زهير ماجد
يعرف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التمايز بين الإرهاب والمقاومة، بل يحفظ جيدا درسا من هذا النوع، فهو لايخطيء به، ولا يمزج بينهما.
ومن المؤكد أن من هو برتبة وزير خارجية يدرك جيدا مايدركه العربي، هي مصطلحات باتت محفوظة، كيفما قلبناها تحافظ على معناها الأصيل.
الفجيعة اذن ان يقال في موقع متطور هو جامعة الدول العربية وبين مسؤولين كبار ان حزب الله إرهابي فيكاد لايصدقه عقل الا اذا اختلت عقول القادرين على تمييز الإرهاب من المقاومة.
ولكي لانتوه في التعريفات، نختصر الكلام بالقول ان كل فعل ضد اسرائيل مقاومة من الدرجة الاولى.
فإذا قلبنا تاريخ هذا الحزب بكل تفاصيله لوجدناه محصورا بالعدو الصهيوني، وله الفضل الكبير والأساسي في انسحابه من جنوب لبنان وهذا بحق ذاته كاف للدلالة على عمق تجربته المقاومة التي زفت آلاف الشهداء من أجل الوصول الى هذه النتيجة.
ثم ان كل فعل يمارسه أي فلسطيني على أرضه مقاوم، سواء استعمل السكين او الخنجر او الدهس او الرصاص او الخنق او…
كله من افعال المقاومة التي يفخر بها الزمان العربي.
وبالمناسبة أود التذكير لكل من يستعملون كلمة ناشط، أو نشطاء فلسطينيون، أن هذه الكلمة ليست في محلها طالما ان الفعل مقاوم، فيكون صاحبه بالتالي مقاوما.
لايحتاج هذا الملف للكثير من الشهود والاستشهاد لكي يكون مؤكدا طالما ان هنالك اتفاقا حول تعريف كل من الارهاب والمقاومة.
كل من يقاتل الدولة السورية وجيشها العربي إنما هو مخرب وبالتالي إرهابي من الصنف الاول..
وكل من يخرب المدن والأرياف بهذه الطريقة العشوائية ويقضي على مظهرها الحضاري المديني فهو إرهابي.
لماذا حين تتعدى أي مجموعة على داخل بلدان سواء عربية أو غربية يقال عنهم ارهابيون ويحكمون بالإعدام في هذه الدولة او تلك، فيما هم في سوريا « ثوار « يجوز تقديم كل انواع القتل والتدمير لهم.
العالم متفق اذن على تسميات وتعريفات لايمكن الخطأ بها..
فكيف تقبل جامعة الدول العربية ان تصل الى تبني مفهوم خاطىء يمكن وصفه بأنه تعد على هوية اكبر بكثير ممن يفترون عليها.
ومع ذلك تجاوز حزب الله ماجرى، لكنه تألم ان يصدر كلام من هذا النوع عن الجامعة بالذات، وأن يوظف لهذه الغاية أمينها العام الدكتور نبيل العربي.
خطورة إطلاق تسمية كهذه على حزب الله تعني قبل كل شيء تشريع قتل هذا الحزب بإجماع عربي وعالمي اذا افترضنا ان ما اتفقت عليه جامعة الدول العربية سيصار الى تبنيه من قبل الأمم المتحدة.
وبالتالي، تكون تلك الفكرة من اساسها اسرائيلية المصدر، وهي صاحبة تعريف من هذا النوع، واذا لم تكن اسرائيل من صنع الجملة، فإن من صنعوها قدموها خدمة للعدو الصهيوني وإرضاء له.
المهم ان وزير خارجية لبنان رفض هذا البند جملة وتفصيلا..
وهو الأحق بهذه الخطوة لأنه أم الصبي، ويعرف القاصي والداني كم من السنين الصعبة مارسها حزب الله ليخرج الاسرائيلي من الأرض اللبنانية وليحرر لبنان من دنسه.