لندن ــ عواصم ــ وكالات:
قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن سوق النفط العالمية مازالت متخمة بالإمدادات مشيرة إلى أن التخمة بالسوق قد تزيد هذا العام. في وقت توقعت فيه وزارة الطاقة الأميركية، أن تبلغ أسعار النفط الخام 252 دولارا للبرميل بحلول عام 2040. يأتي ذلك فيما أعلنت موسكو لن تشارك في قمم منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، لأنها ليست عضوا في هذه المنظمة.
وأدى ارتفاع إنتاج “اوبك” إلى تبديد أثر تراجع الإنتاج خارجها بسبب هبوط الأسعار. وتزيد إمدادات أوبك بعد رفع العقوبات عن طهران وفشل مبادرة من روسيا ومنتجين آخرين خارج المنظمة الشهر الماضي تهدف إلى الحد من التخمة في معروض الخام من خلال تثبيت الإنتاج. وقالت أوبك في تقرير شهري نشر أمس الجمعة نقلا عن مصادر ثانوية إنها أنتجت 32.44 مليون برميل يوميا في أبريل بارتفاع قدره 188 ألف برميل يوميا عن مارس وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ 2008 على الأقل بحسب مراجعة أجرتها رويترز لتقارير أوبك السابقة. وقالت المنظمة في التقرير “الامدادات الزائدة مستمرة بشكل أساسي إنتاج النفط مازال مرتفعا.” وقد يؤدي استمرار الفائض في الإنتاج إلى الضغط على الأسعار التي مازالت تقل عن نصف مستواها في منتصف 2014 على الرغم من ارتفاعها إلى 47 دولارا للبرميل من أدنى مستوى لها في 12 عاما الذي بلغته في يناير حين سجلت 27.10 دولار للبرميل. وساعد تغيير أوبك لاستراتيجيتها في 2014 – إلى الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين ذوي التكلفة المرتفعة – على المزيد من الانخفاض في الأسعار. ويتضرر إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك من هبوط الأسعار حيث أرجأت شركات أو ألغت بعض مشروعاتها في أنحاء العالم. وتتوقع أوبك انخفاض الامدادات من خارجها بواقع 740 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة بفارق بسيط عن الشهر الماضي. وأشارت أوبك إلى عوامل قد تؤدي إلى انخفاض أكبر في الامدادات مثل الأثر الناتج عن حرائق الغابات في كندا والتي أدت إلى تقلص الإنتاج وتأجيل مشروعات في أماكن أخرى. وقالت المنظمة إن الدلائل على هبوط الانتاج من خارجها من المتوقع أن تقود إلى صعود السوق العام المقبل. وأضافت “خارج الولايات المتحدة توجد إشارات متسقة على هبوط الانتاج من خارج أوبك وهو ما يتوقع أن يحول سوق النفط العالمية على الأرجح إلى عجز صاف في 2017.”
لكن انتاج أوبك يرتفع منذ تغيير الاستراتيجية في 2014 بقيادة أكبر منتجين – السعودية والعراق. كما أدت عودة أندونيسيا لعضوية المنظمة في ديسمبر 2015 إلى زيادة الانتاج الإجمالي. وتقود إيران نمو الإنتاج منذ بداية العام. ورفضت طهران الانضمام إلى مبادرة تثبيت الإنتاج وفشل كبار المنتجين في التوصل لاتفاق خلال اجتماع الدوحة في 17 أبريل بعدما أصرت السعودية على مشاركة الجمهورية الإسلامية فيه. وأبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 دون تغيير عند 1.20 مليون برميل يوميا كما تتوقع وصول الطلب على نفطها إلى 31.49 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا العام دون تغيير كبير عن توقعات الشهر الماضي. ويشير تقرير أوبك إلى فائض في المعروض يبلغ 950 ألف برميل يوميا في المتوسط في 2016 إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات أبريل ارتفاعا من 790 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي.
وفي السياق أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده لم تشارك في قمم منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، لأنها ليست عضوا في هذه المنظمة. ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن نوفاك قوله إننا لن نشارك في اجتماعات منظمة أوبك المقررة في الثاني من يونيو المقبل. وأوضح أن مباحثات روسيا مع دول المنظمة، ستستمر بنشاط كما كانت عليه دائما، ويمكن أن تستمر بعد أن تتوصل “أوبك” مع الدول الأعضاء فيها إلى اتفاق حول تقلبات الأسعار في سوق النفط العالمية خلال القمة المزمع عقدها الشهر المقبل في فيينا.
على صعيد متصل توقعت وزارة الطاقة الأمريكية، أن تبلغ أسعار النفط الخام 252 دولارا للبرميل بحلول عام 2040. وأفاد موقع “فيستي” الاقتصادي الروسي، بأن الوزارة الأمريكية ترى أن النفط سيظل المصدر الرئيسي للوقود على مدى السنوات الـ 25 المقبلة، بالرغم من تطور قطاع الطاقة البديلة. ويعتقد الخبراء الأمريكيون أن استهلاك النفط في العالم مستمر في النمو. وفي السيناريو الأساسي للوزارة، الذي يستعرض توقعات الخبراء لتطور سوق النفط، فإن أسعار الذهب الأسود سترتفع بنحو مرتين في المستقبل. وفي حال تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة الحالية التي تعصف به، وبلوغه متوسط معدل نمو سنوي عند 4.5%، فإن سعر برميل النفط الخام سيصل إلى 252 دولارا بحلول عام 2040. ويرى الخبراء أن أسعار النفط قابلة للارتفاع بالرغم من تداول برميل النفط حاليا دون مستوى 50 دولارا للبرميل. وتزامن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية مع صدور تقارير إعلامية عن توقعات وزارة النفط العراقية لسوق النفط، حيث توقعت السلطات العراقية استئناف المفاوضات بشأن تجميد مستويات إنتاج النفط، إلى جانب تعليق اَمال على اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في 2 يونيو المقبل بفيينا. ويبلغ حجم الإنتاج اليومي في العراق حاليا نحو 3.8 مليون برميل، ولكن في حال وجود بيئة تسعير مواتية فإن العراق يرغب في زيادة الإنتاج ليبلغ 5 ملايين برميل يوميا، أي سيتوفر في السوق نحو 1.2 مليون برميل إضافي يوميا.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / النفط : تخمة في المعروض وتوقعات بارتفاع سعر البرميل لـ 252 دولار .. وموسكو تقاطع (أوبك)