صنعاء ـ وكالات: أعلنت جماعة أنصار الله أمس الإثنين مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في خضم معارك متواصلة منذ أيام بينهم وبين أنصاره وإثر انهيار تحالف بين الطرفين استمر ثلاث سنوات ضد القوات اليمنية الحكومية المعترف بها دوليا. ولم يتسن التأكد من الظروف التي قتل فيها صالح من مصادر مستقلة فيما تشهد الحرب في اليمن منعطفا جديدا يصعب التكهن بما سيؤول اليه. ولم يؤكد حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام فورا خبر مقتل زعيمه البالغ 75عاما. وأظهر شريط فيديو جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالرأس، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل. وتحدث بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة لجماعة أنصار الله ونشر على موقع وكالة “سبأ” المتحدثة باسم انصار الله ، عن “انتهاء الأزمة وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل علي عبد الله صالح وعدد من عناصره”. وتمكن مصور وكالة الصحافة الفرنسية من الاقتراب من مكان إقامة الرئيس السابق في حي حدة في جنوب صنعاء، إلا أنه لم يتمكن من الدخول، وأفاد أن المنزل أصيب بأضرار نتيجة المعارك.
وأفاد شهود أمس الاثنين عن استمرار المعارك بين حليفي الأمس في صنعاء، وتمددها الى خارج المدينة. واستهدفت سلسلة من الغارات الجوية أمس الاثنين مواقع بالقرب من مطار صنعاء الدولي ووزارة الداخلية في المدينة. وتعذر الحصول على تأكيد بحصول الغارات من التحالف. وكانت مصادر قبلية يمنية ذكرت أن معارك ضارية تدور في منطقة سنحان، مسقط رأس صالح. وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح لرويترز مقتله خارج صنعاء وقالت مصادر حزب المؤتمر إن صالح قتل جنوب صنعاء مع ياسر العواضي الأمين العام المساعد للحزب. وقالت مصادر بجماعة أنصار الله إن مقاتلين أوقفوا سيارته بقذيفة صاروخية ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه.
وأظهر مقطع فيديو نشرته تعز نيوز على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنها جثة صالح في ملابس رمادية وملفوفة بملاءة ويتم وضعها في صندوق شاحنة بيك آب. ويظهر الجثمان في اللقطات مصابا بجرح غائر في جانب الرأس. وأكد حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن أمس الاثنين مقتل زعيم الحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أيدي أنصار الله. وقالت عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام فائقة أمس الإثنين إن “أنصار الله أطلقت النار على صالح واستشهد ومعه قيادات أخرى… وهم يدافعون عن الجمهورية” في جنوب صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ ثلاث سنوات. وأضافت “استشهد الزعيم وقد دشن معركة تحرير صنعاء من أنصار الله”. وأفاد مصدر عسكري في الحزب طلب عدم الكشف عن اسمه أن انصار الله أعاقوا طريق موكب كان يوجد فيه صالح، وكان مؤلفا من أربع سيارات، على بعد 40 كلم غرب صنعاء. وأطلقوا النار عليه، قتلوا بالرصاص صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا ومساعده ياسر العواضي.
من جهة أخرى انتشرت دبابات انصار الله على الطريق المؤدى إلى المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء امس الاثنين، ونقلت قناة العربية أمس الاثنين عن مصادر في حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قولها إنه قتل في الاشتباكات الدائرة مع جماعة أنصار الله في صنعاء. من جهته قال جيمي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في بيان إن شوارع صنعاء تحولت إلى “ساحات معارك” مضيفا أن عمال الإغاثة لا يزالون غير قادرين على القيام بعملهم. وحذر مكجولدريك الأطراف المتحاربة من أن أي هجمات متعمدة على المدنيين أو المنشآت المدنية والطبية “انتهاك صريح للقانون الإنساني الدولي وربما تصل إلى حد جرائم حرب”.
على صعيد آخر أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء، بدعم من التحالف العسكري ، حسب ما أعلن مصدر في الرئاسة اليمنية. في الوقت ذاته، طلب التحالف العسكري من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز أنصار الله، في إشارة إلى احتمال تكثيف الغارات الجوية على صنعاء. وأفاد المصدر في الرئاسة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الوكالة أن “الرئيس هادي أصدر توجيهات إلى نائب الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بسرعة تقدم الوحدات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء” التي يسيطر عليها أنصار الله وأنصار حزب المؤتمر.
المصدر: اخبار جريدة الوطن