مع تأكيد خطبة العيد على أن السلطنة مجتمع المنعة ضد كل ما يهدد سلمها واستقرارها وأمانها ودأبها على صنع المعروف ونشر الخير والسلام بين الشعوب, فإن هذه المنعة تنبع من سجيتين أساسيتين هما الإيمان والعمل الصالح، وبما يترتب عليهما من قِيَم وممارسات.
وقد حرصت خطبة العيد على اغتنام التوقيت الذي ينتهي فيه شهر الصيام وما يتلوه من إقبال النفوس على ما ترجو وتأمل من الحياة الطيبة والأمان والاطمئنان للتأكيد على الضمانة الأساسية المتمثلة في أخلاق الرحمة والسلام والمساواة وبذل المعروف، وصيانة أعراف المجتمعات، ومجانبة الفرقة والاختلاف، والتمسك بالإيمان والائتلاف.
وينسحب على هذه القِيَم عدم الإنجرار وراء فرض الهيمنة والتسلط؛ لما لذلك من نتائج نراها واضحة في تفكك الـمـجـتمعات، وتراجع الإحساس بالقِيَم الإنسانية واحترام كرامة البشـر وحقوقهم، والاستخفاف بالدماء والأعراض والأموال، ما يُعد مجلبة للبلاء والفتنة وضيق الأنفس والأرزاق ورفع البركة.
ومع تأكيد خطبة العيد على أن الإيمان، والعمل الصالح جناحا الحــياة الطيبة؛ كون الإيمان هو دافعًا للعمل الصالح وما يستتبعه من مساواة وحرية وكرامة.. فإن ذلك يفضي إلى رسوخ منظومة تصون الحقوق.
ولعل استناد مجتمعنا إلى الإرث الإسلامي الحضاري هو الطريق لتجنب ما يشهده الكثير من المجتمعات من مرارة الهيمنة والاستئثار واستغلال الدين والاستنزاف والحروب مثلما يكون طريقًا أيضًا لبناء الشراكات النافعة والمسؤولية الأخلاقية عن إنسانية الإنسان وكرامته.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن