نشهد اليوم ملحمة وطنية جديدة بانتخاب أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة، حيث ستكون هذه المرة استثنائية كليا، حيث ستتم عبر التصويت الإلكتروني ممثلا في تطبيق “أنتخب“ الذي بدوره سيتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم عبر الهواتف الذكية أينما كانوا على أرضنا الطيبة، ويؤكد الاستخدام الإلكتروني في عملية الاقتراع على توجه سلطنة عمان نحو التحول الرقمي في أغلب معاملاتها الرسمية، مما سيكون له الأثر الإيجابي في مواكبة التطورات الحاصلة في نهضتنا المباركة، وأن سلطنة عمان تتجه نحو تأسيس منظومة إلكترونية وطنية مبتكرة تحاكي متطلبات استراتيجيات وخطط رؤية عمان 2040 التي تحظى باهتمام بالغ من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
وقد شرعت وزارة الداخلية خلال الفترة السابقة بتقديم عدد من المنشورات التوعوية حول الأمر، كما عقدت العديد من الندوات المتخصصة في ذلك، أضف إلى ذلك أن البرنامج الانتخابي قد خضع للعديد من الاختبارات السيبرانية قبل إطلاقه كبرنامج تطبيقي معتمد لهذا الغرض، كما أن التصويت المرن والسهل سيعمل على جذب العديد من الأفراد ودفعهم نحو المشاركة وذلك لسهولة ويسر العملية، بالإضافة إلى سلاستها، فما عليك إلا أن تنتخب وأنت في مكانك، وهذا الأمر سيسهم في رفع معدل ومستوى الوعي في التعامل الرقمي في مثل هذه الأحداث الوطنية.
المتتبع لهذه الانتخابات يجد أن هذه الفترة تشهد ارتفاعا في عدد المرشحين لهذه الانتخابات، وذلك بغية خدمة هذا الوطن الكريم، وما يدعونا للفخر هو تنافس المرأة العمانية على مقاعد المجالس البلدية هذا العام، حيث بلغ عدد المترشحات 13 امرأة عمانية تمد يدها للعطاء والتعاون من أجل بناء شراكة مستدامة مع أخيها الرجل لبناء لبنات النهضة المتجددة، ومن منطلق أهمية إشراك المرأة في الخطط الوطنية والمجتمعية ومجالس مخصصة للأعمال التنموية والمجتمعية، فنجد المرأة اليوم تنافس أخاها الرجل في التواجد وذلك لأن القانون كفل لها دورا كبيرا في تحقيق الأهداف المرسومة لدفع عجلة التنمية والمساهمة في تنمية قدراتها في المواقع القيادية، وهذا ما تضمنته رؤية عمان 2040 التي نسعى من خلالها للدفع بالنساء إلى مستويات متقدمة من الأعمال الإدارية والتقنية في السلطنة حتى تأخذ مكانا صحيحا في مختلف القطاعات، ويعد المجلس البلدي الذراع اليمنى لمجلس الشورى، حيث يهتمان بشكل مباشر بالمواطن العماني والخدمة المجتمعية، بالإضافة إلى بذل الجهود من أجل تطور السلطنة خلال المرحلة المقبلة، والتي بدورها بحاجة إلى سواعد إصلاحية بعيدا عن الاعتبارات التقليدية حتى نصل بسلطنة عمان إلى مصاف الدول المتقدمة، ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف كافة المواطنين واختيار الأفضل من بين المرشحين اعتمادا على عدد من المعايير العلمية التي تكفل للعماني مستقبلا زاهرا في قادم الأيام.
الصوت أمانة .. وصوتك له دور كبير في النهوض والتطور الذي سيحدد لنا وجه عمان الجديد والتي نرغب بها أن تكون مزدهرة، فبداية التطوير والتجديد تأتي من الأفراد وأصواتهم الحرة التي تعطيهم الحق في اختيار المناسب لقيادة دفة العطاء اللامحدود لهذا الوطن العزيز، فانتخب لأجل بلدك.
* زينب الزدجالية
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: اخبار جريدة الوطن
