– “الوثائق والمحفوظات الوطنية” تستذكر الجذور التاريخية للعلاقات العمانية البريطانية على مدار ثلاثة أيام
– الموقع الجغرافي لعمان أسهم بدور كبير في تكوين شخصيتها التاريخية وتحديد أهميتها الاستراتيجية والجغرافية منذ القدم
– العلاقات العمانية البريطانية اجتازت التقلبات التي غالبا ما كانت تعكر صفو الوئام الذي يجمع بين الدول الكبرى
كتب ـ خلفان الزيدي و فيصل بن سعيد العلوي : تصوير ـ إبراهيم الشكيلي
قبل نحو أربعة عقود، وتحديدا في أواخر القرن السادس عشر، برزت انجلترا كقوة كبرى بين القوى الأوروبية، وعملت على ايجاد مناطق نفوذ لها في مناطق الشرق والمحيط الهندي، وعلى ذلك جاء تأسيس شركة الهند الشرقية الانجليزية عام 1600م التي نجحت في تأسيس مركز لها في سورات بالهند، عام 1612م، ليكون منطلقا لها نحو بسط نفوذها في المناطق الأخرى.
وقياسا على هذا الاهتمام، كانت عُمان بحكم موقعها الاستراتيجي الذي أسهم بدور كبير في تكوين شخصيتها التاريخية، وفي تحديد أهميتها الاستراتيجية والجغرافية منذ القدم، واحدة من الدول التي حرصت إنجلترا على إقامة علاقات مميزة معها ، حيث رست في عام 1613م أول سفينة بريطانية في السواحل العُمانية، لتمضي بعد ذلك سفينة العلاقات العمانية البريطانية إلى آفاق واسعة من التعاون لتجتاز التقلبات التي غالبا ما كانت تعكر صفو الوئام الذي يجمع بين الدول الكبرى، لتكون العلاقة المميزة التي جمعت السلطنة والمملكة المتحدة علامة فارقة ومثالاً يحتذى به لمثل هذه العلاقات بين الدول.
وتوثيقا لذلك، واستعرضا لأوجه التعاون بين عمان وبريطانيا، خاصة خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، كان إقامة المؤتمر الدولي السابع لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والذي حمل عنوان “العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر”، والمعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر.
المؤتمر الذي افتتح أمس في فندق كمبنسكي مسقط، تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، شهد مشاركة واسعة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون أكثر من 12 دول من بينها بريطانيا والعراق والجزائر وتونس ومصر واليمن والسودان والكويت والبحرين إلى جانب السلطنة، يطرحون (43) ورقة عمل من خلال ثلاثة محاور هي التاريخي السياسي، والاقتصادي والثقافي.
هذا ويواصل المؤتمر جلساته اليوم في فندق كومبنسكي مسقط، حيث يشهد ثلاث جلسات تبدأ الجلسة الأولى في الساعة الثامنة والنصف صباحا، وتستمر الجلسات حتى الثالثة عصرا.
ثنائية التاريخ والحضارة
وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، أشار سعادة حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إلى أهمية موقع عمان، باعتباره حكاية خاصة من الوجهة الطبيعية بالجغرافيا، واصفا أنها وليدة علاقة ثنائية بين التاريخ والحضارة القطر الذي يتنامى بوتيرة تصاعدية لم يعرف التجمد الحضاري.
وقال “الضوياني” : منذ فجر التاريخ وعُمان مكتظة بالتنوع الذي منحها خصوصية ورمزاً وهوية ثقافية واخلاقية اكتستها ووحدة النسق التاريخي والتفاعلات الاجتماعية والاقتصادية حيث أضحى الإنسان العماني متوحدا مع أرضه التي تبادله هذه الوحدة التي شكلت الهوية الوطنية العمانية التي أبقتها مستقلة مكتفية بفكرتها متوحدة في مواجهة الغزاة الذين تعاقبوا للنيل من وحدتها وترابها الوطني الطاهر.
واشار أن عمان تمكنت في النصف الأول من القرن السابع عشر الخروج من السيطرة البرتغالية كأقوى قوة بحرية محلية في غرب المحيط الهندي وأسهم تواصلها وبناء علاقاتها مع بريطانيا في الاستعانة بخبرة شركة الهند الشرقية البريطانية في تعزيز قدرات الأسطول العماني.
وعرج سعادة حمد بن محمد الضوياني إلى الأسس التي تميز علاقات عمان الخارجية، وأشار أن عمان أرست ع مبادئها السامية الرفيعة في حسن التعامل وثوابت المواقف ومديد المحبة والسلام ونشر الطمأنينة والأمان وهو ما أسهم في امتداد العلاقات التجارية في عمق الأراضي الأسيوية والأوروبية والأفريقية، وعلى نهج ذلك مضت عُمان بثبات ويقين لا يتزعزع ليصل هذا الالتزام الثابت في النهج الحكيم في ذروته وتمكينه وتأسيسه وفق المبادئ التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
علاقة قوية ومستمرة
بعد ذلك ألقى معالي اليستر بيرت وزير الدولة بوزارة الخارجية وعضو البرلمان البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كلمة أكد خلالها على عمق العلاقات القوية والتاريخية بين السلطنة وبريطانيا، وأنها في تطوّر مستمر وتشمل كافة المجالات الاقتصادية، السياسية، السياحية، التعليمية ومجالات الدفاع والأمن موضحًا أن التمرين العسكري العماني البريطاني المشترك ” السيف السريع ٣ ” الذي سيبدأ خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري يعد واحدًا من أكبر التمارين العسكرية المشتركة للقوات البريطانية خلال العقد الأخير.
وأكد الوزير البريطاني على أن العلاقات الراسخة بين البلدين والتي تمتد لقرون عديدة تتواصل في شخصية حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، وجلالة ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية، وأنها ماضية إلى آفاق أرحب وأوسع.
تاريخ العلاقات بين بريطانيا وعمان
وبجانب الكلمات المعبرة عن عمق العلاقات العمانية البريطانية، والصلات التاريخية بين البلدين، تضمن حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي السابع لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، تدشين كتاب ” تاريخ العلاقات بين بريطانيا وعمان”، الذي قام كل من سفيري بريطانيا السابقين لدى السلطنة باصداره، ليكون توثيقا تاريخيا للعلاقة المميزة التي جمعت بين البلدين باعتبارها علامة فارقة ومثالاً يحتذى به لمثل هذه العلاقات بين الدول. ويستعرض الكتاب العلاقة التي بدأت منذ القرن السابع عشر مرورا بحقبة حرب ظفار مستندا على الأدلة من خلال الوثائق والمستندات، كما أن الباحثين يسلطان الضوء على العقود الخمسة الماضية من خلال تجربتهم الشخصية كونهم سفراء سابقين لبريطانيا.
الجلسة الأولى في المؤتمر
تضمن اليوم الأول للمؤتمر الذي سيتواصل اليوم وغدا، جلستين غطت المحور التأريخي والسياسي، وقدمت خلالها (12) ورقة، تطرقت الى نشأة العلاقات العمانية البريطانية في القرن السابع عشر (عهد دولة اليعاربة)، وموقف عمان من النفوذ البريطاني في منطقة الخليج والمحيط الهندي، والموقف البريطاني من الأوضاع الداخلية في عمان وتأثيراتها، والتوجهات السياسية البريطانية تجاه عمان خلال فترة حكم السلطان سلطان بن أحمد والسلطان سعيد بن سلطان، والدور البريطاني في أحداث انقسام الإمبراطورية العمانية في الشطرين الآسيوي والأفريقي.
تضمنت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري سبع أوراق عمل، استهلت بورقة جريمي جونز، مستشار مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية بالمملكة المتحدة، تناول فيها تاريخ المحيط الهندي خلال القرن التاسع عشر، تطرق عبرها إلى سياسات وأفعال القادة والتجار العمانيين خلال فترة السلطان سعيد بن سلطان.
وتناولت الورقة الثانية “الاتفاقية البريطانية العمانية الأولى الموقعة في صحار عام 1646م أسبابها ونتائجها” للدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي، أستاذ مشارك للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس، وتحدث فيها عن الاتفاقية التي وقعها الإمام ناصر بن مرشد اليعربي مع مندوب الشركة الهندية الشرقية البريطانية. وهذه الاتفاقية الأولى من نوعها التي يوقعها إمام عماني مع دولة أجنبية، وتكمن أهميتها في أسباب توقيعها، وما ترتب عليها من نتائج. وقسم “الهاشمي” الدراسة إلى ثلاثة مباحث: الأول أسباب توقيع الاتفاقية ودوافعها، في ظل أن البرتغاليين لا يزالون مسيطرين على بعض المدن العمانية وسفنهم تجوب البحر، والتحقيقات جارية في ضياع صحار من سيطرتهم، والثاني مناقشة الاتفاقية ذاتها وما اشتملت عليها من بنود، مع مقدرة البريطانيين على الوفاء بها، اما الثالث تطرق إلى نتائج هذه الاتفاقية وما مدى استفادة عمان من الدور التجاري البريطاني، وما حققته عمان من مكاسب لكون صحار أصبحت الميناء التجاري للإمام ناصر بن مرشد.
وفي الورقة الثالثة ناقش الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل خليفة، من مملكة البحرين “الاتفاقيات البريطانية في انتزاع جوادر العُمانية” قال فيها بأن الموقع الاستراتيجي التي تتمتع سلطنة عُمان به من خلال إشرافها على سواحل بحر عُمان وبحر العرب والخليج العربي استطاع من خلاله أئمة عُمان وسلاطينها من توسيع رقعة ملكهم منذ دولة اليعاربة وحتى الدولة البوسعيدية.
فيما جاءت الورقة الرابعة للدكتور للأستاذ الدكتورعبد الحميد شلبي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر، جمهورية مصر العربية، بعنوان “المعاهدات العمانية البريطانية صداقة أم تبعية؟”قراءة في نصوص معاهدات النصف الأول من القرن التاسع عشر” وقدم الباحث فيها قراءة متأنية لنصوص المعاهدات التي وقعت بين الدولتين خلال الفترة المذكورة، وتتناول الدراسة عدة محاور منها: نبذة عن الأوضاع السياسية في عُمان في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وحصر للمعاهدات التي وقعت بين عُمان وبريطانيا، وقراءة في نصوص المعاهدات.
وقدمت الدكتورة ناهد عبد الكريم أستاذ مشارك، بجامعة السلطان قابوس الورقة الخامسة بعنوان ” الموقف الإيطالي من معاهدة 1891 بين عمان وبريطانيا” تناولت فيها خوف بريطانيا اعتراض أية دولة خطوط مواصلاتها مع الهند أكان عن طريق البحر الأحمر أو عن طريق إقامة علاقة مع جنوب الجزيرة العربية والخليج العربي منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م، وحاولت الباحثة الكشف عن الموقف الإيطالي من تلك المعاهدة وكيف جرى تفسيرها خاصة وأن بريطانيا شكلت تحالفا مع إيطاليا في وجه التحالف الفرنسي الألماني.
فيما قدم الدكتور صالح بن عامر الخروصي وزير مفوض، بوزارة الخارجية الورقة السادسة بعنوان ” العلاقات العمانية البريطانية من خلال اتفاقيتي 1798 و1800م” حيث أثار استيلاء نابليون بونابرت على مصر في عام 1798 مخاوف حقيقية لدى بريطانيا من التهديد المباشر على مصالحها في الهند لا سيما مع نمو العلاقات التي ربطت آنذاك بين فرنسا وعمان وبعض القوى المحلية في الهند. وكانت أهمية مسقط ـ بالنسبة للإدارة البريطانية في الهند ـ لا تكمن فقط في منع الفرنسيين من الوصول إليها، وإنما تتجاوزها إلى الفوائد التجارية والاستراتيجية التي تحظى بها.
واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السابعة للأستاذ الدكتور إبراهيم سعيد البيضاني الأمين العام للاتحاد الدولي للمؤرخين، بالعراق، والتي تناول فيها “المصالح البريطانية في عمان خلال القرن التاسع عشر، قراءة من خلال التنافس الدولي والتنافس الأميركي البريطاني”، وقدم الباحث قراءة للمصالح البريطانية في عمان ودراسة العلاقات العمانية البريطانية في إطار التنافس الدولي خلال القرن التاسع عشر والتركيز على التنافس الأميركي البريطاني وتأثيره على العلاقات العمانية البريطانية.
الجلسة الثانية للمؤتمر
الجلسة الثانية للمؤتمر يوم أمس والتي أداها الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي تضمنت خمسة أوراق عمل، بدأت بورقة الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي مدير عام، المديرية العامة للبحث وتداول الوثائق في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وحملت عنوان “علاقات عمان مع بريطانيا في عهد السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي “مرحلة التوازن والتنافس” نموذجا لمعاهدة 1798م”.
تناولت الورقة في محاورها سياسة الوجود الإنجليزي في الجوانب السياسية والتجارية والعسكرية وأهم دوافع التدخل الإنجليزي ودور شركة الهند الشرقية البريطانية. واستعرض الباحث مسيرة العلاقات العمانية البريطانية خلال حكم السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي وإبرازها عبر مجرى الأحداث التي شهدتها عمان خلال القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي الورقة الثانية قدم الدكتور إبراهيم عبد المجيد محمد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، في جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية، استعراضا للموقف البريطاني من النشاط الفرنسي في عمان في الفترة ما بين عامي 1759 و1814 حيث اشتد التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا، سواء في العالم القديم أو الجديد، واستطاعت بريطانيا أن تتغلب على غريمتها فرنسا في حرب السنوات السبع (1756-1763)، وهي الحرب التي أفقدت فرنسا معظم مستعمراتها.
وتناولت الورقة الثالثة “علاقة الإمبراطورية العمانية بالقوى الاستعمارية الكبرى (إنجلترا وفرنسا) في عهد السيد سعيد بن سلطان، وقدمها الأستاذ الدكتور سـعـيـدي مـــزيــان أستاذ التعليم العالي في المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة في الجزائر، حيث أشار الباحث إلى أنه في ظلّ ا التنافس الاستعماري مع مطلع القرن التاسع عشر الميلادي برزت شخصية السّلطان سعيد بن سلطان التّي تميّزت بالقوّة والإرادة الصّلبة، والحنكة الدبلوماسية، جعلته من الأفذاذ في تاريخ شرق الجزيرة العربية وشرق أفريقيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، بل لا نكون مبالغين إذا اعتبرناه من الشّخصيات الهامّة جدّا في تاريخ العرب الحديث والمعاصر.
الورقة الرابعة قدمها الباحث خليل بن عبد الله العجمي معلم أول مادة تاريخ، وتناول فيها تنامي قوة عُمان البحرية ودورها في دفع البريطانيين لإقامة تحالف سياسي وتجاري مع حكام دولة اليعاربة الأوائل، وتطرق فيها إلى أثر التنافس الأوروبي في منتصف القرن السابع عشر الميلادي على توجه الإنجليز لإقامة علاقات سياسية وتجارية مع عمان، وموقف حكام اليعاربة من رغبة الإنجليز في التعاون معهم، وأبرز الاتفاقيات الموقعة بينهم، وهل تم العمل بها أو لم يتم، كما سيتم التعرف على أسباب حرص شركة الهند الشرقية على إنشاء وكالة تجارية لها في مسقط
وفي الورقة الأخيرة قدم الدكتور صالح محروس محمد الباحث في كلية الآداب بجامعة بني سويف في جمهورية مصر العربية، دراسة وثائقية حول الاهتمامات البريطانية برأس مسندم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تطرق فيها إلى الأهمية الاستراتيجية لرأس مسندم، ورأس مسندم كما في الخرائط البريطانية، شركة الهند الشرقية في ميناء بوشهر وعلاقتها التجارية برأس مسندم.
المعرض الوثائقي
شمل المعرض الوثائقي الذي افتتح ضمن المؤتمر الدولي السابع لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على أكثر من 150 وثيقة وعدد من الصور والمجلات والطوابع والعملات التي تشير إلى العلاقات الوطيدة التي تربط عمان ببريطانيا، بالإضافة إلى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والاستكشافية وامتداد السواحل العمانية وخرائط للمدن.
كما شمل المعرض اَيضا على صور الزيارات الرسمية بين السلطنة وبريطانيا، إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية. ويسلط المعرض الوثائقي الضوء على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وزنجبار وسلاطينها والحياة الاجتماعية فيها، ويسرد العلاقات الدبلوماسية والودية والاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين.
المصدر: اخبار جريدة الوطن