي القدير أن يعيده علينا بالخير والبركات.. لتبقى ضرورة أن يقترن هذا الدعاء بمسؤولية وطنية تتجسَّد في العمل على كلِّ ما في استطاعتنا للتخفيف من آثار الجائحة، وبالالتزام بالقرارات والإجراءات المتخذة للتعامل معها.
وتزداد أهمية تحلِّي الجميع بالمسؤولية الوطنية مع تزامن حلول شهر رمضان المبارك مع ظرف دقيق، وهو أن العالم بأسره ـ والسلطنة جزء منه ـ تعيش إحدى أصعب فترات جائحة كورونا، حيث إن الأرقام تُشير يومًا بعد يوم إلى تصاعد كبير وخطير للغاية في عدد الإصابات اليوميّة، وعدد المرقَّدين في الأجنحة، وفي غرف العناية المركَّزة بالمستشفيات، والارتفاع الكبير في عدد الوفيات.
كلُّ هذا استدعى من اللجنة العُليا المكلَّفة ببحث آلية التعامل مع التطوُّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا “كوفيد ـ 19″ اتخاذ إجراءات استثنائية خلال أيام الشهر الفضيل تتمثَّل في منع الحركة وإغلاق الأنشطة التجارية من الساعة التاسعة مساء وحتى الرابعة صباحًا، وأيضًا منع إقامة صلاة التراويح في الجوامع والمساجد، بالإضافة إلى حظر التجمُّعات بكافة أشكالها بما فيها تجمُّعات الإفطار والمناسبات.
وحتى تتأتى ثمار هذه الإجراءات، لا خيار أمامنا إلا الالتزام وتجنُّب التجمُّعات مهما كانت دواعيها، وحتى لو عارضت بعض العادات التي دأبنا عليها في هذا الشهر الفضيل، وذلك حتى تعاود أرقام الإصابات إلى الانخفاض، ما يعمل على استدامة المنظومة الصحية وقدرتها على التعامل مع هذا المرض وغيره من الأمراض.. وأيضًا يحمي حياتنا وحياة ذوينا. وكل عام والجميع بصحة وعافية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
