بسم الله .. في الثامن والعشرين من يناير من عام 1971م أضاءت (الوطن) شمعتها الأولى مُعْلِنَةً عن بزوغ فجرها الذي أنار مسيرة الإعلام العماني، وعن ميلاد الصحافة العمانية.. وفي الثامن والعشرين من يناير من عام 2020م, وبسم الله .. تضيء (الوطن) شمعتها الخمسين مُعْلِنَةً استمرارها كعهدها منذ يومها الأول صوتًا لعُمان في العالم.
وبين الشمعة الأولى لـ(الوطن) مع بدايات مسيرة النهضة المباركة، وفي كنف الرعاية الكريمة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ وبين الشمعة الخمسين التي جاءت في الشهر نفسه الذي رحل فيه عن عالمنا فقيد الوطن جلالة السلطان الراحل ـ طيب الله ثراه ـ عقود من العمل المضني، والالتزام المهني لمواكبة وتوثيق مسيرة النهضة المباركة، حاملةً أمانة الرصد الدقيق والتوثيق الأمين لكل خطوة من خطوات التنمية، مُعَرِّفَةً بالجهود المبذولة، وناقلةً لنبض المواطن وتطلعاته وآماله.
وفي هذا اليوم الذي كانت (الوطن) فيه علامة على النقلة النوعية للإعلام العماني، تقف (الوطن) وقفة تثمين وتقدير لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ الذي لم يتوانَ عن دعم هذه الصحيفة منذ يومها الأول، ومنذ أن عبَّر ـ طيب الله ثراه ـ عن غبطته وتقديره لصدور أول صحيفة عمانية، وإشادته ـ رحمه الله ـ بالذوق الرفيع في التبويب والإخراج، ومعرفته الوثيقة بمتاعب هذه المهنة ومسؤوليتها، وذلك في أول حوار لجلالة السلطان الراحل ـ رحمه الله ـ مع صحفي عماني، حيث قال ـ طيب الله ثراه ـ في حواره مع المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ الأستاذ نصر بن محمد الطائي رئيس تحرير (الوطن) آنذاك والمنشور في الـ8 من أبريل عام 1971م (بكثير من الغبطة والتقدير، تلقيت خبر صدور أول صحيفة في عُمان. ولا أريد أن أتحدث عن الذوق الرفيع في تبويبها وإخراجها أكثر مما أتحدث عن هذه المهمة، والمجازفة في إصدار جريدة، وأنا أعلم علم اليقين متاعب هذه المهنة ومشاكلها وأبعادها. فالصحافة مسؤولة عن كل حرف يكتب بها. والصحفي جندي لا ينام الليل والنهار من أجل مهنته. ومن اعتنق الصحافة طريقًا اعتنق التوجيه وتدوير الرأي العام، وإفراح الناس قبل نفسه).
فهذه الكلمات ستظل المنهج الذي تسير عليه (الوطن) ماضيةً بمصداقية ورؤية عميقة متجددة، واضعةً نصب عينها تقدم عُمان وازدهارها، حاملةً على عاتقها مسؤولية إيصال المعرفة إلى القارئ عبر قوالب صحفية متنوعة تجمع بين الخبر والتحليل والرأي، والتحقيق الصحفي، والخدمة الإعلانية، في احترام لعقل القارئ.
وهذا المنهج تسير عليه (الوطن) اقتداء بفرسانها الأوائل المغفور لهما ـ بإذن الله تعالى ـ الأستاذ نصر بن محمد الطائي والأستاذ سليمان بن محمد الطائي، وهو ديدن الكادر الذي شرف بالعمل في (الوطن) منذ تأسيسها .. والذين منهم من غادروا تاركين بصماتهم وذكراهم الطيبة مع بقاء تواصلهم مع (الوطن)، ومنهم من هو مستمر في أداء مسؤولية الكلمة, ولتمضي (الوطن) في المسيرة التي يقودها صاحب الامتياز المدير العام رئيس التحرير محمد بن سليمان الطائي.
ومثلما واكبت (الوطن) العقود الماضية من عمر النهضة المباركة، وقدمت تغطيتها المهنية والمسؤولة في لحظة فارقة من التاريخ العماني تمثلت في رحيل الأب القائد مؤسس دولة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ وتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ سلطانًا لعمان، فإن (الوطن) ستبقى على عهدها صوتًا للحقيقة بدورها الفاعل في مسيرة النهضة المباركة، مرتقيةً بالعمل الصحفي والإعلامي، حاملةً رسالة الكلمة والمعلومة الصحيحة والموثقة. واضعة نصب عينها الحفاظ على الثقة التي منحها إياها القارئ والمعلن والذين لهم كل تقدير، وتظل (الوطن) صوتًا لعُمان في العالم.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن