المفتي العام للسلطنة: حفظ القرآن الكريم ما لم يصحبه العمل ينزل بصاحبه الى الهوة السحيقة والحضيض الأدنى
الأمين العام لمركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم: سخّر الله لهذه المسابقة على مدى الـ (28) عاماً الماضية أن تكون بتوجيه ورعاية مستمرة من لدن عاهل البلاد المفدى
تغطية ـ علي بن صالح السليمي:
بتكيلف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم احتفل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم التابع لديوان البلاط السلطاني صباح أمس بتكريم الفائزين لمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم (الثامنة والعشرين) وذلك بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر.
رعى الحفل معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني بحضور سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة وعدد من المسئولين والمشائخ والرشداء وجمع من الحضور المهتمين في هذا الجانب ووسائل الاعلام المختلفة.
* أمّة القرآن أحق
وقد ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة كلمة خلال الحفل قال فيها: ما أسعد هذه الفرصة أن نلتقي في هذا الصرح الشامخ في هذا اليوم المبارك في ظلال القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ونحن نحتفي بفئة جديدة من متحفظي كتاب الله أسأل الله أن يبارك فيهم وأن يوفقهم للخير والعناية بالقرآن الكريم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وأهم ذلك التطبيق والعمل، مؤكداً سماحته بأن حفظ القرآن الكريم ما لم يصحبه العمل ينزل بصاحبه الى الهوة السحيقة والحضيض الأدنى والعياذ بالله، كما قال الله سبحانه وتعالى لبني اسرائيل:(مثل الذين حمّلوا التوراة ولم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين)، واذا كان هذا المثل من حيث اللفظ هو في بني اسرائيل فإنه من حيث المعنى يشمل الكل، فأمة القرآن أحق أن تندرج فيه ان لمن تأخذ بهذا القرآن وتطبقه تطبيقاً دقيقاً في كل ما يعنيه، فالقرآن الكريم من الحرص بمكان أن يبعث هذه الأمة بعثاً جديداً في شتى مجالات الحياة في التصور والفكر وفي الأخلاق والتربية وفي الآداب والثقافة وفي العلاقات والاجتماع، والامة اليوم يصدق عليها ما أنذر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما قال:(يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة يا رسول الله، قال: لا، إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل)، فنحن بحاجة الى الخروج من هذه الغثائية، ولن يكون هذا الخروج الا بالرجوع الى القرآن الكريم تطبيقاً وعملاً حتى يكون كل فرد صورة يجسد القرآن الكريم ويترجم كل ما فيه في هذاية ورشد وبر وصلاح.
موضحاً سماحته بأن الكل يدرك اذن ان القرآن الكريم محفوظ وبه يمكن أن يصون هذه الامة ويحفظها وينصرها على أعدائها، ونحن نحمل الآن عصا موسى والقوة وهو القرآن الكريم ولكننا نخشى من الفشل وما عند غيرنا من الاوهام، وكما قلنا ان الامة بحاجة الآن أن تخرج من هذه الغثائية التي وقعت فيها بالقرآن الكريم، وكم سمعنا في كل مكان في الشرق والغرب من نداءات لغير المسلمين تنادي بالرجوع الى القرآن الكريم بسبب حل مشكلاتهم فهم رغم بعدهم عن الاسلام ولكنهم يحتاجون اليه.
* ازدياد مستمر
كما ألقى سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام للمركز رحب في بدايتها براعي المناسبة والحضور المشاركين وقال: إن هذه المسابقة تكمل ثمانية وعشرين عاماً متتالية بفضل الله تعالى وبرعاية مستمرة من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه، حيث ان هذه المسابقة التي تتنامى على مدى الاعوام السابقة كمّاً وكيفاً، فخلال السنوات الثلاث الماضية بما فيها هذه الدورة أكمل عدد الذين تشرفوا بتسجيل أسمائهم في مختلف مستوياتها اكثر من ألفي مشارك، وبالتالي فهي في ازدياد مستمر من ناحية العدد وكذلك هي في ازدياد مستمر من حيث عدد المراكز وآليات التحكيم سواء كان ذلك على مستوى التصفيات الاولية أو التصفيات النهائية ولجان التحكيم والتسجيل الالكتروني الذي سهّل الكثير من الصعاب على من يريدون المشاركة في هذه المسابقة وبالتالي تضاعفت الاعداد ولله الحمد.
وقال: لا شك أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن ينفذ أمراً سخّر له من عباده من يرعاه، وقد سخّر الله لهذه المسابقة على مدى الثمانية والعشرين عاماً الماضية أن هيأ لها أن تكون بتوجيه ورعاية مستمرة من لدن عاهل البلاد المفدى وأن تقترن بتكريم الفائزين في كل دورة بإضاءات قرآنية ينتظرها الجميع من سماحة الشيخ العلامة الجليل أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، حيث يسلط الضوء على جانب مهم من جوانب الحياة وجوانب المجتمع بل وجوانب العالم بأسره في كل ما من شأنه أن يتصل بمسيرة الانسانية على هذه المعمورة.
