مثلما ينبني الوعي على المعلومة التي تقود إلى المعرفة السليمة فإن هذه المعلومة أيضا تعد أساسا للتخطيط السليم خاصة وإن كان هذا التخطيط هو المحدد للمسارات والمشاريع التي تحتاجها عملية استدامة التنمية والمرتبطة بتطورات الوضع السكاني.
ويشكل المؤتمر الدولي “السكان والتنمية المستدامة في سلطنة عمان” الذي بدأت أعماله بجامعة السلطان قابوس فرصة للتعريف بالوضع السكاني في السلطنة وسيناريوهات النمو السكاني مع استشراف المستقبل وما يلزمه من إجراءات للتعامل مع هذا الوضع.
وخلال افتتاح المؤتمر تم استعراض أبرز ملامح الوضع السكاني في السلطنة، والتي تمثلت في نسبة العمانيين من سكان السلطنة التي تمثل 57,50% مقارنة بـ(42,50%) وافداً في منتصف عام 2019م، وفي معدل النمو السكاني الذي يمثل 0,4% مع الإشارة إلى العوامل المؤثرة في التركيب العمري للعمانيين وما يترتب على هذه العوامل من تحديات بالتشغيل والنواحي الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
فعلى سبيل المثال فإن مؤشرات سوق العمل ترسم ملامح الضرورات الحالية والمستقبلية فيما يخص التشغيل وتوفير فرص العمل خاصة وأن معالجة القضايا السكانية يتطلب إدراكًا حقيقيا لتبعات كل قضية نظرا لترابط القضايا السكانية ، فعلى سبيل المثال: يؤدي ارتفاعُ أعدادِ الباحثين عن عمل إلى تأخر سن الزواج، وبالتالي ترتفع نسبة العنوسة مما يؤدي إلى انخفاض أعداد المواليد الذي يؤثر على شكل الهرم السكاني، مما ينتج عنه انخفاض أعداد القوى العاملة على المدى البعيد.
كما أن ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل يؤدي إلى انخفاض القوى الشرائية الذي يؤثر سلباً على النشاط التجاري مما ينتج عنه انخفاض أرباح الشركات والمؤسسات التي تعمل على تسريح بعض العمال .
وبدراسة هذه العوامل ورسم السيناريوهات المستقبلية المترتبة عليها فإن ذلك لا بد وأن يفضي إلى حلول واقعية قابلة للتنفيذ فمعالجة مثل هذه القضايا في الوقت الحاضر أقل بكثير من تكلفة معالجتها في المستقبل.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن