لندن ـ وكالات : حقق المحافظون في بريطانيا مفاجأة مدوية بفوزهم، بفارق كبير، في الانتخابات العامة التي جرت أمس الأول الخميس ، إذ حصلوا على 326 مقعدا أي الأكثرية المطلقة من أصل 650 مقعدا في مقابل 232 للعماليين، ولا تزال هناك أربع دوائر تنتظر فرز أصواتها. فيما فاز القوميون المطالبون بالاستقلال في برلمان أسكتلندا بـ56 مقعداً من أصل 59.
ووصل كاميرون الى قصر باكنجهام، حيث استقبلته الملكة اليزابيث الثانية التي طلبت منه تشكيل الحكومة المقبلة. وبعدها، غادر كاميرون متوجها إلى مقر رئاسة الوزراء مبتسما وممكسا بذراع زوجته سامنتا في أول يوم من ولايته الثانية.
وقال بعد خمسة أعوام من انتخابات 2010 عندما كان المحافظون بحاجة إلى الأحرار الديموقراطيين ليشكلوا حكومة “أريد الآن تشكيل حكومة من الغالبية المحافظة”. وحتى قبل الانتهاء من فرز بطاقات الاقتراع، أعلن كاميرون (48 عاما) أنه سيعمل من أجل “مستقبل أفضل للجميع” مستخفاً باستطلاعات الرأي التي كانت تتوقع هزيمته وتحقيق حزبه نتائج متقاربة مع حزب العمال. ومنذ ظهور أولى اتجاهات التصويت، توقع المحللون “مجزرة انتخابية”. وكان زعيم حزب يوكيب الشعبوي المناهض لأوروبا نايجل فاراج أول المستقيلين بسبب خسارته في دائرة ساوث ثانت منفذا إعلانه بأنه “سيستقيل” في حال الخسارة. واحتفط الحزب بمقعد واحد من أصل مقعدين. وبعده بقليل، أعلن زعيم الليبراليين الديموقراطيين (الأحرار الديموقراطيين) نيك كليج (48 عاما) استقالته بعد ليلة “مدمرة”،حسب قوله. وقد خسر الحزب شريك المحافظين في الحكومة المنتهية ولايتها معظم مقاعده الـ 56 ولم يحتفظ سوى بثمانية. وقال كليج الذي احتفظ بمقعده في شيفيلد “كانت ليلة قاسية”. وتبعهما زعيم العماليين اد ميليباند (45 عاما) الذي أقر بـ”المسؤولية الكاملة عن الهزيمة” و”ليلة مخيبة للآمال” بالنسبة لحزبه. وصرح في كلمة ألقاها أمام الصحافة وأنصاره “هذا ليس الخطاب الذي أردت إلقاءه”. وأضاف “حان الوقت كي يتولى شخص آخر الدفع بمصالح الحزب ، بريطانيا بحاجة إلى حزب عمال قوي قادر على إعادة البناء بعد هذه الهزيمة”. وقدم مليباند اعتذاره إلى النواب الخاسرين بشكل خاص وسلم الرئاسة خلال الفترة الانتقالية لنائبته هارييت هرمان بانتظار انتخاب رئيس جديد. وقال قبل أن يشكر ناخبيه وأنصاره على تويتر “إنه يوم حزين لكن المعركة مستمرة. حزب العمال سيواصل الدفاع عن العمال”.
وأحرز القوميون الأسكتلنديون انتصارا يرمز إلى نهاية حزب العمال في مقاطعتهم مع فوز مرشحتهم ميري بلاك، الطالبة البالغة من العمر 20 عاما التي تمكنت من إزاحة أحد أبزر أوجه حزب العمال دوجلاس الكسندر. وأصبحت بلاك أصغر نائب يدخل قصر وستمنستر منذ نحو ثلاثة قرون ونصف، منذ عام 1667 تحديدا. وطيلة يوم الخميس، لم يخف ناشطو الحزب القومي في جلاسكو رغبتهم في “الانتقام” فهم يتطلعون لتنظيم استفتاء جديد من أجل الاستقلال.
وأدلى البريطانيون أمس بأصواتهم في انتخابات عامة تعتبر الأكثر تنافسية منذ أربعين عاماً، وسط قضايا حاسمة لمستقبل البلاد أهمها بقاء بلادهم عضواً في الاتحاد الأوروبي وقضية استقلال أسكتلندا.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / انتخابات بريطانيا: انتصار مدو لـ”المحافظين” و” القومي ” يكتسح مقاعد أسكتلندا