الرياض ـ عواصم ـ وكالات: تجتمع القوى الوطنية اليمنية اليوم في حوار الرياض بمشاركة واسعة تصل إلى 250 شخصية تمثل مختلف الأطراف والقوى السياسية اليمنية حيث يأمل المجتمعون إلى التوصل إلى قرارات ملزمة، فيما من المنتظر أن تنتهي الهدنة الإنسانية غدا.
وقال عبدالعزيز الجباري، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض، إن المؤتمر يهدف إلى التوصل لقرارات وليس للحوار، وأن ما سيتم في الرياض هو إعلان مشروع مشترك ملزم لكل الأطراف الموجودة في الرياض.
من جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية اليمنية، ياسين مكاوي، إن مؤتمر إعلان الرياض سيتمحور حول المساعي الأساسية لاستعادة اليمن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للهيئة الاستشارية لمؤتمر “إنقاذ اليمن” عقد بمقر السفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، أمس.
وأوضح جباري أن 401 شخصية سياسية وصلوا لحضور مؤتمر الرياض الأول للحوار اليمني، وأنهم يمثلون كافة أطياف الشعب اليمني, بما فيهم الحراك الجنوبي وحزب “المؤتمر”, كما ستمثل المقاومة الشعبيىة بشكل رمزي.
وقال جباري: “إن هدفنا استعادة الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار، ومرجعيتنا المبادرة الخليجية وقرار مجلس
الأمن، المجتمع الدولي ملزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن اليمن رقم 2216 الصادر تحت البند السابع”.
وأكد”جباري أن المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن هي مرجعية الحوار واستعادة مؤسسات الدولة هي أساس إنقاذ اليمن.
ويلتئم شمل القوى الوطنية اليمنية في حوار الرياض بمشاركة واسعة تصل إلى 250 شخصية تمثل مختلف الأطراف والقوى السياسية اليمنية. مع غياب المسلحين الحوثيين والمخلوع صالح، رغم تواجد عدد كبير من قيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام ومنها أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس الحزب، وسلطان البركاني الأمين العام المساعد، وعدد من القيادات العليا مثل الشيخ محمد بن ناجي الشايف.
وكان بن دغر قد أعلن من الرياض تأييد الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي والتزام المؤتمر الشعبي بقرارات مجلس الأمن في ما يعد انشقاقاً على رئيس الحزب صالح الذي يرفض الحوار ومشاركة حزبه فيه، وهو ما عزز من تحركات ومساعي بعض قيادات الحزب المتواجدة في الرياض لإنهاء مرحلة صالح الذي أعلن صراحة عن تحالفه مع الحوثيين في ظهوره الأخير أمام أنقاض منزله الذي استهدفته طائرات التحالف.
وستشكل القضية الجنوبية أحد أبرز نقاط الحوار اليمني اليمني كما هي دوما.
وسيشهد المؤتمر مشاركة ممثلين للحراك الجنوبي على رأسهم حيدر أبو بكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق.
كما وصل للرياض ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي السابق وأحد أبرز وجوه السياسة اليمنية.
حزب الإصلاح أيضاً كان قد أعلن مسبقاً موافقته على المشاركة في حوار الرياض وسيمثل برئيسه محمد اليدومي والأمين العام عبدالوهاب الإنسي.
في غضون ذلك من المقرر أن تنتهي يوم غد الاثنين، الهدنة الإنسانية التي أعلنتها السعودية الثلاثاء الماضي مع تطلعات يمنية بتمديدها للاستفادة من المساعدات الإنسانية التي بدأت تتدفق عليهم، واستياء التحالف من خرق الحوثيين للهدنة وتحذيره لهم، بأن ضبط النفس والالتزام بالهدنة لن يستمرا طويلاً.
وفي تصريح سابق لوزير الخارجية السعودي، أكد خلاله، أن الهدنة الإنسانية في اليمن يمكن تمديدها إن التزم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيون بها.
ودارت معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحوثيين في مدن بجنوب اليمن خاصة في تعز حيث قتل 12 مدنيا على الأقل في اليوم الرابع من هدنة إنسانية هشة بحسب مصادر عسكرية
ومحلية، فيما قالت مصادر إن الحوثيين قصفوا أحياء سكنية.
وقصف الحوثيون في الصباح بالسلاح الثقيل والقذائف أحياء عدة في تعز ثالث مدن اليمن مما أوقع 12 قتيلا و51 جريحا في صفوف المدنيين على ما صرح مسؤول في الإدارة المحلية.
كذلك أسفرت المعارك التي تكثفت خلال الليل عن سقوط 26 قتيلا في صفوف الحوثيين وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتسببت أعمال العنف هذه بحركة نزوح لقسم من السكان الذين هربوا من مدينة تعز باتجاه مناطق ريفية أكثر أمانا، فيما لم تصل المساعدة الإنسانية الموعودة بعد إلى المدينة بحسب بعض السكان.
وأكد المسؤول “أن المساعدة الإنسانية لم تصل إلى
تعز، حيث لم نتلق لا منتجات نفطية ولا مواد غذائية أو معدات طبية”.
وفي ظل وقف إطلاق نار جار منذ خمسة أيام تسعى وكالات الأمم المتحدة إلى تسليم وتوزيع مساعدات إنسانية في اليمن، في عملية تتعرقل بسبب العنف في بعض المناطق.
ودوى إطلاق النار من جديد السبت في عدن كبرى مدن الجنوب بعد ليلة هادئة نسبيا.
وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن، حيث يسعى المتمردون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة خاصة محور طرق يتحكم بالمنفذ إلى وسط المدينة، كما ذكرت مصادر عسكرية.
وأضافت المصادر نفسها إن إطلاق القذائف استهدف أيضا غرب عدن.
وفي الجنوب كان التوتر على أشده في الضالع بعد كمين نصب ليلا لقافلة للحوثيين أدى إلى مقتل خمسة منهم بحسب مسؤول محلي يمني.
كما قالت مصادر محلية يمنية إن مسلحي قوات صالح والحوثيين، شنوا قصفا عشوائيا على منازل المدنيين في الممدارة، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا.
وتكثفت أعمال العنف هذه عشية انتهاء الهدنة الإنسانية المحددة بخمسة أيام. وهذه الهدنة كانت بمبادرة السعودية.
من ناحية أخرى أفادت مصادر قبلية يمنية بأسر 15 مسلحاً حوثياً حاولوا التسلل نحو منطقة المصينعة في محافظة شبوة شرق اليمن.
وقالت المصادر إن المقاومة الشعبية أسرت 15 مسلحاً حوثياً عقب محاولة مجموعة من المسلحين الحوثيين التسلل نحو منطقة المصينعة التابعة لمحافظة شبوة والواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية المكونة من قبائل شبوة.
وأوضحت المصادر أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا أيضاً خلال المواجهات المسلحة التي نشبت بين المقاومة الشعبية والحوثيين عقب محاولة زحفهم نحو منطقة المصينعة، دون التأكد من أعدادهم.
وأكدت المصادر أن قبائل شبوة حاصرت القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية والمدعومة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ، مشيرين إلى أن تلك القبائل ستهاجم تلك القوات في الوقت المناسب.
وأوضحت أن المقاومة الشعبية استعادت سيطرتها مساء أمس الأول على وادي بالحارث ومركز مديرية عسيلان بعد مواجهات عنيفة مع المسلحين الحوثيين.
وتشهد محافظة شبوة مواجهات مسلحة، بعد سيطرة القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية عليها، وتعد هذه المحافظة ثالث أغنى المدن اليمنية بالنفط.
من ناحية أخرى أسر عناصر في القاعدة 20 عسكريا في المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ إبريل، كما أفاد مسؤول محلي يمني.
وقال المسؤول إن المتمردين أسروا العسكريين لدى وصولهم مساء الجمعة إلى ميناء المكلا من جزيرة سقطرى اليمنية موضحا اأن الجنود العشرين كانوا مسلحين لكن باللباس المدني.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / اليمن: حوار الرياض يهدف لـ(قرارات ملزمة) اليوم .. والهدنة الإنسانية تنتهي غدا