المفتى العام للسلطنة: هذه فرصة لمراجعة النفس وتجديد الصلة بين الأمة الإسلامية
كتب ـ علي بن صالح السليمي:
أعلنت السلطنة مساء أمس عن عدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان لهذا العام 1440هـ وبهذا سيكون اليوم (الاثنين) هو المكمل لشهر شعبان ويوم غد الثلاثاء هو غرة شهر رمضان الفضيل.
وقد اجتمعت اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1440هـ برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعضوية كل من: سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة وسعادة السيد حارب بن حمد بن سعود البوسعيدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وسعادة المهندس خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وكيل وزارة الداخلية وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا وفضيلة الشيخ أحمد الخطيب قاضي المحكمة العليا بصلالة.
ولم يتم تلقي ما يرد إلى اللجنة من بلاغات عن رؤية الهلال لتحديد بداية شهر رمضان لهذا العام، وحسب ما وضحته التقارير الفلكية فإن الاقتران حدث أمس الأحد الـ29 من شعبان 1440هـ الموافق له الـ5 من مايو 2019م عند الساعة (2:45) ليلاً، ونزل القمر الساعة (7:07) مساءً، بينما غربت الشمس في الساعة (6:37) مساءً، أي أن القمر نزل بعد غروب الشمس بحوالي 30 دقيقة في مدينة مسقط، وعليه لم تتلقَ اللجنة أي بلاغ عن رؤية الهلال.
وبهذه المناسبة الكريمة العطرة يسر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ضارعة إلى المولى ـ جلَّ في علاه ـ أن يعيده عليه مرات عديدة وأزمنة مديدة ينعم بالصحة والعافية والعمر المديد، وعلى عمان الطيبة بالرفعة والعزة، وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات وكل عام والجميع بخير.
وقد تحدث سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة بهذه المناسبة قائلاً: قرار اللجنة إنما جاء من منطلق حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأقدروا له)، وفي رواية:(فأتموا العدة) أو (فأكملوا العدة ثلاثين يوماً) فهذا امتثال لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث لم تتحقق الرؤية مهما كان الأمر، فقد أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما يغمُّ الهلال أن نكمل العدة وهكذا سيكون عملنا إن شاء الله.
وقال سماحته: وبهذه المناسبة الطيبة فإنني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجل هذا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات وأن يمّن على هذا البلد قائداً وشعباً وبلداً بكل خير وأن يحفظ قائد البلاد ـ حفظه الله تعالى ـ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المفدى وأن يمده بالصحة والعافية وأن يطيل عمره في الخير، ونهنئ حضرة صاحب الجلالة بهذا الحدث السعيد أو المناسبة الطيبة وكذلك الشعب العماني وسائر الشعوب المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها سائلين الله سبحانه وتعالى أن يجعله شهراً مباركا ينعم فيه المسلمون جميعاً بالخير وتأتلف القلوب ويتوحد الشمل، مؤكداً سماحته بقوله إن كلمتي لإخواني المسلمين هنا وهناك في كل بقعة من الأرض بأن هذه فرصة لمراجعة النفس والوقوف معها من أجل حسابها وهي فرصة بالنسبة إلى الصلة بين الأمة الإسلامية أن تحرص هذه الأمة جميعاً بأن تقف بهذا الشهر الفضيل موقف المحاسب لنفسها المرجع لمواقفها جميعاً من أجل أن تتجدد الصلة بين الأمة بالخير، ومن هنا فعلى الأمة أن تجمع بين أشلائها المشتتة وأن توصل أوصالها المقطعة في هذا الشهر ليعلو بينها الوفاق والألفة والشفقة والانسجام والمودة والحنان، فإن الصيام إنما شرع من أجل هذه الغايات العظيمة، فقد شرعه الله سبحانه من أجل تحقيق التقوى، والتقوى هي القطب الذي تدور عليه العبادات المشروعة في الإسلام جميعاً، إذ ما من عبادة من العبادات إلا وقد شرعت من أجل تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى في أعمال الصائم حتى تكون جميع الأعمال ممثلة بتقوى الله سبحانه وكذلك بحسن الألفة بين الأمة الواحدة المسلمة التي يجب أن يصل بعضها بعضا لتكون كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” فيجب على المسلمين جميعا أن يراجعوا أنفسهم وأن يصلوا أنفسهم بحبل الله المتين وأن يتبعوا نوره المبين ويستمسكوا بذكره الحكيم فإن الله تعالى هو أهل التقوى والمغفرة.
المصدر: اخبار جريدة الوطن