■ تغيير مسمى العملة العمانية من الريال السعيدي إلى الريال العماني فـي العام 1972 لتكون عملة وطنية
■ العملات النقدية العمانية تحمل فـي طياتها و ملامح إرث خالد سعى إلى تحقيقه باني عمان
■ للمرة الأولى ظهرت صورة السلطان الراحل على العملة الورقية فئة «20» ريالا عمانيا خلال الإصدار الثالث للنقد العماني عام 1976
■ تم سك فئة تذكارية بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء الأمم المتحدة
■ إصدار عدد من الميداليات التراثية ومن بينها ميدالية الأسرة الحاكمة «آل سعيد» وذلك بمناسبة مرور 250 عاما على توليها الحكم
كتب ـ عبدالعزيز الزدجالي:
■■ تُعدُّ أوراق النقد العماني خير شاهد على العصر الذهبي للتطور والتنمية والازدهار الذي حظيت به السلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه. فقد قام جلالته ـ رحمه الله ـ بتجسيد إنجازات النهضة ومآثرها الطيبة على العملات الورقية.
وقد حملت تلك العملات النقدية العمانية في طياتها ملامح إرثٍ خالد، سعى إلى تخليده باني عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه. ■■
الماضي العريق
لم يغفل جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ أيضًا عن الماضي العماني العريق، بالرغم من شغفه في إنشاء دولة عصرية، منتهجًا سياسة “من لا ماضي له لا حاضر له”، فجاء الإصدار الرابع في العام 1985 بنكهة مميزة؛ إذ احتوت جميع الفئات النقدية به على صورة القائد الراحل في الجهة الأمامية، ومزدانة في الجهة الخلفية بصور القلاع والحصون العمانية التاريخية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ حصن جبرين طبع على فئة (50) ريالًا عمانيًّا، قلعة الميراني على فئة عشرة ريالات، وقلعة نزوى على فئة خمسة ريالات، وقلعة صحار على الإصدار الأول لفئة الريال العماني، وكان باللون الأحمر، أما فئة الـ(200) بيسة فتوشحت بقلعة الرستاق.
الألعاب الشعبية
كما لم يغفل ـ المغفور له بإذن الله ـ عن الألعاب الشعبية والتي كانت تمارس قديمًا في مختلف محافظات السلطنة، منها لعبة الشال الشعبية التي تم نقشها على إحدى القطع النقدية التذكارية.
أسرة آل سعيد
في العام 1995 وجه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بإصدار عدد من الميداليات التراثية ومن بينها ميدالية الأسرة الحاكمة لعمان آل سعيد وذلك بمناسبة مرور 250 عامًا على فترة حكمها، وصدرت بالذهب والفضة؛ إذ احتوت على أسماء جميع السلاطين، بدءًا من السلطان أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية وصولًا إلى المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه.
السفن التقليدية
ارتياد البحار هو إحدى أهم المحطات التاريخية لعُمان، لذلك حصلت على نصيب وافر من العملات التذكارية، فالسفينة سلطانة، وهي أول سفينة عمانية تبحر إلى ميناء نيويورك وكان على متنها أول سفير عربي للولايات المتحدة الأميركية، وهو السفير أحمد الكعبي، حيث خصص لها عملة فريدة في الجمال، والسفن العمانية الأخرى أيضًا كان لها مكان في تلك العملات، مثل: السفينة (زينة البحار) التي أبحرت إلى سنغفافورة، بالإضافة إلى بعض السفن العمانية التقليدية مثل: الجالبوت، السنبوق، البوم.
رجل السلام
من دون الإسهاب في الحديث عن مواقف جلالة السلطان الراحل تجاه السلام فهي عديدة، فالقائد الراحل عرف عنه احترامه للبشرية وعدم التدخل في شؤون الغير، وهذا ما تترجمه جلسة التأبين التي قامت بها منظمة الأمم المتحدة في وقت سابق بعد وفاته، فهو الذي تقيد بكافة المواثيق الدولية التي أصدرتها وعمل بها، بل سعى إلى تحقيقها، وترجمة لفكره ـ رحمة الله عليه ـ فقد تم سك فئة تذكارية بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء الأمم المتحدة.
اهتمامات عالمية
لم يحظَ السلطان الراحل باحترام العالم فقط لمواقفه تجاه شعبه والعالم، بل إن المنظمات الدولية هي الأخرى كان لها شأن لديه، اهتمام ينم عن مستواه التعليمي والحضاري، فقد كان مهتمًّا بالبيئة وما عكر صفوها، لذا فإن العملات التذكارية لم تغفل هي الأخرى عن إبراز ذلك الوعي لديه، فظهرت حملات لبعض الطيور والحيوانات والأشجار التي خصص لها في كثير من الأحيان محميات طبيعية، وساهم في التوعية بالحفاظ عليها من ناحية أخرى.
ثقافة موسيقية
جلالة السلطان الراحل، لم يكن فقط حاكمًا، بل بمثابة الفنان ذي الذوق الرفيع، فالفنون هي الأخرى كان لها مكان في زحمة اهتماماته، ولعل أبرزها اهتمامه بالموسيقى، سواء كانت محلية أو عالمية، وهذا ما تشير إليه العملات التذكارية الخاصة بأدوات الموسيقى الشعبية العمانية، ودار الأوبرا السلطانية.
الأعياد الوطنية
جميع العمانيين يدركون ما كان يحمله يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، فهو العيد الثالث المقدس بالنسبة لنا جميعًا، فمن خلاله نجدد الولاء والطاعة لباني نهضتنا، أما بالنسبة للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس كان بمثابة اليوم الذي يحتفي فيه مع شعبه بما تم تحقيقه وبما يصبو إليه من إنجازات تضاف إلى بلده الحبيب، فكان جلالته يخصص فيه عامًا يُسلط الضوء فيه على هدف يبتغي تحقيقه، مثال على تلك الأهداف (عام الصناعة، عام الزراعة، عام التراث، عام الشبيبة، وعام الشباب .. وغيرها من الأعوام) التي رسمت بها ملامح الدولة العمانية العصرية، لذا كان لزامًا أن تخلد تلك المناسبات على أصفح العملات التذكارية.
الوحدة الوطنية
لقد كان جلَّ اهتمام القائد الراحل في بداية عهده توحيد البلاد ودرء أبواب الفتنة عنها، وينعكس ذلك من خلال توجيه دعوة للمواطنين بالداخل والخارج للمساهمة في عملية البناء تحت راية واحدة، لذا قام جلالته ـ رحمة الله عليه ـ بتغيير مسمى البلاد إلى السلطنة حتى تخص جميع المواطنين دون استثناء، وهذا التوجه ترجمه جلالته عندما قام بتغيير مسمى العملة العمانية المستخدمة في أول عهده من الريال السعيدي إلى الريال العماني في العام 1972، لتكون قريبة من قلب المواطن.
العمل الدؤوب
لقد عُرِف جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بأنه رجل أفعال لا أقوال، فتمكن في وقت وجيز من كسب محبة شعبه، وذلك عبر إنجازاته في وقت وجيز، فتمكن بعد ست سنوات من توطيد الأوضاع، وكذلك تمكن من كبح جماح غزو الأفكار الدخيلة على المجتمع العماني، وفي الوقت ذاته لم يغفل عن مواصلة البناء والتعمير، لذا أصبح رمز الدولة ووحدتها، الأمر الذي بات مُستحبًّا أن تظهر صورته للمرة الأولى على العملة الورقية العمانية فئة (20) ريالًا عمانيًّا خلال الإصدار الثالث للنقد العماني عام 1976.
المصدر: اخبار جريدة الوطن