بعدها قُدِّم عرضٌ مرئيٌ من خلال فيلمٍ وثائقي عن مراحل المسابقة والاشادة من بعض المسئولين بأهمية المسابقة وآثارها على الناشئة سواء على أنفسهم ومجتمعهم، كما قام ثلاثة من المتسابقين الأوائل في مستويات المسابقة بتقديم تلاوات بعض من الآيات القرآنية.
* تكريم الفائزين
وفي ختام الحفل قام راعي المناسبة معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني بتكريم الفائزين بجوائز المسابقة وهم الأوائل من كل مستوى بمعدل ثلاثة فائزين لكل مستوى قد نالوا مرتبة الشرف ما عدا المستوى السادس فحصل عليه أربعة فائزين، كما قدمت جوائز تشجيعية لأكبر متسابقة من مركز سمائل، وكذلك جائزة لأصغر متسابق من مركز ابراء، كما تم تكريم عدد من أولياء أمور الفائزين في المستوى السادس في المسابقة، وكذلك تكريم الأسرة القرآنية وكانت من مركز صور، بالاضافة الى تكريم أعضاء ولجان التحكيم التصفيات الأولية والنهائية للمسابقة، وإداريي مراكز المسابقة، وفي ختام الحفل قدمت هدية تذكارية لراعي المسابقة.
وقد فاز بالمراكز الثلاثة الأولى من المستويات الستة للمسابقة وهم: في المستوى الاول (حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد) فازت بالمركز الاول ابتسام بنت سالم البراشدية من مركز البريمي، وفي المركز الثاني محمد بن عبدالله المعمري من مركز الخوض، أما في المركز الثالث فحصل عليه أحمد بن خليفة النعيمي من مركز البريمي أيضاً.
وفي المستوى الثاني (حفظ 24 جزءاً متتالياً من القرآن الكريم مع التجويد) حصل على المركز الأول محمد بن درويش الشقصي من مركز العامرات، وفي المركز الثاني علي بن سيف الشرجي من مركز سناو، وفاز بالمركز الثالث أحمد بن عبدالله المعولي من مركز قريات.
وفي المستوى الثالث (حفظ 18 جزءاً متتالياً من القرآن الكريم مع التجويد) فاز بالمركز الأول سعيد بن سليمان المفرجي من مركز بهلاء، وفي المركز الثاني فازت مريم بنت خالد النجار من مركز صلالة، فيما حصل على المركز الثالث راشد بن يوسف البلوشي من مركز الخوير.
وفي المستوى الرابع (حفظ 12 جزءاً متتالياً من القرآن الكريم مع التجويد) حصل على المركز الاول محمد بن سعيد الغماري من مركز قريات، وفي المركز الثاني عبدالله بن صالح البلوشي من مركز صلالة، أما في المركز الثالث فقد حصل عليه أنس بن أحمد الراسبي من مركز الخوض.
وفي المستوى الخامس (حفظ 6 أجزاء متتالية من القرآن الكريم مع التجويد) فازت بالمركز الأول يقين بنت محمد الغيثية من مركز شناص، وفي المركز الثاني فاطمة بنت خلف المعمرية من مركز شناص أيضاً، وحصلت على المركز الثالث زلفى بنت هلال الحبسية من مركز ابراء.
وأخيراً في المستوى السادس (حفظ جزءين متتالين من القرآن الكريم مع النجويد) حصلت على المركز الأول نور العين بنت حسين الحمادية من مركز بركاء، وفي المركز الثاني محمد بن بدر الجابري من مركز الخوير، فيما فاز بالمركز الثالث زيد بن محمد المعمري من مركز صحار، وآية بنت يعقوب الجابرية بالكمركز الثالث (مكرر).
جدير بالذكر أن عدد المتسابقين في هذه الدورة للمسابقة قد ازداد عن الدورات الماضية، حيث بلغ إجمالي عدد المشاركين في المسابقة هذا العام (2030) مشاركاً من جميع محافظات السلطنة، تأهل للتصفيات النهائية (49) متسابقاً ومتسابقة، وصعد (8) متسابقين عن كل مستوى من مستويات المسابقة ما عدا المستوى الثاني فقد صعد (9) متسابقين، وقد وصل عدد المراكز ـ التي أقيمت خلالها المسابقة ـ (25) مركزاً متوزعة في مختلف محافظات السلطنة بالإضافة إلى مركز نزلاء السجن المركزي بسمائل الذي تم تدشينه خلال المسابقة الماضية وذلك حرصاً على مشاركة الفئة المستهدفة في المركز بالتعاون مع إدارة السجن المركزي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن